حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,10 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 60778

الكذب .. بطعم المسؤولية !!

الكذب .. بطعم المسؤولية !!

الكذب ..  بطعم المسؤولية !!

10-11-2014 10:38 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس عصمت حداد

لعل زمن قول الحق في أوطاننا ومجتمعاتنا قد انقضى دون رجعه ,وأصبحنا نعيش في زمان سيء وربما في آخر الزمان.. زمن تآكلت معه الكثير من الخصال الحميدة وحلت مكانها خصال سيئة ومنها الكذب، زمن صار فيه كل من يريد أن يقول رأيه, يقوله في الخفاء.. ولا يتجرأ على ذلك جهراً أمام صاحب الأمر، زمنٌ أصبح فيه النفاق مستحباً غير مستنكَرْ!!! ؛فلا يختلف معيَ اثنان أن الكذب والنفاق في مجتمعنا قد استشرى في جسد الوطن حتى النخاع, حيث بات من غير الممكن علاجه إلا ببتره, فالكل يظن أن الكذب أنجى لهم مع أن الصدق أنجى؛ فترى الكلام المعسول والابتسامات الخادعة, وفي النهاية يتضح لك أن كل ذلك محض كذب.

الحقيقة ليس هناك في العالم من لم يكذب في حياته، بعد أن أصبح الكذب صناعة وسياسة, وبعد أن تفاوتت أنواعه.. فأصبحنا نسمع بالكذب الإيجابي، والكذب السلبي، والكذب الخفي، ولو جمعنا أنواع الكذب ربما لن تسعه مجلدات. وكعرب.. لا نختلف عن الشعوب الأخرى؛ فنحن أمة زينا الكذب وسميناه «أبيض» ربما لنخفف سوداوية تصرفنا المشين, ولكن مهما لونا الكذب تبقى الكذبة «الحمرة الجمرة» في أوطاننا- والتي بات جل المسؤولين والمدراء والموظفين الحكوميين يجيدونها ويتلونون بها - هي أشدها وأخطرها على المجتمع، حيث أصبحت آفة تنخر في دوائر الدولة والمؤسسات الحكومية والجامعات والمدارس وفي معظم مؤسسات المجتمع لتجلب معها كل أنواع الفساد الإداري والمالي الذي نعاني منه، والتي كانت سبباً مباشراً للتخلف بكل أنواعه بما فيه التأخر في بناء البنية التحتية للبلد الذي هو بيت الجميع.

صناعة الكذب وحدها آفة, أما أن تجتمع بالنفاق والمسؤولية فهذا طوفان، فلقد تحولت مؤسساتنا على امتداد الوطن إلى مصانع كذب، يديرها المنافقون والمنتفعون، وينفذها المنقلبون والقمعيُّون، الذين يبغونَها عِوجًا! . أولئك الذين يتشدقون بالعبارات (المطاطة)، ويكثرون من تعبيرات: نحن- في الحقيقية - في الواقع - حتى تتضح الصورة – العدل والمساواة – المصلحة العامة- تعزيز الإنتاجية – سنأخذ ذلك بعين الاعتبار – سنولي هذا الموضوع أقصى اهتمامنا – يجب البدء فورا....الخ.
والمضحك المبكي .. أن ظاهر هذا المسؤول..هو حب مساعدة المواطنين والمراجعين بالترحيب الحار والنفاق: ( إن شاء الله ، وتحت أمرك، وسنكون تحت خدمتك) ، والموافقة المبدئية على طلباتهم ، ويستمر بالكذب والوعود والأيمان الكاذبة والتلاعب بمصالح الناس ووقتهم، إلى أن يراجع البسطاء- الذين يقدرون ويحترمون القوانين والمواعيد والقواعد- سكرتيرة هذا المسؤول الكاذب بعد أن علمها فنون الكذب والنفاق لتكون النهاية: المسؤول في اجتماع , المسؤول غير موجود , المسؤول سافر أو مريض أو المسؤول في المستشفى.

أيها المسؤولون: الصدق في أقوالنا أقوى لنا, والكذب في أفعالنا أفعى لنا هكذا تقول الحكمة المعروفة، ولهذا أقول لكل من يهوى "آفة الكذب" منكم: من فضلكم, أوقفوا الكذب احتراما لأنفسكم، وإرضاءً لربكم ، وكفى كذباً على الذقون, وبيع الناس البسطاء أوهاما, وكفاكم من الكذب على هذا الشعب, هم في غنىً عنه؛ فالدنيا تدور والمناصب لن تدوم لأحد، فما أجمل الصدق والوضوح مع المواطن، وما أصعب أن تخرجوا من مصانع الكذب بالذل والخجل أمام الناس.








طباعة
  • المشاهدات: 60778
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-11-2014 10:38 AM

سرايا

2 -
الأستاذ عصمت...تحية



نسيت امرا مهما ...يجب ان تكون اسفنجة حتى تتماهى مع الكذب .



اذا اعتاد المزظف او المسؤول على الكذب..لن يتركه بسهولة.



ارجو ان تستمر في نقد الصفات القبيحة في المجتمع...ولك كل الأحترام
12-11-2014 04:17 PM

كمال الشبول

التبليغ عن إساءة
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم