حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,4 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21389

«التحكيم»: تواضع الرؤى الإخراجية قلل من أهمية العروض وأربك الحضور

«التحكيم»: تواضع الرؤى الإخراجية قلل من أهمية العروض وأربك الحضور

«التحكيم»: تواضع الرؤى الإخراجية قلل من أهمية العروض وأربك الحضور

19-10-2014 12:10 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - اختتمت مساء الخميس الماضي فعاليات مهرجان عمون لمسرح الشباب في دورته 13الذي نظمته وزارة الثقافة بالتعاون مع نقابة الفنانين الأردنيين، برعاية امين عام وزارة الثقافة وحضور نقيب الفنانين الاردنيين.

وقررت لجنة التحكيم حجب الجائزة الذهبية لأفضل عمل متكامل أول لعدم توافر عناصر التكامل في أي عرض مسرحي من عروض المهرجان، ومنحت الجائزة الذهبية لأفضل عمل متكامل ثاني مناصفة بين مسرحية مكعب بس مثلث تأليف وإخراج بلال زيتون ومسرحية مسافر ليل تأليف صلاح عبد الصبور وإخراج علاء بشماف.

رئيس لجنة التحكيم د.غسان حداد الذي قرأ تقرير اللجنة التي تشكلت برئاسته وعضوية الفنان هشام حمادة، والمخرج خليل نصيرات، أكد على أهمية هذا المهرجان ودوره البارز في إيجاد حالة من الحراك المسرحي لدى جيل الشباب والكشف عن مواهب وطاقات جديدة في التمثيل والإخراج والموسيقى والكتابة وغيرها من مؤثثات أي فعل مسرحي.

مدير مديرية الفنون والمسرح المخرج محمد الضمور أشار إلى أن هذا البيان الذي تلي في نهاية المهرجان يستحق أن يأخذ جائزة المهرجان، لأنه بحق كان العرض الخامس والأجمل في مهرجان عمون لمسرح الشباب الثالث عشر.

وأضاف الضمور أن النصوص التي تم اختيارها من قبل لجنة خاصة للاختيار وتم التوافق عليها، لم تأت برؤى إخراجية جديدة أو خلاقة أو حتى بمستوى الطموح، وهنا كان مكمن الإخفاق، ولم نكن نتوقع أن تكون دورة مهرجان عمون الثالث عشر بهذا المستوى وهو المهرجان الذي أسهم في التأسيس للحالة المسرحية الأردنية والعربية، وقدم نماذج مهمة في تاريخ المسرح الأردني، مضيفا انه في الوقت الذي كانت فيه ميزانية المهرجان لاتتجاوز ألف دينار إلا انه أنتج قامات إبداعية، متسائلا عن سبب هذا التراجع الذي بدأت فيه الحالة الإبداعية المرافقة لهذا المهرجان.

وحول التقرير الذي قدمته اللجنة أكد الضمور على انه فكك الحالة وقدمها بشفافية، وان هذا التقرير وضع أصبعه على الجرح وعلى أسباب النكوص والتراجع منبها إلى خطورة استمرار هذه الوضع الذي سيخلق حالة من عدم الاهتمام بالمسرح والعزوف عنه ما لم يتم تدارك الأخطاء بسرعة، والعمل على إعادة تأهيل فكرة المسرح والتعامل معها بتجرد بعيدا عن أي منغصات أخرى.
ورقة عمل وطنية

وجاء في بيان اللجنة والذي اعتبره عدد من المسرحيين ورقة عمل وطنية عالية المسؤولية تستحق ان تناقش في مؤتمر خاص بها وتلاها رئيس اللجنة:»ان لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان عمون لمسرح الشباب الثالث عشر برئاسة الدكتور غسان حداد، وعضوية هشام حمادة، و خليل نصيرات عقدت عدة اجتماعات لمناقشة العروض المسرحية المشاركة في المسابقة، ولتقييم جوانبها الفنية والفكرية المختلفة؛ وفق معايير تتناسب وطبيعة مهرجان مسرح الشباب والمستوى الفني الذي وصل إليه بعد أكثر من عشرين عاماً من انطلاقته. وخرجت اللجنة بالقراءات التالية: تعتبر الاشتغالات المسرحية لدى جيل الشباب هي المقوم الأساسي والرافد الحقيقي للمسرح بشكل عام، لأنها تأتي بكل ما هو جديد لفن المسرح من جماليات بصرية ورؤى تقدمية، ومعالجات إخراجية مبتكرة، وممثلين جدد يضيفون للمشهد المسرحي تلك الديمومة والحياة.ولأن أغلب العروض المسرحية التي شاهدتها اللجنة اتسمت بالمألوف والساكن والمتوارث، فإن خاصية الابتكار والتجديد لم تتوافر فيها.
وقالت اللجنة أن أغلب العروض المسرحية اعتمدت على النصوص المسرحية المعدة، مما أدى إلى استبدال الكثير من القيم الفنية والجمالية والفكرية في النصوص الأصلية بأخرى، ولم يكن البديل متماسكاً، ولم تكن تلك الاستبدالات أكثر إبداعا من الأصل. وحتى النص المسرحي المحلي الوحيد في المهرجان، فقد شابه الكثير من الارتباك في بنيته وفي متنه الحكائي، والضبابية في حبكته وأهدافه وشخوصه.
وأشارت إلى أنها تدرك أن المسرح بشكل أو بآخر هو حالة افتراضية يقترحها المؤلف ومن ثم المخرج على جمهور مسرحي، معد مسبقاً أنه يشاهد لعبة مسرحية.
ولكن حتى هذه الحالة الافتراضية تتطلب تمهيدا مشهدياً ولو بحركة أو جملة أو حتى كلمة؛ تقول للمشاهد هيا بنا إلى هذا الافتراض لنعالج الواقع بالخيال. وهو ما لم تلحظه اللجنة في أغلب تلك العروض، باستثناء عرض مسرحي واحد ولكنه وقع في فخ معالجة الخيال بالخيال، مما فوت الفرصة على جمهوره المسرحي بأن يحلق في تلك الرحلة منذ بدايتها، وضاعف من جهده في اللحاق بها إلى أن أنضم إليها في منتصفها. وأكدت اللجنة في سياق بيانها، ولأن التمثيل هو شرط العرض المسرحي، فلقد لاحظت اللجنة عدم الاهتمام بهذه المنطقة في أغلب العروض المسرحية، من حيث ضبط إيقاعها وتلوين حسها، وزخرفة حالاتها. ولم تحفر عميقاً في حالات الشخصيات، ولم تبحث عن لغات جديدة كلغة الجسد أو الحركة أو الإيماءة، أو حتى لغة التعبير الصوتي. بل اعتمدت في أغلبها على اللغة – بمفهومها الألسني- والتي تعرضت هي الأخرى إلى التهشيم بمعول عدم المعرفة بالقواعد والتشكيل.
وخلصت في ورقتها إلى أن المسرح وما يمكن أن يقاس عليه من الفنون الأخرى التي تنشد المتعة، فلولاها لما كان الفن، فأين كانت متعة المشاهد الذي خرج من أغلب العروض المسرحية، هذا المشاهد الذي حاول المسرحيون الأردنيون استقطابه عبر سنين مضت، غادرنا بفعل بعض العروض والتي كانت بمثابة قوة طاردة له بدلاً من أن تكون قوة جذب.
وتوقفت عند افتقار معظم المخرجين في هذا المهرجان إلى الرؤية الإخراجية، وإلى الحلول الإخراجية في مسرحياتهم. مما أربك لحظة الحضور والتي هي إحدى خصائص المسرح الحي. فلجأ البعض إلى التقطيع المونتاجي لتلك اللحظة، وعمد البعض الآخر إلى إطفاء الإضاءة من أجل تغيير قطعة ديكور قد لا تكون أهم من حالة ممثل، أو لحظة انعطاف في مسيرة شخصية ما في العرض.
فالقدرة الإخراجية أيضاً هي كيفية ربط المشاهد ببعضها البعض دون اللجوء إلى هذه الطرق التي غادرها المسرح منذ زمن بعيد.
وأشارت اللجنة إلى أنها لاحظت عدم الاهتمام بمكملات العرض المسرحي من إضاءة وملابس وماكياج وديكور وبدلالات الألوان فيها، تلك المكملات التي تعمق من حالة الشخصية من جهة وتساهم في إبراز الفعل الدرامي من جهة أخرى، باستثناء بعض العروض التي حاولت البحث عن علامات صاعدة ورموز تطرق لأول مرة على خشبة المسرح، وفضاءات جديدة حاولت تعميق مضمون العرض المسرحي. كما لاحظت اللجنة أن اختيار مسرح العلبة أو خشبة المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي من قبل جميع المخرجين لعرض مسرحياتهم، هو قسوة بحقها بدلاً من البحث لها عن فضاءات جديدة كالمسرح الدائري مثلاً، ومما أدى أيضاً إلى حرمان مسرحياتهم من عرض ثان قد يفتح الآفاق لمعان جديدة وأكثر رحابة.
وقالت اللجنة إنها تابعت الندوات النقدية لكل عرض مسرحي، وهي لا تقل أهمية عن الوقوف على خشبة المسرح، ولأن تلك الندوات تحتمل الحوار وقبول الآراء أو مناقشتها بطريقة حضارية، فقد استمعت اللجنة إلى القراءات النقدية الإبداعية التي قدمها نقاد ومسرحيون مشهود لهم بالموضوعية والقراءات الذكية، واستمعت كذلك إلى مداخلات الحضور تلك الندوات والتي لا تقل أهمية عن قراءات النقاد. وأن بعض المخرجين الشباب لا يتقبلون النقد، بل واتسمت ردودهم بالعصبية والخروج عن المألوف في الحوار، غافلين عن فكرة أن النقد هو حاضنة الإبداع، وأن الحاضرين في ندواتهم هم أساتذة لنا جميعاً، منهم تعلمنا كيف نصوب الخطأ عندما نخطأ.
وناشدت اللجنة المؤسسة الرسمية أن تفتح المسارح لجيل الشباب لأن يعبر عن رأيه بكل حرية، وأن يرسم ويمسرح ويلقي القصائد ويعزف على آلة موسيقية، بدلاً من المكوث في صفحات التواصل الاجتماعي ويشتم ويلعن، وأن ثمة رغبة في تشكيل حالة من الوعي بل ونشر عدوى المعرفة لأبناء جيلهم.ولكننا فوجئنا بأن هذه المعرفة لا تستطيع مواجهة المحتل لأرضنا، وقوى الظلام وعصابات التخلف وقطع الرؤوس التي تتشكل وتنمو بسرعة في منطقتنا العربية. والسؤال كما تقول اللجنة: لكم أيها المسرحيون الشباب: هل هذا المسرح الذي شاهدناه في هذا المهرجان قادر على مقاومة التخلف والبشاعة؟
هل كان قادرا على إقناع جيل الشباب بالجمال والمدنية؟ هل فيه من الأمل ما يلعن اليأس؟ وهل فيه من التمرد الجمالي والفكري ما يخلخل الجمود؟
وفي نهاية البيان قال حداد أن اللجنة حاولت البحث عن إضاءات خلاقة، أو مناطق اشتغال مسرحي جيدة ومدروسة في كل عرض مسرحي، وبناء على ذلك قررت حجب الجائزة الذهبية الأولى لأفضل عمل مسرحي متكامل، ومنح الجائزة الذهبية لأفضل عمل مسرحي متكامل ثاني مناصفة لمسرحية (مكعب بس مثلث) للمخرج «بلال زيتون»، ومسرحية (مسافر ليل) للمخرج «علاء بشماف».


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 21389

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم