حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,13 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 31139

استنساخ ريهام سعيد في الإعلام الأردني… مصطفى بكري وديمقراطية السيسي… «دويتشة فيله»

استنساخ ريهام سعيد في الإعلام الأردني… مصطفى بكري وديمقراطية السيسي… «دويتشة فيله»

استنساخ ريهام سعيد في الإعلام الأردني… مصطفى بكري وديمقراطية السيسي… «دويتشة فيله»

16-12-2015 10:45 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : مالك العثامنة
تاريخيا وعلى أرض الواقع، هناك دوما إعلام تقليدي، وإعلام ذكي.. لكن في عالمنا العربي فقط، هناك إعلام غبي.. مع سبق الإصرار والترصد !
وفي زمن تختلط فيه أدوات الإعلام مع أدوات العلاقات العامة، وبكميات لا بأس بها من الغباء، يمكن أن نخرج بنظرية استنبات تلك الحالات الإعلامية المدهشة والتي تعطيك من الدهشة ما يكفي لتتأمل كثيرا في الحال الرديء.
ولأني أحاول الإسترخاء والدخول في حالات خمول بعد يوم شاق وطويل من العمل، فقد قمت بالتقليب بين القنوات قبل أيام، لأقف عند الفضائية الأردنية وأمام برنامج «المطبخ السياسي»، والذي يقدمه مذيع يبدو مغلوبا على أمره كموظف، وتشاركه التقديم سيدة منفوخة العينين متأنقة أكثر مما يتحمله مطبخ سياسي أو غير سياسي، وضيف الحلقة كان وزيرة الثقافة الأردنية الدكتورة لانا مامكغ، وهي إعلامية محترفة ومعتقة ومثقفة فعلا.

إذن أنا أمام مزيج شيق وغريب، خصوصا بين السيدة المبالغ بأناقتها ذات الجفون المنفوخة، والتي هي إعلامية صدفة بحت، ومن ناشطات «التويتر» المعروفات في الأردن، وهو ما أهلها لتكون «إعلامية» و»أستاذة» حسب المقاييس والمواصفات الرسمية الأردنية، إضافة إلى حبل واسطة سري موصول بباب عال، وأمامها إعلامية حقيقية برتبة وزيرة، ذكية..و متمرسة في لعبة الإعلام.

بصراحة، حديث الوزيرة كان ذكيا، وبعيدا عن الأسئلة الغبية المطروحة، فلم أفهم لماذا تصر المحاورة ناشطة «التويتر» وإعلامية الصدفة أن تقحم فكرة إلغاء مهرجان جرش في الحوار، بدون أي سياق سابق أو لاحق للفكرة الهجينة، وكأن هناك وظيفة يجب أن تؤديها ومهمة بالوكالة لا بد من إنجازها في مهاجمة مهرجان جرش، مع الإشادة بقدرة الوزيرة على الإفلات من هذا الكمين بخبرتها وذكائها.

«ريهام سعيد» النسخة الأردنية الأقل جودة هذه، لم تدخل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون من باب التعيين حسب الكفاءة الإعلامية، والكل يعرف أنها هبطت «ككثيرين غيرها» ببراشوت مباشر يتجاوز حتى مكتب المسكين مدير عام المؤسسة الرسمية، وهذا الإنزال البراشوتي تقف وراءه مؤسسات وجهات، هي التي تتحمل هذا السقوط الإعلامي.. فلا ذنب على تلك المسكينة التي وجدت نفسها إعلامية على شاشة بالكاد يشاهدها أحد، لكن الذنب على من يوزعون مظلات القفز الحر، لننتهي يوما – بهذه وغيرها- وإذ بهم يصبحون نخبا إعلامية وفكرية تمنح صكوك غفران وطنية حسب المزاج، والتفصيل.
الإعلام الذكي والسياسة
وعلى الطرف المقابل، أجدني مرة أخرى مشدودا لكل إعلام ذكي، قادر على احترام عقل المتلقي وذائقته، أيا كانت، بطريقة لا تخلو من ذكاء ووعي في تمرير المعلومة أو إيصال الرسالة.

ومرة أخرى، أجدني كعادتي المسائية مستمتعا بمتابعة برامج المساء على قناة «دويتشة فيله» الألمانية، والتي أعتقد بجدارة أنها الأفضل في عالم الريبورتاج الصحافي التلفزيوني، والذي يسبح في مساحات واسعة لا تغطيها الأخبار التقليدية، المحكومة بقواعد خبرية وصحافية تحرم المتلقي من معرفة المزيد، فنجد التعويض في الريبورتاج والتقرير الصحافي المصور والمشغول بعناية تحترم الإحاطة والموضوعية والشمول.
وهو ما أجده أيضا في قنوات أوروبية أخرى، بلغاتها المحلية.. لكن اللافت أن الصحافة هنا ليس بالضرورة أن يكون مضمونها مواضيع سياسية، فقد يكون مهرجانا محليا يحتفل بأقدم طريقة لصناعة «كعك الزنجبيل» مثلا، خبر الساعة، وتقريرا يستقطب الملايين لمشاهدته أكثر من تقرير آخر عن أزمة الشرق الأوسط وتداعياتها، أو حتى عن أزمة سياسية تعصف بالاتحاد الأوروبي.

ما أريد قوله، إننا في عالمنا العربي، اعتدنا على أن تكون السياسة رديف الصحافة، وأن الجمهور العربي مدمن على ما تقدمه له الفضائيات من جولات ومعارك في عالم السياسة، حتى أصبح الإنتاج الصحافي المتلفز لباقي مواضيع العالم هامشيا أمام نزاعاتنا التي لا تنتهي.
حتى قمة المناخ، نسينا فيها الموضوع الرئيس والذي يهدد كوكبنا الذي نعيش عليه وانشغلنا بدلا عنه بلحظة التماس المحتملة بين بوتين وأردوغان!!
سيادة النائب يا بغل!
ولا تزال مصر، تقدم لنا المفاجآت تلو المفاجآت.. فبعد نجاح بحر العلوم توفيق عكاشة بأعلى نسبة أصوات في مصر، و احتمالية أن يكون رئيسا لغرفة البرلمان، ها هي جناين الثورة في مصر تتفتح على مفاجأة محمود بدر، هذا الشاب الأسمر، الذي نبت فجأة أمام كاميرات التلفزيون، وقد تزعم حركة تمرد، وبهر العالم بحديثه المنساب كجدول ماء بلا عثرات، ها هو الشاب ينجح في الإنتخابات «الديمقراطية والنزيهة» في مصر، وتضج وسائل الإعلام المصرية بحادثة جرت بينه وبين أحد أبناء دائرته الإنتخابية الذي خاطبه باسمه الأول «محمود» على الـ»فيسبوك»، فرد عليه الزعيم الشاب الديمقراطي الورد المفتح بجناين ثورة مصر، بقوله «أنا اسمي سيادة النائب يا بغل».
أنا كنت من المعجبين بالشاب الأسمر الجميل والمفوه، وهو الإعجاب ذاته، الذي كنت أحمله للصحافي الأسمر مصطفى بكري في عهد مبارك، وقد كنت أرى فيه جرأة وشجاعة، لأصطدم به في عهد الرئيس السيسي «سيسيا أكثر من السيسي»، وقد كانت آخر تقليعاته في برنامج على فضائية «صدى البلد»، حيث قال إن سقوط السيسي كارثة قد تضيع فيها مصر كلها!!
أنا شخصيا صدقت مصطفى بكري في نوبة بكائه وهو يؤكد أن سقوط الرئيس السيسي سيعمل على ضياع بكري نفسه وأسرته معه!
كاتب أردني يقيم في بروكسل








طباعة
  • المشاهدات: 31139
مع اقتراب انتهاء الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين.. ما هو رأيكم في أداء المجلس حتى الآن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم