سرايا - سرايا - في قصة غريبة.. وواقعة لا تحدث كثيرًا.. ذهب أحد الشباب إلى أمريكا من أجل العمل.. وما إن ذهب إلى هناك إلا أن الأمور ساءت وطُرد بعد فترة قصيرة من العمل لأسباب خاصة، وأصبح متشردًا.
ومن يوم إلى يوم، ظل الشاب يبحث عن أي عمل جديد إلا أنه لدواعي عنصرية لم يقبله أحد.
وفي ذات يوم؛ تقدم هذا الشاب لوظيفة في إحدى الشركات الكبيرة، وذهب إلى مقر الشركة، ثم استخدم المصعد "الأسانسير" للطلوع لمقر الشركة في إحدى العمارات، وكانت هناك فتاة أخرى قد استقلت المصعد في نفس الوقت.
وفجأة انقطع التيار الكهربائي، وبقى المصعد معلقًا، إلا أن الفتاة أصابها الخوف والذعر من ذلك، فهي الآن وحيدة مع شاب في مكان لن يسمعها أحد إذا صرخت، وهذا من واقع حدوث الكثير والكثير من حالات الاغتصاب في أمريكا.
إلا أن ما خشيته كان صحيحًا، أخذ الشاب يمعن النظر فيها بشدة لأن الفتاة كانت حسناء وجميلة، وكانت هي في ذات الوقت ترتجف خوفًا منه، حتى نظر إليها نظرة عميقة زادت ذعرها وخوفها، إلا أنه فجأة بقت نظراته على الأرض.
وأخذ يستغفر، ولم ينظر إليها مرة أخرى.. أدهش الفتاة تصرف هذا الشاب، وتغيير مسار نظراته من نظرات مخيفة إلى أن نظر إلى الأرض طويلًا، وحاول قدر المستطاع ألا ينظر إليها.
ثم تم إصلاح العطل الكهربائي بالمصعد، وعمل مرة أخرى.. فكانت الفتاة فضولية بقوة لتعرف ماذا حدث للشاب.
وما إن سألته، قال لها في البداية أغواني الشيطان وأخذ يوسوس لي.. وأنها فرصة لن تعوض كثيرًا، ولابد أن أنتهزها..ولكني تذكرت ربي وتذكرت سيدنا يوسف وكيف كان تصرفه في موقف مثل هذا الموقف، فتراجعت عما وسوس به الشيطان وأخذت آستغفر وأقاوم هذه الشهوة السيئة، وهذا الإغواء الذي قد يودي بدمر مستقبلي ومستقبلك.
فأثار الشاب إعجاب هذه الفتاة، وتقربت منه حتى علمت بدينه، فأسلمت، وشاركته ثروة وعملا معًا، وتزوجته لاحقًا.
ما لم أذكره أن هذه الفتاة هي كانت مديرة الشركة الذي ذهب الشاب ليتقدم للعمل بها.. أصبح اليوم هو مديرها لمجرد أنه غضَّ بصره والتزم بما أمره الله.
فهذا من فضل الله ومنَّه وكرمه.