حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,10 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 46520

ما بين حانا ومانا .. ضاعت إلحانا" !!

ما بين حانا ومانا .. ضاعت إلحانا" !!

ما بين حانا ومانا ..  ضاعت إلحانا" !!

04-01-2015 10:32 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس عصمت حداد

يُحكى أن رجلاً في سن الكهولة تزوج زوجةً ثانية، وكانت احدهما تُدعى«حانا» والأخرى «مانا» ،كانت الصغرى تدلـّله وتلاطفه في الكلام وتمسح على وجهه، وتزيل بعض الشعرات البيضاء من لحيته؛ لكي يبدو أكثر شباباً فيتناسب مع جيلها، أما الكبرى فقد أصابتها نار الغيرة وبدأت تقلّد ضَرَّتَها في طريقة تعاملها مع الزوج، ولكنها كانت تزيل الشعرات السوداء من لحيته لكي يبدو أكثر شيباً وكهولةً فيتلاءم مع جيلها هي، وبذلك أزالت الزوجتان شعر لحيته كله، فصار يقول: "بين حانا ومانا ضاعت إلحانا".

ولكن عذراً أحبائي لم أكمل القصة لكم لأنني اليوم سأقول لكم أن حانا ومانا يعيشان بيننا.. في الوزارات والدوائر الحكومية، في البرلمان، في النقابات والمقرات الحزبية والصالونات السياسية، وحتى في خيمات الاعتصام وفي الإعلام والصحف الرسمية وغير الرسمية، ففي كل صباح وكل مساء وعلى تقاطع الطرقات، وفي كل شارع.. نجد (حانا ومانا) أمامنا تبث السموم وتمارس الكذب السياسي رغم أنني أعشق وأقدس كل السياسيين الشرفاء الصادقين أصحاب المبادئ والأفكار النيرة.

هم يكذبون علينا.. نعم إنهم يكذبون، يكذبون في كل محفل سياسي وانتخابي، فأغلب من يعتلي منصة الخطابة..يكذبُ، وأغلب من يعتلي مناصب المسؤولية.. يكذبُ، وقد طال كذبهم، وطريقة الكذب تختلف بين هذا وذاك، لدرجة أننا أصبحنا نستحسن الكذب بل وأضحى الأمر عاديٌّ..وعاديٌّ جداً، إنهم يبيعون الوهم والآمال الواهية لكل الشعب الذي ضاقت به الطرق والسبل، انه زمن قلة الحياء السياسي.

سئمنا من الخطابات الحكومية المتكررة المصطنعة، في حين أن المواطن يقبع في الدرجة السفلى ويصارع قوت يومه ويفاجئ يومياً بالارتفاعات الصاروخية للأسعار والتبريرات هي صوغ معادلات اقتصادية لا يفهم منها المواطن المغلوب على أمره أي شيء. وحتى الجالس على كراسي المعارضة هو في غرفة الانتظار للولوج إلى عوالم الكذب السياسي، ورغم ذلك يتمرن على الكذب ويسوّقُ كل الأكاذيب على انه في موقع طوق النجاة في ظل اشتداد الأزمات وكثرة العثرات والكبوات، ومجرد امتطاء صهوة المسؤولية يغير من قواعد لعبة الكذب لان الكذب درجات حيث نجد أن الكذب بنكهة كرسي المسؤولية يختلف ويرتقي عن الكذب بنكهة المعارضة.

إن الكذب والنفاق السياسي هو اخطر أنواع الكذب لأنه يعمد إلى تضليل الأمة بأكملها، ولا يقتصر على أفراد أو جماعات معينة.. فكيده عظيم، والأخطر من ذلك أن يستمر الكاذب في كذبه ويجد تبريراً له رغم الكوارث والماسي والويلات التي تتبع هذا الكذب والخداع والتظليل.
وأخيراً أعود لقصتي التي بدأت بها.. لأقول لكم ولكل من يحب وطنه: احذروا من حانا ومانا "فما بين حانا ومانا قد تضيع إلحانا".








طباعة
  • المشاهدات: 46520
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم