بقلم : أيمن موسى الشبول
في أوطاننا العربية المستباحة : كل شيء„ ممكن ـ ولا غرابة ؛ فإن آلت هذه الكيانات الهزيلة لكهل„ أو عليل„ أو عميل„ ؛ فلا غرابة ،
منذ تمزيق الوطن العربي لكيانات„ متناثرة ونحن نسير من سقوط„ إلى سقوط„ ، ومن هزيمة„ إلى هزيمة„ ؛ ومن هوان„ إلى هوان„ إلى أن أنهكتنا الآلآم وغادرتنا الأمال وودعتنا الأحلام ولازمتنا الكآبة والمرارة ؛ فلا غرابة إن سقط العربي ضحية” للحروب الأهلية وفريسة للصراعات المذهبية والعرقية والدينية ؛ ولا غرابة إن جاع العربي في وطنه المتخم بالخيرات والثروات ؛ ولا غرابة إن حوصر العربي في وطن الآباء والأجداد ؛ ولا غرابة إن عذب العربي في السجون العربية وفي المعتقلات الأجنبية وبدعوى الإرهاب ؛ ولا غرابة إن ذبح العربي على قارعة الطريق ودون أسباب ؛ ولا غرابة إن تطاير الجسد العربي بين المآذن والقباب ؛ ولا غرابة إن تعلق العربي بقوارب الموت وبمراكب السراب ؛ ولا غرابة إن مسحت المدن العربية بطائرات الحقد الأجنبي وبدعوى الارهاب ، ولا غرابة إن سلبت أوطاننا واستبيحت مقدساتنا وقضمت حقوقنا وانتهكت أعراضنا وديست كرامتنا وقتلت إنسانيتنا بأيدي الحاقدين والغادرين والشواذ ؛ ولا غرابة ....
عندما تهدر الكرامة وتسلب الإرادة وتتنتهك السيادة ؛ فكل شيء„ ممكن ولا غرابة ، وعندما يسيطر الخوف ويسود الفساد ويتحكم الاستبداد ؛ فكل شيء„ ممكن ولا غرابة ، وعندما يهان العربي ويأمر الأجنبي واليهودي ؛ فكل شيء„ ممكن ولا غرابة ، وعندما ينزوي العقلاء ويصمت العلماء وينطق العملاء ؛ فكل شيء„ ممكن ولا غرابة ، وعندما يستوي الأحياء والأموات ؛ فكل شيء„ ممكن ولا غرابة ، وعندما تنعدم الشجاعة وتموت الرجولة ؛ فكل شيء„ ممكن ولا غرابة ، وعندما تقتراب الساعة وتلوح أشراطها ؛ فكل شيء„ ممكن„ ولا غرابة !!!
إن مسلسل السقوط العربي لم ولن ينتهي ؛ ولكن ، رغم قتلهم اليومي للعربي ، ورغم تهجيرهم اليومي للعربي ، ورغم تجويعهم المتواصل للعربي ؛ فلا زال العربي إرهابي ـ ولا غرابة !!! ففي أوطاننا الممزقة والمستباحة والمهانة : كل شيء„ ممكن ـ ولا غرابة !!!