حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9932

لو سألوك : عن الانفلات الأمني، شغب شعبي وصمت رسمي؟

لو سألوك : عن الانفلات الأمني، شغب شعبي وصمت رسمي؟

لو سألوك : عن الانفلات الأمني، شغب شعبي وصمت رسمي؟

05-05-2010 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 ميساء قرعان حتى لحظة كتابة هذا المقال أعتقد بأنني لم أزل في كامل قواي العقلية، وأتمتع باتزاني الخاص والدليل أنني تناولت زجاجة العطر كي أشرب منها بدلا من فنجان الحليب الذي يريح اعصابي عند البدء بالكتابة، أما الدليل الآخر أو المضاد الآخر للتخفيف من حدة ما أنوي كتابته وإظهاره بشكل أبتعد فيه عن المسائلات حرصا على أبنائي هو أنني أستمع أغنية"لو سألوك" لوردة الجزائرية أثناء الكتابة . فلو سألوك : ما سبب كل هذا الخراب الاجتماعي الذي يكاد يطيح ببنية المجتمع خلال مدة زمنية قصيرة؟ ماذا ستكون إجابتك؟ لو سألوك : لماذا ترتفع نسبة الجريمة في مجتمعنا إلى حد أصبح فيه الفاصل بيننا وبين نشوب حروب أهلية مهدد بالغياب؟ لمصلحة من ومن المسؤول؟ ومن الذي يدفع الثمن وما هي النتائج المترتبة عن ذلك؟ ولماذا هذا الصمت أو الانفلات الأمني الذي لم نشهده سابقا؟ ولماذا نشهد بوادر لإلغاء عقوبة الإعدام في ظروف أصبح فيها هذا الإجراء ضرورة تفرضها طبيعة المرحلة فمن لم يمت بالإعدام لارتكابه جريمة قتل سيموت بالثأر الذي يتبعه ثأر؟ وما سبب تزامن الشغب مع الصمت، شغب مجتمعي وصمت رسمي والضحايا كثر والضحايا المحتملون سيزداد عددهم. الأوضاع ليست مربكة فقط وإنما مقلقة وتحتاج وقفة تأمل من الجهات الأمنية والرسمية فالنهايات والسيناريوهات لا يمكن التنبؤ بصورها، وقد تصل الأمور إلى غياب دور العشيرة ودور القانون وسيادته وحينها تكون الكارثة في مجتمع يعاني من كل أشكال محرضات العنف ، غير أن ما يميزه هو سهولة ضبطه إذا ما تم التخطيط لذلك ولنا على ذلك شواهد كثيرة أما ما لم نعتد مشاهدته وقد رأيته بأم عيني هو وقوف رجال الأمن العام أمام حالات تظاهرات وكأنهم مشاركين وليسوا في مهمة رسمية، وابتعادهم عن مناطق الجرائم الساخنة إلى حين وقوع أكثر من ضحية. قد يقول البعض أن الفقر والوضع الاقتصادي سبب لكنني أرى بأن الأسباب تفوق هذا التصور بكثير، فآثار الفقر قد تعبر عن ذاتها عن طريق السرقة والغش والتزوير وأحيانا الاستسلام لمقولة"على قد لحافك" لكنها لا توقع كل هذا الكم من الضحايا وكل هذه الحروب العشائرية، فالقتيل يسمى باسم عشيرته ولا ينظر إليه بشخصه وإلى حد ما لعب الإعلام دوره في العزف على هذا الوتر الذي يعد محرضا للعشائر نحو التوجه للأخذ بالثأر على طريقتها، وهنا يتراجع دور العشيرة ويتخذ الطابع السلبي في معالجة المشكلات وباعتقادي لو أن المواطن على ثقة من أن الجهات المعنية معنية فعليا بإيقاع العقوبة في زمن مناسب لما عايشنا كل هذه الحروب المتجددة يوميا. الوضع مؤلم ومقلق على كافة المستويات، الأمن والاستقرارالمجتمعيين ضرورة لبقاء الإنسان بعيدا عن قانون الغاب، ونحن على ابواب قوانين الغاب فكلما ضعف دور الدولة في التصدي للمشكلات والتخفيف منها كلما ازدادت احتمالية توجه المواطن لسلوك"خذ حقك بإيدك" فالوصمة الاجتماعية لم تعد محصورة بقضايا الشرف التي تصدينا لها في فترات متقطعة كما لو كانت الخطر الوحيد الذي يصادر حق الإنسان في الحياة، بل أصبحت الوصمة تفرض وجودها على أجواء العشيرة ونمط التفكير المجتمعي، الوصمة التي لا يمحوها سوى الثأر، الثأر في دولة طالما أكدت على سيادة القانون، وهنا أتسائل وأشك بأن المواطن لدينا أصبح خارجا عن القانون ، أين ذهب القانون وسيادة القانون؟ أين ذهبت أو أذهبت هيبة الأجهزة الأمنية؟ ولماذا؟ وهل نخشى في السنوات القليلة القادمة أن نفقد هيبة العشيرة ودورها ودور القانون أيضا؟ وهل سنصبح في مرحلة ما مضطرين لتوسعة السجون؟ وما الفائدة حينها؟ وما هي الآثار التي يمكن التنبؤ بها؟ هل ستزداد نسبة المشردات من النساء والأطفال وازدياد عدد اللقطاء الذين يسقطون سهوا لإشباع حاجة غريزية لدى من سيتبقوا من الرجال خارج السجون وحاجة مادية لمن يتبقين من النساء والفتيات؟ وإلى كم دار إيواء سنحتاج لاحتضان هؤلاء ؟ نتسائل ومن حقنا أن نتسائل : هل تعجز الأجهزة الأمنية في بلدنا عن مصادرة كل أنواع الأسلحة التي أصبح لا يخلو منها بيت؟ وهل هنالك ما يعيق إصدار عقوبات صارمة بحق كل من بحوزته سلاح؟ فهذا إجراء احترازي قد يوقف نزيف الدم. نحن الشعب إن جاز لي التعبير باسم الشعب وباسم كل الذين يشعرون بحالة قلق لا نريد تشكيل لجان لدراسة الأوضاع ،فالأوضاع لم تعد خفية على أحد ولا نريد أن نضيع مزيدا من الوقت ليهدر المزيد من الدماء ، لا نريد أن ولا نرغب ولن نرضى أن نصحو يوما لنجد أنفسنا فاقدين هيبة وتآزر العشائر ولا فاقدين للأمن الذي عهدناه، نحن أحوج ما نكون لتفعيل دور الجهات الرسمية مع الجهات الأهلية لحقن الدماء واتخاذ إجراءات رسمية صارمة غير مستفزة لإنعاش الأمن الذي بدأ في أول مراحل الاحتضاروالخوف كل الخوف هو حجم ونوع اليتم الذي سيشهده المجتمع فيما لو لفظ أنفاسه الأخيرة التي قد نحاول عبثا إنعاشها بعد فوات الأوان maisa_rose@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 9932
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
05-05-2010 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم