حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,5 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 15252

هاشم نايل المجالي يكتب : مقال كتاب حقيقتي .. لليلى الطرابلسي

هاشم نايل المجالي يكتب : مقال كتاب حقيقتي .. لليلى الطرابلسي

هاشم نايل المجالي يكتب :  مقال كتاب حقيقتي  ..  لليلى الطرابلسي

29-10-2013 03:46 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - لا يختلف اثنان ممن قرأوا كتاب ليلى بنت علي وأسمه ( حقيقتي ) من ان الحقيقة فيه ليست حاضرة على الاقل بالقدر الذي حاولت وارادت ان توهم وتقنع به الشعب التونسي هذا لان حقيقتها من البداية والى النهاية موضع شك ليست لأنها فقدت مصداقيتها فحسب بل لأنها هي نفسها ساهمت طوال اكثر من عشرين عام في اخفاء حقائق عن شعبها التونسي من خلال صناعتها لمؤسسة سياسية اسمها النظام بالشكل الذي تريده له ظاهرة المبهرج وباطنه العفن هي التي نسيت طوال السنين شيء اسمه المنطق ولم تحسب حساب لأي كان ولا للشعب معتقده انها القادرة الوحيدة على كل شيء من الهيمنه والسيطرة على مقدرات ومشاريع الدولة والتعيينات والصلاحيات في كل شيء حتى اصبح رضاها عند المسؤولين ورجال الاعمال والمستثمرين اهم من رضا الرئيس زين العابدين نفسه طالما تعتبر نفسها هي السيدة الاولى والقادرة على معاقبة ومحاسبة الاخرين من خلال زوجها الذي كان بالنسبة اليها الدرع البشري بيد ان الطرف الاخر هذه المرة لم تكن الحكومة انما بكل بساطة كان الشعب التونسي .
تحاول ليلى بن علي الحديث عن المؤامرة التي تعرض لها نظام بن علي وهي في كلمة او سطر من سطور الكتاب لا تتكلم ولو من باب التواضع عن آلية ومنهجية النظام بعد وصول زين العابدين الى الحكم .
لم تكتب كيف حدث الانقلاب الابيض على مؤسسات الدولة وعلى رئيسها وعليها هي شخصياً بأسلوب اكثر شراسة من اسلوب تنحي الحبيب بورقيبة المعروف بعلمانيته المطلقة والتي اراد من خلالها صناعة تونس الاوروبية ضارباً بعرض الحائط الواقع الجغرافي والقيم الاخلاقية والواقع الفكري والثقافي والديني لدولة صغيرة الحجم وكبيرة في الانتماء والتضحيات وجزء من الجسم العربي .
وصول بن علي الى الحكم كان انقلاب ابيض على الرغم من النسخة الرسمية التي سردت طريقة وصوله سلمياً للحكم على اكتاف الشعب الذي غيب عن هذا الدور بشكل واضح ليبقى بن علي وزوجته وافراد عائلتها والمؤسسات الامنية التي حمت الفساد وعاثت في البلد فساداً على مدار عشرين سنة .
هذه التفاصيل بالرغم من اهميتها وقيمتها وحقيقتها لم تتناولها ليلى بن علي في سياق حديثها عن المؤامرة التي تعرضت اليها هي وزوجها .
لم تتحدث عن معاناة الشعب التونسي تحت سلطة بن علي ولا عن وضع المؤسسات الاقتصادية والتربوية والاجتماعية والصحية التي كانت تدار من خلال علائلتها وزبانيتها .
ولا عن العاطلين عن العمل من ذوي الشهادات ولا عن من هاجروا طلباً للرزق خارج تونس مشهد المؤامرة كانت صورة في مخيلة السيدة الاولى التي نهبت البلاد هي واسرتها وزبانيتها والتي كانت تطلق على نفسها الزوجة الحنونة الخائفة على حياة زوجها من القتل في اي لحظة وهي التي وضعته فعلياً على الرف بمجرد ان اظهر الاطباء الفرنسيين اصابته بما يشبه الخرف حالة من النسيان الشديد التي كانت تجعله ينسى اسمه وينسى محيطه وكما ذكر في كتاب حاكمة قرطاج .
ليلى الطرابلسي التي بدأت حياتها كوافيرة اخذها طموحها الى قصر قرطاج لتصبح السيدة الاولى ولتتسلط على الاجيال المتعاقبة باسم الديمقراطية والحرية التي لم تكن سوى القشور التي باعتها للتونسيين طوال السنين ولا ننسى السجون التي كانت مكتظة بالشباب والسياسيين وغيرهم لم تذكر ان زين العابدين بخطابه الاول عند تسلمه السلطات ذكر ان عهد التسلط قد ذهب وجاء عهد الحرية والعدالة والمساواه وان تونس جديدة ستكون اكثر رفاهاً وعدلاً وان الرئيس لتونس لن يكون الا لدوره واحدة لان تونس يجب ان تكون للتداول على السلطة فما الذي تغير بعد ذلك .
لقد سلب الحريات وحارب كل الاسلاميين بمبادئهم واتجاهاتهم وزج بهم بالسجون والحُفر السرية منهم من قتل وتشويه واعاقات .
ليلى لا يعنيها سرقتها لمستقبل الاجيال تحت مسميات العولمة استفاد منها الاوروبيين واليهود اكثر من شعبها نفسه الذي كانت تقدم لهم كل التسهيلات والخدمات في مواسم حجهم السنوية للمعابد .
لقد كان افراد عائلتها فوق القانون الكل يحاسب باستثنائهم لتتحول تونس الى مزرعة خاصة لم تتكلم عن الجيل الذي ولد على فراغ ولا عن جوع وفقر اسرة بو عزيزي الذي اضرم النار في نفسه ليلقى حتفه جيل كان يرى الهرب بقوارب الموت خلاص من الظلم لا يرى الغد في وجود هذه الطغمة الحاكمة التي لا تشبع من المال ولا من النفوذ بوعزيزي فرد من الشعب والذي نال صفعة على وجهه امام الناس في البلدية عند مصادرة عربته التي يقتات منها قوته .
لقد خرج الشعب التونسي اخيراً عن صمته وعن خوفه ولقد اكتشف انه لا مخرج من هذا التسلط والظلم الا الثورة على الذين سرقوا تونس وحولوها لقصر خاص بهم لان ليلى هي التي كانت تحكم وتدير الامور بطريقتها الخاصة وتصدر القرارات السياسية والادارية في غياب زوج مصاب بالخرف والحقيقه الوحيدة يا ليلى التي يعرفها الكل ويؤمن بها في الوطن العربي ان شعب تونس بدأ مشروع دولة ونهضة جديدة بعد الثورة . انها ارادة الشعب على الظالم المستبد بقوته مهما تقلبت الادارات فسيكون وضع تونس افضل من ان تديره امرأه مثل ليلى الطرابلسي .

المهندس هاشم نايل المجالي

hasehmamajali_56@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 15252

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم