حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,18 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 34250

"البلجاء الخزامية"

"البلجاء الخزامية"

"البلجاء الخزامية"

13-04-2014 09:04 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - من بني حَرامٍ ( أو خُزام ) بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناه بن تميم ...
امرأة مجاهدة من الرعيل الأول , مشهورة بالورع والزهد والنُسك كانت من أتباع الإمام الشاري أبي بلال مرداس بن حدير عاشت بين البصرة والأهواز، ومن مجتهدات الإباضية على مذهب أبي بلال اشتهرت بالورع والزهد والنسك، وكانت تحرض على ابن زياد وتذكر تجبره وسوء سيرته، وكان زياد وابنه قد اتبعا أسلوباً قاسياً مرعباً تجاه من يدعو إلى الحق والعدل شأنه في ذلك شأن عمال بني أمية الظالمين .
اعتبرها المُبردَ من المجتهدات وعدها الجاحظ من الناسكات المتنزهات من أهل البيان ومن النساء المذكورات في الزهد والرياسة . ...
روى أبو العرب التميمي في كتابة "المحن" بسنده قال : لما أمر عبيد الله بن زياد بالبلجاء أن يمثل بها جاء الذي يلي ذلك منها ومعهم الحديد والحبال فقالت : إليكم أتكلم بكلمات يحفظهن عني من سمع بهن..

قال : فحمدت الله وأثنت عليه ثم قالت : هذا آخر أيامي من الدنيا وهو غير مأسوف عليه وأرجو أن يكون أول أيامي من الآخرة وهو اليوم المرغوب فيه .
ثم قالت : والله إن علمي بفنائها هو الذي زهد لي في البقاء فيها وسهل علي جميع بلوائها فما أحب تعجيل ما أخر الله ولا تأخير ما عجل الله .
وحدث أيضا عن بعضهم قال :- :
لما أوتي بها ابن زياد - يعني البلجاء- أمر بها فقطعت يداها ورجلاها فما انبست بكلمة . قال : فأتى بنار لتكوى بها فلما رأت النار صرخت , فقيل لها : قُطعت يداكِ ورجلاكِ فلم تنطقي بشيء , فلما رأيت النار صرختِ من قبل أن تدنى منكِ ! فقالت : ليس ناركم صرختُ , ولا على دنياكم أسِفتُ ولكني ذكرتُ بها النار الكبرى فكان الذي رأيتم من ذلك .
قال : فأمر بها فسُملت عيناها , فقالت : اللهم قد طال في الدنيا حزني , فأقر في الآخرة عيني .قال : ثم خمدت .
وروي عن أبي البختري يقول : لما مُثل بالبلجاء جعلت تعزي نفسها بالقرآن , تقول(وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ ) (وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ) ثم قالت : لئن كنت على بصيرة من أمري إن هذا لقليلٌ في جنب ما أطلب من ثواب الله ...

روي أيضا أن غيلان بن خرشة الضبي لقي أبا مرداس بن حدير، فقال له: إني سمعت البارحة الأمير عبيد الله بن زياد يذكر البلجاء، وأحسبها ستؤخذ فمضى إليها أبو بلال، فقال لها: إن الله قد وسّع على المؤمنين في التقية فتغيبي واستتري؛ فإن هذا المسرف على نفسه الجبار العنيد قد ذكرك فقالت: إن يأخذني فهو أشقى بي، فأما أنا فأخشى أن يلقى أحد بسببي مكروها. فوجّه إليها عبيد الله بن زياد، فأوتي بها، فقال لها: إنك حرورية محلوقة الرأس فقالت له: ما أنا كذلك قال لأصحابه: لأرينكم منها عجباً اكشفوا رأسها فمنعتهم, فقال: لأكشفن أحسن بضعة منك, قالت: لقد سترته حيث لم تستره أمك قال: إيه، ما تشهدين علي؟) قالت: (شهد الله عليك ثلاث شهادات بقوله: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) و (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) و (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)، وشهدت على نفسك لأن أولك لزنية وآخرك لدعوى). فعض لحيته فقتلوها.
فخرج أبو بلال في جنازتها , قال : لو أني أعلم أني أبعث على ما تُبعث عليه لعلمتُ أني أبعث سويا على صراطٍ مستقيم ...
رضي الله عنها وأرضاها .

ومما جاء عن البلجاء الخزامية أن غيلان بن خرشة الضبي لقي أبا مرداس بن حدير، فقال له: (إني سمعت البارحة الأمير عبيد الله بن زياد يذكر البلجاء، وأحسبها ستؤخذ) فمضى إليها أبو بلال، فقال لها: (إن الله قد وسّع على المؤمنين في التقية فتغيبي واستتري؛ فإن هذا المسرف على نفسه الجبار العنيد قد ذكرك) فقالت: (إن يأخذني فهو أشقى بي، فأما أنا فأخشى أن يلقى أحد بسببي مكروها). فوجّه إليها عبيد الله بن زياد، فأوتي بها، فقال لها: (إنك حرورية محلوقة الرأس) فقالت له: (ما أنا كذلك) قال لأصحابه: (لأرينكم منها عجباً اكشفوا رأسها) فمنعتهم فقال: ( لأكشفن أحسن بضعة منك) قال: (لقد سترته حيث لم تستره أمك) قال: (إيه، ما تشهدين علي؟) قالت: (شهد الله عليك ثلاث شهادات بقوله: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) و (الظالمون) و (الفاسقون)، وشهدت على نفسك لأن أولك لزنية وآخرك لدعوى). فعض لحيته وأمر بقطع يديها ورجليها ورمى بها في السوق، فنالت رضي الله عنها شرف الشهادة وكان ذلك قبل عام 61هـ في البصرة.

كأني بها وقد ابتسمت للموت لحظة استشهادها كأنها قادمة إلى مهرجان حافل في السماء يتلقاها بالحبور والبهجة، وفاحت من دمائها رائحة المسك وهي تتناثر قطرات كحبات العقيق فيها من عبق الأبرار وعبير الصديقين، ووقف التاريخ يدون أروع مواقف العزة والشموخ، وعندما مر بها أبو بلال في السوق عض على لحيته وقال: (لهذه أطيب نفساً بالموت منك يا أبا مرداس، ما من ميتة أموتها أحب إلي من ميتة البلجاء)، وروى العلامة الشماخي فقال: (فخرج أبو بلال في جنازتها، وقال لو أعلم أني أبعث على ما تبعث عليه لعلمت أني أبعث سوياً على صراط مستقيم).

إنه ليحق للمرء أن يقف إجلالاً وإكباراً لمثل هذه المرأة، فقد أوتيت من ثبات الجنان وفصاحة اللسان وصدع بالحق في وجوه الطغاة الفاجرين، ما حق لها أن يسطر اسمها بأحرف من نور، ولقد قامت بما يعجز عنه كثير من فحول الأبطال، والمتأمل لحوارها مع الطاغية عبيد الله بن زياد يلاحظ عليها رباطة جأشها ورغبتها في تحقيق أعظم الجهاد امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر).
كان هدفها هو نيل وسام الشهادة، الشهادة التي ليس لها جزاء إلا الجنة وتحقق الهدف، وكان لها ذكر عند أهل السماء، ودون التاريخ موقفها في أروح صفحاته وظل ذكراها عند أهل الأرض، وكأنها صورة واحدة تتكرر فبالأمس القريب كانت أختها على درب الجهاد أم عمار سمية بنت خياط تفيض روحها إلى بارئها على يد فرعون هذه الأمة أبي جهل لعنه الله حينما طعنها بحربة في فرجها، وهذه وتلك سارتا على شغاف قلبها، فضحت في سبيله بما يراه الناس جاهاً ونعيماً وسعادة؛ فما كان من فرعون حين يأس منها أن ترجع عن إسلامها وتتخلى عما آمنت به إلا أن نصب لها الأوتاد وأذاقها صنوف العذاب فما تراجعت لحظة عن إيمانها، وما شكت في سلامة معتقدها، حتى لقيت الله عز وجل وهو راضٍ عنها، فكان لها الثواب الأكبر في الآخرة والثناء العظيم في الدنيا حين أثنى الله عز وجل في كتابه الذي يتلى آناء الليل وأطراف النهار وكفى بالله ذاكرا، فما أشبه هذه بتلك، وما أشبه اليوم بالبارحة، وهذا شأن الطواغيت والجبابرة في كل عصر، لكن الصورة هنا أكثر قتامة وأشد قبحا ذلك أن الطاغوت هنا يلبس لبوس الإسلام وينصب نفسه حاكماً للمسلمين وفي نفس الوقت هو أكثر الناس انحرافا وتضييعا لتعاليم الإسلام ومبادئه العظيمة، وإنه لمما يثير الأسى في النفس أن يوصف أولئك الطغاة بأنهم خلفاء الله في أرضه، وبأن طاعتهم واجبة، وأن هلا يجوز الخروج عليهم، ويرمى كل من يدعو للخروج عليهم وجهادهم بشتى أنواع التهم، والله عند لسان كل قائل، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 34250

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم