حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,3 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7093

أشياء صغيره

أشياء صغيره

أشياء صغيره

24-07-2010 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

كثيراً ما توقفت عند جمله من الأسئله لهذه الطفله الشقيه التي تحملني الى كثير من الدمعات على فراق أحبه وآخرين يعيشون الذاكره يومياً بحياتنا , فكلما جهزت الحقيبه ليلاً جاءتني الى أين يا أبي ؟ كم أتمنى أن ينتهي السفر بجنح الليل والناس نيام يأبي !!
 
وكم أحتاج في كل صباح أن أجدك بيننا لنلعب سوياً ونتقاسم مذاق الزيت والزيتون والزعتر, ونتقاسم شرب الحليب مع (( هاشم )) الذي يحمل عباءة الأبتسامه منذ ساعات الصباح الباكر أتوقف عند كثير من أسئلتها .. ألتي شقيت بها في كل أسبوع كنت آتي اليهما من آخر الجنوب ملتمساً مع الطريق أنيس يقاسمني لحظات التفكير الطويل بهذه الطريق الموحشه ..
 
لكنني في كل مره أقول لها حكايه , وأبتعد كثيراً عن الأجابات الطويله التي تملها بالتأكيد لو قلتها واليوم أبث سفري الى كل الذين يعرفون مذاق السفر للقمة العيش والغربه عن الأطفال والمنزل والبيت القديم , أقول الى طفلتي التي ما زالت تجتهد بالعد الرقمي الى العشره , ولا زالت تبُحر يومياً بأحلامها الجميله الى الروضه والى أغاني طيور الجنه التي قد حفظتها عن قلب لتكرارها , أقول هذا السفر والغربه يا بنيتي مكتوب علينا فلا تدعي لنفسك ضيق بخاطري فقد آلمني السؤال وأضناني المغيب لأحلام كثيره تجاوزت السفر , أحلام تذهب الى آخر الأشياء وتحاول أن تجد فيها ريحاً يحملها الى أقصى حدود الدنيا ..
 
ليت الأحلام اسئله وإجابات وليتها أماني وليتني يا بنيتي أستطيع الوقوف بحضرة الأجابات لأفصل لكِ سر السفر بالصباح لمدينه فيها شيدت أحلامي على قصص وحكايات لكتابات جميله عبر زوايا , وسطور من جدارية اليمن الثقافيه والتي أيغلتُ بحبها كثيراً بعدما منحتن كثير من الدفئ والكتابه لزمن عبدالله البردوني وزمن الجواهري وقصائده المثيره للجدل , وكثير من معلقات الشعراء بقيت فيها لزمن جميل يعيش الذاكره بكل زوارها وكتابها , وليت الأحلام التي شيدتها بعمان تصبح حقيقه فقد رأيت كم أنا شغوف بالأستماع لكتابات وقراءات وقصص من النجاح المحكيه , وكم حملني أثير الناس الرائعين للقاءهم ففيهم شعرت بقيمة العداله بحياة الشعوب والأوطان وفيهم رأيت درب الناس القديمه وقصص نجاحهم وتميزهم بكل شيء ... كثيره هي تلك الأماني التي تدفعني للسفر والكتابه يا بنيتي , فلا تغضبين لو تركت الجلسه معكم لساعه أو تناسيت بعض من لوازمك الجميله , أو ما أصغيت لسؤال يلج بأعماقك لكنني سمعته وحفظته وملكته بكل جوانحي , فلتعذرين نفسي من الغياب بمدينه أعترف إنها سرقت من عمري الكثير الكثير , ولتحملين عني الأجابات فأنا أعود محملاً بحبك الكبير وأعود بطعم القبله التي تلقين بها على وجنتي , فأشعر إن العالم كله معي ..
 
سلاماً عليكم في منزلن القديم , وسلاماً عليكم في دربنا القديمه التي كانت تشع بهاء ووجود وتشع موده ورحمه وأنسانيه فقد نمر على الذكريات ونبكي , ونمر على الأحلام ونفرح فعسى احلامنا تصبح ذات يوم يا بنيتي حقيقه !
 
أتيت وأذكر كيف ألتقينا بذاك المساء وخوفي عليك وخوفي لديك ولهفة قلبي لذاك اللقاء وأذكر اني اختصرت الزمان وأني ولدت على راحتيك








طباعة
  • المشاهدات: 7093
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-07-2010 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم