حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,13 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 30467

إعلاميون أردنيون بلا حاضن رسمي… أصوات أطفال أكبر من عمرها … وأهم وأقوى من تحكيم تامر حسني

إعلاميون أردنيون بلا حاضن رسمي… أصوات أطفال أكبر من عمرها … وأهم وأقوى من تحكيم تامر حسني

إعلاميون أردنيون بلا حاضن رسمي… أصوات أطفال أكبر من عمرها … وأهم وأقوى من تحكيم تامر حسني

20-01-2016 11:27 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : مالك العثامنة
نتفهم أن تكون هناك حسابات إنتاجية في برامج ترفيه ضخمة مثل برنامج «ذا فويس» بفرعيه الكبار والأطفال، لكن أيضا حسابات الربح والخسارة يجب أن تشمل أيضا الأرباح والخسائر المعنوية والفنية لا المادية فقط.

مثلا، في برنامج مثل «ذا فويس كيدز» المخصص لأصوات الصغار الجميلة، وهي فعلا جميلة بأغلبها ونقية جدا، فإن عملية اختيار لجنة التحكيم كان يجب أن تخضع لمعايير رديفة لمعيار النجومية المعتمد، فمع الإحترام والتقدير لتاريخ تامر حسني في النطنطة الإستعراضية وأفلام سينما «استمتع وانسى»، التي قدمها في مسيرته الفنية، إلا أن نجوميته المراهقة لا تكفي ليكون حكما على أصوات جميلة ومرتعشة من الخوف أملا في تحكيم منصف لا يترك في القلوب الصغيرة خيبة أمل!

فلنعترف، بعض الأصوات «الكبيرة» بأرواح صغيرة والتي صعدت على المسرح كان أداؤها فنيا أكبر بكثير من مسيرة تامر حسني بمجملها.
نانسي عجرم، صوت ساحر وأداء استعراضي يحمل خبرة في التعامل مع الأطفال، بالإضافة إلى نجومية كبيرة، وكذلك كاظم الساهر، الذي يحمل خبرة كبيرة ومعرفة واسعة وواعية بالموسيقى وعلومها والصوت وفنونه، وقد تحسن أداؤه «الإنساني» مع الأطفال بشكل ملموس في الحلقتين الأخيرتين.. مما يجعله مناسبا جدا في مكانه كنجم وعضو لجنة تحكيم.
أتفهم ضرورة استثمار نجومية تامر حسني، وكان يمكن ذلك في فكرة برنامج منفرد له، في ستوديو مواهب استعراضية لأطفال يحبون القفز والاستعراض الجميل، لا في برنامج يكشف مساحات واسعة من خامات صوت جميلة.. وكبيرة.
الحلبي… عالوجع
ولأن سوريا.. هي سوريا، ولأنها الجرح الأطرى في كفوفنا المرفوعة ضراعة إلى السماء أن ينهي آلامها وآلامنا معها، فقد كان لحضور الطفل عبدالرحيم الحلبي هذا الطغيان العاطفي والوجداني الذي جعل الغصة في الحلق مالحة حد ترقرق الدمع.. كأن كل أطفال سوريا في بردهم ووحشتهم وذعرهم كانوا في صوته البديع، وكأن حارات حلب السبع التي اختبرت صوت محمد عبدالوهاب، قد استحضرت ذاتها فتوحدت في مجرى حنجرته العذبة.. وقد شدا بكل ما يملك من إحساس نقي «يا محلى الفسحة».
المتهم.. الأردني
وما زلت أسجل إعجابي بتلفزيون القطاع الخاص الأهلي في الأردن مقابل أسفي على خيبات التلفزيون الرسمي، فيما ينتجه كل منهما من برامج حوارية مبتكرة ومبدعة.
فمقابل ما تحدثنا عنه مسبقا من برامج تنفيع لمنتفعين محسوبين على جهات عليا، لا يملكون أي موهبة ولا حضور ولا حتى ثقافة سياسية تكفي لإدارة مطبخ سياسي رديء المحتوى، نجد قناة «رؤيا» التلفزيونية وقد بدأت ببث أولى حلقات برنامج «المتهم» بطريقة مبتكرة وجميلة وحضور لافت لشاب موهوب جدا في إدارة الحوار والوقوف أمام الكاميرا وامتلاك ثقافة ووعي سياسيين مكناه من التحاور بشكل مشوق، ونعني هنا الإعلامي الشاب أحمد فارس، والذي يقدم في نصف ساعة تلفزيونية وجبة حوارية جميلة وغنية بالمعلومات.
انتقادي الوحيد هو في عملية اختيار الضيوف، فهناك بالتأكيد من هو أهم من شاب يستظرف نفسه بلا موهبة حقيقية وكل محتواه الحقيقي لا يتجاوز فضاء وهميا في وسائل التواصل الإجتماعي.
طفرة الإعلاميين الأردنيين
هذه المقاربات الأردنية، جعلتني شغوفا بمتابعة الطفرات الإعلامية الأردنية، مما يجعلني أتنقل بين المحطات، بحثا عن أسماء أصدقاء وزملاء أعرفهم، التقطت مؤسسات إعلامية غير أردنية قدراتهم وحضورهم وموهبتهم، فاستثمرت فيهم كمقدمي برامج أو مراسلين أو مذيعين.
وما زلت، أستحضر في الذاكرة صديقي المعتق هدي المجالي، الذي كان مراسلا حربيا لمحطات عربية معروفة وفي مناطق خطر دموية، وقدم في لحظات حرجة على الهواء وبفي خلفية رصاص منهمر تقارير متماسكة، كما ما زلت أتابع تلفزيون الكويت ونشراته الإخبارية لمتابعة الطلة الجميلة والحلوة للزميلة فرح العطيات، التي أسندت كل تلك الطلة الحلوة بحضور مثقف وواع للرسالة الإعلامية والصحافية.
ولأن الحلو بالحلو يذكر، فافتقد حضور الصديق رشيد ملحس، الأنيق والواثق على شاشة «روسيا اليوم»، وقد اختار تركها لصالح العودة لقواعده الفنية والتمثيل الذي يحترفه، وحضور ناعم على قناة «رؤيا» بين حين وحين كمذيع ومقدم برامج.
إن طرح تلك الأسماء ليس عجالة غزلية، ولا برقية مجاملات بقدر ما هو لفت انتباه ميؤوس من نتائجه، للقائمين على التلفزيون الأردني والإعلام الرسمي، بضرورة «نفض» المؤسسة الإعلامية الرسمية وإعادتها إلى تاريخ محترم، كانت فيه المؤسسة التلفزيونية الرسمية ماكنة إنتاج إعلاميين محترفين، لا كما هي اليوم.
«تعال وكل» في التلفزيون البلجيكي
في إحدى محطات التلفزيون البلجيكي «القسم الفلاماني منه» هناك برنامج لطيف وجميل، يستضيف في كل حلقة ثلاثة أو أربعة من نجوم مجتمع في الإعلام والفنون والتمثيل عموما، بحيث يكونون ضيوفا في بيت أحدهم، الذي سيقوم طوال الحلقة بطبخ طبق معين يتقن هو طبخه ويقوم بشرح تاريخه وكيفية تحضيره خطوة بخطوة، ثم يقوم النجوم الضيوف بتقييم الطبخة، مع حوار لطيف وخفيف أثناء ذلك كله عن حياة هؤلاء وما يقدمونه من إنتاج للمجتمع.
الإعلام هنا يحمل مضمونا ذكيا.. ودسما في الوقت نفسه.
كاتب أردني يقيم في بروكسيل
مالك العثامنة








طباعة
  • المشاهدات: 30467
مع اقتراب انتهاء الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين.. ما هو رأيكم في أداء المجلس حتى الآن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم