حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,3 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 30977

المولد والميلاد وتاريخهما المنقاد

المولد والميلاد وتاريخهما المنقاد

المولد والميلاد وتاريخهما المنقاد

24-12-2015 11:52 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : وزيرة موسى الطراونة
في البدء تكون المباركة للعالمين مسيحين ومسلمين في إلتقاء الذكرى المتعارف عليها لميلاد المسيح ولمولد الرسول الكريم عليهما السلام.هذا ما نحتفي به مجتمعين، مجمعين بهاتين المناسبتين الجليلتين رغم أن موعدهما أو موعد كل منهما أبعد ما يكون عن التاريخ المدوّن في الإرث الديني لهما حسب التقاليد فيهما!!
ففيما يتعلق بميلاد السيد المسيح فإن الإستقصاءالتاريخي عن جهابذة المؤرخين أثبت أنه حتى أواسط القرن الثاث الميلادي لم يتوصّل القائمون على الكنيسة إلى إتفاق على تحديد سنة وشهر ويوم ميلاد السيد المسيح. وقد كان المسيحيون وقتها يحتفلون به إما في عشرين نيسان أو عشرين أيارأو في اليوم السادس من شهر كانون الثاني ليتناسب مع ميلاد الإله المصري القائم من الأموات أوزريس. وبعد محاورات طويله حتى أواسط القرن الرابع الميلادي قرر البابا بالتنسيق مع الإمبراطور الروماني إتخاذ الخامس والعشرين من شهر كانون الأول موعداً توافقياً لميلاد السيد المسيح لأنه ميلاد إله الشمس وبقية الآلهة الشمسية في الدولة الرومانية، ورغم أن هذا التاريخ يناقض صريح الإنجيل في شأن الرعاه وأين الرعي في فلسطين في هذا التاريخ. كما أن الروايات تتناقض في شأن تاريخ سنة الميلاد من ستة أعوام قبل الميلاد المعتبر إلى ستة أعوام بعد الميلاد، وبذلك فالقرار باليوم والشهر والسنة الميلادة كان قراراً سلطوياً لا تاريخياً ولا دينياً.
أما في شأن المولد النبوي فهنالك خلاف في شرعية الإحتفال به من أساسه وخلاف آخر موثق في السيرة النبوية في توقيت المولد النبوي في الشهر واليوم، وهنالك ما لا يقل عن عشرات الرويات المتناقضة في ذلك، أما الإجماع على الثاني عشر من ربيع الأول فهو إجماع السلاطين عبر وعّاظ أو علماء السلطين. أما في شأن عام ميلاد الرسول الكريم فلقد أجمع أغلب الإخباريين والمؤرخين العرب والمسلمين أنه كان في عام الفيل، رغم أن هذا الإجماع هو إجماع أسطوري لا تاريخ أساسي له إلا في تقاليد العامه والخاصة الأشبه بالعامه.
فالدرس التاريخي المعمق يظهر أن أبرهة الحبشة لم يمت في تلك الحادثة الطبيعية قرب مكة بلّ عاد وحكم اليمن ومن ثم حكم إبنه أكسوم وحفيده بما يقارب الأربعين عاما، ثم حصلت ثورة سيف بن ذي يزن الحميري بالتعاون مع الفرس على عائلة أبرهة الحبشة بما مكنهم من طرد الأحباش لليمن، بعدها جاء وفد قريش بقيادة عبد المطلب لتهنئة سيف بن ذي يزن بطرده للأحباش. وقد روى الكثير من الإخباريين أن سيف بن ذي يزن إختلى بعبد المطلب ليبشره بأن النبي المنتظر سيكون من نسله، ورغم أسطورية هذه الحكاية إلا إن إيرادها بهذا السياق يدلل على إقتناع الإخباريين أن تحرير اليمن من الأحباش كان قبل ميلا الرسول بعقود، وذاك التحرير كان بعد عام الفيل بأربعين إلى ستين عاماً والمؤرخ الكبير حسين مؤنس يرجح في كتابه تاريخ قريش أن المدة الفاصلة بين عام الفيل وميلاد الرسول الكريم كانت ما بين ثلاثين إلى ستين عاماً.
فما إجتمع في هذه الأيام ليس المولد النبوي الشريف مع الميلاد المجيد، وإنما إجتمع التاريخان السلطويان غير الصحيحين لا في اليوم ولا الشهر ولا السنة، وهذا لا ينتقص من أهمية صاحبي هاتين المناسبتين الجليلتين اللذين يتبعهما أكثر من نصف البشرية، لكن تاريخي ميلاديهما المتعارف عليهما يملكان أقل من عشر معشار الحقيقة، لأن الإجماع أساسه الإنصياع والإتباع وليس الحق والحقيقة بما فيهما من الإبداع....


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 30977
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم