حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,3 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 19684

هاشم نايل المجالي يكتب : ارادة الصقور .. !!!

هاشم نايل المجالي يكتب : ارادة الصقور .. !!!

هاشم نايل المجالي  يكتب : ارادة الصقور  ..  !!!

12-11-2013 02:37 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - من المتعارف عليه ان الصقر قد يصل عمره الى 70 عاماً وحتى يعيش الصقر هذا العمر الطويل عليه ان يقدم العديد من التضحيات وعليه ان يتخذ قرارات صعبه ومؤلمة فعندما يبلغ من العمر 40 عاماً تعجز اظافره ( التي كانت تتميز بالمرونة ) عن الامساك بفريسته والتي هي مصدر غذائه وبنفس الوقت يصبح منقاره القوي الحاد معقوفاً شديد الانحناء بسبب تقدمه بالعمر كذلك تصبح اجنحته مصدر عبء كبير عليه بسبب ثقل وزن ريشها حتى تلتصق بصدره وحينها يصبح الطيران في غاية الصعوبة بالنسبة له وتتحول حياته الى جحيم حقيقي .


وامام هذه الظروف الصعبة يضع الصقر نفسه امام خيارين لا ثالث لهما فاما ان يستسلم لقدره ومصيره وينتظر الاجل المحتوم ( الموت ) في اي لحظة او ان يتخذ قراراً مؤلماً ويخضع نفسه لعملية تغير مؤلمة للغاية تستمر لعدة شهور حيث تتطلب العملية ان يحلق الصقر الى قمة الجبل حيث عشه هناك ويقوم بالتخلص من مقدمة أنفه المعقوفه بضرب منقاره على احدى الصخور بقوة كبيرة وباستمرار وهي عملية مؤلمة لكن الصقر يتحملها من اجل بداية جديدة وعمر جديد وعند الانتهاء من كسر مقدمة منقاره ينتظر الصقر مدة حتى ينمو المنقار من جديد .


ثم يقوم بعد ذلك بكسر مخالبه ايضاً بطريقة مماثلة وبعد ان تنمو مخالب الصقر من جديد وتكون قوية يبدأ في عملية نتف ريشه القديم والتخلص منه تماماً بعد ان اصبح عبئاً عليه كل ذلك من اجل ان يبدأ رحلته الجديدة في الحياة وكأنه قد ولد من جديد حياة قد تمتد الى 30 عاماً اخرى .

هكذا هي البدايات الجديدة ومرحلة التغير من اجل البقاء من اجل حياة جديدة تتطلب دائماً اتخاذ قرارات بتضحيات كبيرة وقرارات قد تكون صعبة وقاسية ولكن لا بد منها وأمور قد يعتقد المرء انها مستحيلة ولا يستطيع او تستحق حتى مجرد التفكير فيها غير أن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً وان ما قد يظنه المرء مستحيلاً او بعيد المنال لا يحتاج إلاّ إلى قرار شجاع وجريء هناك بعض الصقور تستسلم للموت عندما تصل الى عمر الاربعين اما شجعانها فقط هم من يقررون مواصلة الرحلة حتى النهاية بارداتهم القوية وبقراراتهم الجريئة فأيهما نحب ان نكون الاستسلام للظروف السلبية والصعبة التي تعصف بنا لنقع بالذل والهوان ام ان نتخلص ونواجه كل ما نراه عائقاً في سبيل تحقيق حياة جديدة .

الانسان القوي القيادي هو وحده من يملك جراءة القرار بالتخلص من كل ما يراه عائقاً في سبيل الحياة الجديدة وبتدمير كل شيء فاسد فيها ولم يعد يصلح ، وليصعد الانسان مع نفسه الى فوق بحيث تتفوق على كل من يحاول ان يجدك ويسحبك للاسفل ، واهزم ضعفك وسلبيتك وراهن على ارادتك وتحمل نتيجة قراراتك فالصقر لا يتصرف عن جهل او عن سوء تفكير وتدبير والا فالفشل هو نهايته المحتومة فاما ان يخطط جيداً ويثق بقدراته وامكانياته لبناء اساس لحياته بثبات واقتدار قبل ان يلقي بنفسه وسط عالم لم يعد للضعفاء فيه مكان .


hashemmajali_56@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 19684

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم