حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,20 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 36802

كرسي المالكي بين الكعكة والسكين

كرسي المالكي بين الكعكة والسكين

كرسي المالكي بين الكعكة والسكين

29-06-2014 06:08 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : منور أحمد الدباس

لقد تداولت الصحافة العالميه المرئيه والمسموعه بأن  الجيش العربي الأردني وكافة الأجهزه الأمنيه في المملكه هي في حالة استعداد قصوى على حدودها الشرقيه والشماليه ، وكل طرف يفسر ذلك على هواه ، واصبحنا نسمع ونقرأ ان المجموعات الإسلاميه سوف تدخل الأردن وتعبث بأمنه واستقراره . هذا الكلام هو هين على اللسان والقلم يكتب صاحبه ما يشاء ، ولكن من يكتب وتصدح ابواقه في الهواء وبقصد تسميم الوضع الأمني ، فهولا يعرف الأردن ولا يعرف جيش الأردن ونظامه الهاشمي الراسخ والذي لم يسجل عليه انه اراق نقطه واحده من دماء الأردنيين ، حيث يلتف الشعب الأردني من حوله ويدين له بالولاء و كذلك حول الجيش العربي الأردني ، وكافة اجهزته الأمنيه ، فجيش الأردن جيش مدرب ومنظم ، مسلح تسليحاً متطوراً ، ويخلو من الطائفيه والأحزاب كما هو موجود في العراق وسوريا ، فقد وصل الجيش العربي الأردني الى مرحلة الإحتراف وتشهد له معركة الكرامه التي خاضها قبل اكثر من اربعة عقود زمنيه ، مع اكبر قوه عسكريه في المنطقه ورغم اماكانيات تسليحه الضعيفه في ذلك الوقت مقابل تسليح جيش العدو الصهيوني . حيث الجيش الأردني جاهز ويقف بالمرصاد لمن تسول له نفسه لمحاولة اختراق حدودنا ، وسيلقى ما يستحقه قبل ان تطأ اقدامه تراب الأردن الطهور .

وليعلم من لا يعلم أن كافة اجهزتنا الأمنيه التي يضرب بها المثل في مهنيتها وادائها العالي ، هي في حالة استعداد تام منذ زمن بعيد ، وكثيرا ما القت القبض على من سولت لهم انفسهم بالتسلل والعبث بأمن الوطن سواء كان من الخارج أو من الداخل ، وذلك كله تحسبا لما هو اسوأ في الجارتين سوريا والعراق ، بعد ان ندهور الوضع  الأمني في تلك  الدول الشقيقه . فالحرب في العراق بدأت الأحداث الخطيره فيها تلقي بظلالها على خيار خطير وهو تقسيم العراق الى ثلاثة دول سنيه وشيعيه وكرديه ،  فالسنه في العراق تم تهميشهم من قبل حكومة المالكي ، ومنذ اكثر من سنتين انتفض اهل السنه في العراق وبدأت في محافظة الأنبار وما حولها ثم امتدت الى الموصل وصلاح الدين ضد حكومة المالكي التي منذ ان حكم الإتلاف الشيعي العراق قسم العراق وحكمها على اساس طائفي ، و همش المالكي والأتلاف الذي يتوكأ عليه اهل السنه في العراق وأهملهم وضيق عليهم وعلى رموزهم الخناق ، وكانت حجة حاكم العراق ان الشيعه يشكلون الأغلبيه في العراق ولا يستحق اهل السنه ان يتساوو في الحقوق مع الشيعه .

 وفعلاً تم تهميش كل المناطق السنيه ، ورغم المحاولات من زعماء السنه في ثني المالكي عن سياسته الطائفبه البغيضه ألا أنه لم يتغير ولم ينأ بنفسه عن تلك السياسه الطائفيه والتي عززها الدستور الذي وضعه المندوب السامي الأمريكي ( بريمر ) وباركه السستاني وكل زعماء الطائفه الشيعيه ، لكن اهل السنه في العراق رغم محاولاتهم الملحه والسلميه في المطالبه بحقوقهم العادله الا أن حكومة بغداد بقيادة المالكي لم تستمع اليهم ، وكان كلما خرج صوت عالي ضربته المدافع والطائرات ، لكن هذا الصوت العالي لم ينخرس ويصمت ويرضى بالمذله واحتكار السلطه وعندها نفذ الصبر  وخرجت الإنتفاضه من الأنبار وما حولها ، والتف حول قياداتها المظلومون والمهمشون ، وبقيت انتفاضة اهل السنه في العراق قائمه وانتهت بالعصيان المدني والثوره على الطغيان والذي يتلقى التعليمات من ايران والأمريكان الى ان اصبحت هذه المعارضه الأن تمتلك جيشاً جراراً يهزم الدوله ويحتل المدن والمحافظات  وغدا العراق يتعرض لفايروس التقسيم ، وكرسي المالكي  بين الكعكة والسكين .

 وبعد تحالفها مع بعض القوى الإسلاميه وعلى رأسها تنظيم الدوله الإسلاميه في العراق والشام ( داعش ) وبقايا الجيش البعثي بقيادة عز الدين الدوري ، وقد تحرك الألاف من المقاتلين واستطاعوا ان يحتلوا عددا من المحافظات العراقيه وهم في تقدم مستمر،  وقيل انهم على بعد 120كم من العاصمه بغداد ، ومن يعرف تكوين الجيش العراقي وطريقة بناءه لم يستغرب هذا الضعف الشديد وهزيمته السريعه  في كل المواقع ، والسبب في ذلك معروف ومكشوف ، وهو ان المالكي وكل زمرته لا يثقون بالجيش العراقي وقد ركزوا على القوات الأمنيه وجعلوا اهتمامهم فقط  بتلك القوه الأمنيه وذلك خوفاً من الإنقلابات العسكريه ، فقد شهدت بغداد الرشيد انقلابات عسكريه عديده في القرن العشرين الماضي وكان آخرها انقلاب البعث بقيادة أحمد حسن البكر ورفيقه صدام حسين والذين يعلم الله ثم العراقيون كم قُطعت رؤوس وازهقت ارواح من كبار قادة الجيش العراقي والسياسيين من اجل منع حدوث انقلاب على حكم البعث في العراق .

ورغم كل المحاولات التي قادها بعض الزعماء العرب لتجنيب العراق التقسيم وخراب العراق مطالبين باقالة المالكي وتشكيل حكومة وحده وطنيه تشارك فيها كافة الأطياف السياسيه وذلك للتوصل الى حلول ترضي الجميع وتحفظ للعراق وحدته والمحافظه على كل مكتسباته ، وخاصه البترول الذي يعتبر المصدر الرئيسي الذي يصرف على

الدوله لكن شراهة شخصية المالكي في سفك الدماء ، وإقصاء الأخرين وتمسكه بالسلطه ، وأعتماده الطائفيه البغيضه في الحكم ، وتجرده من الوطنيه وعدم حرصه  على عراق موحد فقد رفض المالكي  كل الحلول ، واعتبر ذلك تدخلاً سافرا في شؤون العراق الداخليه ، وغير مشكور كل من يسعى لتهدئة الوضع في العراق ويعمل على لم الشمل ، وتقديم الإقتراحات والحلول لإنقاذ الوضع المتردي فيه.

وبدل ان يجنح المالكي الى تجنيب العراق الكوارث وتهدئة الخواطر ودرء الفتن الطائفيه البغيضه طلب من الذين اوصلوه الى كرسي الحكم وهم الأمريكان أن تقصف طائراتهم المدن التي هي الأن تحت سيطرة اهل السنه حيث فقد حكم المالكي السيطره عليها بعد ان سلمها جيش المالكي وانهزم امام الثوار ، وهي الأن تحكم وتدار من قبل ابنائها المهمشين ، الا ان الأمريكان رفضوا وبشكل واضح طلب المالكي القبيح ، وعلى لسان الرئيس أوباما ، وطلبوا من المالكي ان يرحل ويتم التوافق بين كافة القوى السياسيه في العراق على تشكيل حكومه وحده وطنيه ،الا أن المالكي لم يستوعب بعد تصريحات القاده الأمريكان السياسين والعسكريين حيث تحول الى دولة ايران المجاوره للعراق وطلب منها المدد لمنازلة من احتلوا المحافظات العراقيه وردعهم وهزيمتهم وإعادة الأمور لتكون تحت سيطرة حكومة المالكي الطائقيه وكذلك ساعده ودعمه السيستاني الذي اصدر الفتاوي القذره التي تشجع اراقة دماء المسلمين ونادى بأن يحمل كل فرد من ابناء شيعة العراق السلاح اين ما وجدوا ويحاربو ويقاتلوا اهل السنه و القضاء عليهم ، واعتبر ذلك واجباً دينياً ووطنياً يجب على كل شيعي من اهل العراق أن يلبي هذا النداء فزعة للمالكي وزمرته .

  وقد ذكرت وسائل الإعلام ان دولة ايران ارسلت اكثر من اربعة الاف مقاتل كدفعه اولى من الحرس الثوري تم مشاهدتهم في مطار بغداد الدولي ، وأقامت طهران مع بغداد جسراً  جوياً ، وهم الأن يتوزعون في مواقع عسكريه لحماية العاصمه بغداد من سقوطها امام زحف ثوار عشائر اهل السنه والمتحالفين معهم ضد نظام المالكي المستبد

حيث رفض الأمريكان التدخل العسكري ، باستثناء ارسال وزيادة عدد الخبراء والمستشارين العسكريين ، لكن ايران التي تحكم العراق من خلال المالكي الذي يدين لطهران بكل الولاء والطاعه وهو اصلا صناعه ايرانيه بإمتياز وضع نفسه والعراق في حضن ايران ،والتي اصبح الغرب يحسب لها الف حساب ، ويستعمل السياسات الناعمه معها ، حتى ان اسرائيل اصبحت تغض الطرف عن السياسات الأيرانيه الحقيره في المنطقه ويبدوانها عادت لتكون شرطي المنطقه كما كانت ابان حكم شاه ايران .

وهذا لم يفاجىء العرب في الجزيرة العربيه والشرق الأوسط الملتهب ولم يعد التوازن موجوداً في المنطقه بعد القضاء على نظام صدام حسين الذي خاض حرباًضروساً مع الأيرانيين استمرت ثمانية اعوام استطاع بموجبها منع الثوره الخيمينيه ان تجتاح الخليج العربي ، وحافظ على مصالح الغرب في منطقة الخليج . اصبحت كل دول المنطقه بعد الربيع العربي والثورات التي اطاحت بأنظمه عربيه وكنست حكامها هي الأن في طور التكوين للدوله في امنها واقتصادها ، ومنها ما زالت شعوبها  تقاتل من اجل الحصول على حريتها والتخلص من  دكتاتورية حكامها كما هو حاصل في سوريا الثوره ، ولم يعد هناك دوله عربيه قويه تقف امام المد الصفوي الإيراني ومنعه من الهيمنة على المنطقه ‘ فجمهورية مصر العربيه في ظروف اقتصاديه وامنيه لا تحسد عليها ، وستبقى ضعيفه مادام امنها واقتصادها غير مستقر ، وغالبية الشعب غير راضيه عن حكم العسكر ، ويعتمد اقتصادها على الفزعات والهبات التي قد تتوقف عند حصول تضارب في المصالح ، وقد قيل من قبل انه اذا قويت مصر العربيه قوي العرب معها وبهمتها ، وإذا ضعفت ضعف العرب جميعاً وتفرقوا واستحوذ عليهم الأعداء من كل جانب .


dabbasmnwer@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 36802
هل ستشارك في الانتخابات النيابية
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم