حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,8 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21965

الوهم الجديد

الوهم الجديد

الوهم الجديد

03-01-2016 12:08 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المخرج صلاح ابو هنّود
قبل ايام أطلق مجلس الأمن قراره العتيد الذي صدر تحت رقم 2254، حول الحلول المقترحة للأزمة السورية وقبل صدور القرار وكمقدمة لإصدارة تم الطلب من الأردن - بصفته خبيرا ويملك معلومات استخبارية دقيقة عن المنظمات الإرهابية ويكاد يكون الدولة الوحيدة التي تملك توصيفا واضحا ودقيقا لتعريف مصطلح الإرهاب- أن يقدم قائمة باسماء المنظمات الإرهابية الناشطة على الأرض السورية ، وكم كان الرقم مذهلا فمائة وستون منظمة ارهابية رقم مخيف، ليس على مستوى سوريا وانما على مستوى العالم .
ولنفس الغرض قامت السعودية بعقد مؤتمر للمعارضة السورية في الرياض والتي ستشارك في التفاوض مع النظام للوصول الى حل ، سيؤدي الى رحيل الأسد في النهاية ، بعد هذه الجهود ظهر قرار مجلس الأمن بالإجماع بتاريخ 18/12/2015 الذي يذكر في صياغته بقرار مجلس الأمن رقم 242 الذي جاء بعد حرب 1967 مع اسرائيل ، بمعنى أنه يرضي كافة الأطراف ويترك الباب مفتوحا على الإختلاف لاحقا حول عدد من القضايا.
لقد نجح ذاك القرار (242) بوقف اطلاق النار في حينه ولكن الأطراف المتصارعة ما زالت حتى الآن عاجزة ومعها العالم عن تطبيق ما جاء فيه ، وقامت حروب متعددة بعده والعديد من القرارات وما زالت المشكلة قائمة منذ نصف قرن بل وتعقدت اكثر، والى الذين فرحوا بقرار مجلس الأمن الأخير واعتقدوا أن في الحل لسوريا بات قاب قوسين أو أدنى ،أقول تذكروا تواريخ وعدد قرارات مجلس الأمن حول قضاينا ، وهل كان هناك أي قرار منها تم تطبيقه لصالح العرب ؟
من وجهة نظري سينشغل العالم ربما لقرن قادم في تفسير وتطبيق هذا القرار ، فكيف يمكن لمائة وستون منظمة ارهابية أن تتفق على شيء ؟
كيف لدول اقليمية ودولية دفعت كل ما تملك في هذه الحرب أن تتفق على حل ؟
كيف لمن حقق منجزات ومكاسب على الأرض أن يتنازل عنها ؟
كيف ستكون الأمور بعد الإنتخابات الأمريكية القادمة والتي يمكن أن تفرز رئيسا اشبه بمصارع الثيران الذي لن يقبل الا الإنتصار على الثور بعد أن يغرز كل رماحه في جسده؟
الف سؤال وسؤال يمكن أن يطرح حول مصير هذا القرار وامكانية تطبيقه وبخاصة أن النوايا الحسنة معدومة عند كل الأطراف لإختلاف الغاية والمصلحة والأهمية والشيء الوحيد الذي يمكن انجازه من خلال هذا القرار هو وقف سيول الهجرة الى الدول الغربية وما قد يخلقه من آثار سلبية على حياة مجتمعاتها.
المشكلة السورية معقدة بل وشديدة التعقيد ولا تشبه ظروف ومواصفات ما حدث في حرب 1967 والقرار 242 وملحقاته، لهذا أتوقع أن قرار مجلس الأمن في سوريا ، ليس له أي حظ من التطبيق الدقيق والموضوعي وأنه سيدخل المنطقة في مرحلة من الحروب اللاحقة والأعمال الإرهابية والتدمير مما يصعب السيطرة عليه، ولا أبالغ اذ أقول إنه وصفة محكمة لحرب كبرى أو حروب لا تبقي ولا تذر فعلى الذين اطمأنوا من هذا القرار أن يعيدوا النظر في حساباتهم ويتوجسوا ريبة منه .
لم ينتهي الصراع في المنطقة بعد، فكل ما حدث هو فاتح للشهية لأكلة المنطقة ، حصة العرب فيها سموم من كل الأنواع يصعب معالجتها بأي ترياق مهما بلغت مهارة الصانع .
لقد فرض علينا عجزنا أن نترقب وننتظر قرارات مجلس الأمن وكأنها ستأتينا بالحلول السحرية لمشاكل جنينا بها على أنفسنا ولم نمتلك القدرة لفرض وجودنا كقوة محترمة في بحر هذا العالم المتلاطم الأمواج ، وسيلاقي هذا القرار نفس مصير قرار 242 بل وأسوأ .
صرنا أمة تعشق الوهم وتُألف لون الدَّم


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 21965
برأيك.. هل يوسع الحوثيون نطاق ضرباتهم خارج البحرين الأحمر والعربي بعد تحذير الجماعة واشنطن من استهداف مصالحها بالمنطقة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم