06-10-2013 09:37 AM
بقلم : الدكتور محمود احمد ذويب
يوريكا .. أهل الشوبك و الحويطات أكتشفوا مفهوم الأمن القومي قبل الامريكان !!!
كنت في حديث قصير مع مديرة مكتبي الآنسة لينا الهباهبة وكان الحديث عن واقعة معينة حققت فيها انجازاً أيجابياً في أحد الدوائر الحكومية ... فقالت معلقة هنالك مثل يقول "الشر سياج أهله"
أعجبني هذا المثل وقلت أنه يجب تطويرة الى مثل أو مقوله أيجابية .. فقلت القوة سياج أهلها .. الجرأة و الشجاعة سياج أهلها ... الردع سياج أهله .... هذا المثل أو هذه المقوله التي تنم عن حكمة عجائزنا ذكرتني بمسأله السلاح الكيماوي السوري و محاولة نزعة .....
ما حققة السوريين بعد أكثر من سنتين و نصف على بداية العدوان و المؤامرة على سوريا هو أقل من نصر وأقل من هزيمة لأن الاتفاق الذي توافق عليه بوتين مع أوباما ثم وقعة أو أعلنة لافروف مع وليد المعلم و بالتأكيد أنه على توافق أو وافق عليه زعماء آخرون مثل ايران ( الثعلب خامنئي) و الصين الظل الخفي للروس ، وهولاند و كاميرون التابعين لأمريكا ... اما أردوغان و سعود الفيصل و قطر فقد خرجا من المولد بلا حمص و خرجا و قفاهما يقمر عيش لأنهم كانوا ذاهبيين الى سوق الزياطين بلا تينه وهو مثل ليبي فيه سوقيه قاله لي صديق ليبي عام 1990 في شهر ديسمبر و فسره لي ملازم في مطار طرابلس الدولي عن وضع صدام حسين قبل بدء الحرب في يناير 1991م
هذا الاتفاق هو عبارة عن صلح برست المنتصر فيه هو روسيا وايران ..و المنهزم فيه قوى التحالف المعادي لسوريا ، أما سوريا النظام و الدولة فقد هربت للأمام بأقل من نصر وأقل من هزيمة أو نصر بطعم الهزيمة أو هزيمة بطعم النصر ,,,,,
المهم في الموضوع كيف يطور السوريين هذا الاقل من نصر و أقل من هزيمة الى نصر كامل إما بالتفاوض و التحايل و الاحتفاظ بجزء متطور من سلاحها الكيماوي أو بالحفاظ على البديل الجاهز خارج سوريا لدى حزب الله أو ايران و كذلك بالحصول على مكاسب من خلال التفاوض توقف الدعم للعصابات المسلحة التي تفتك بالجسد السوري و بذلك تمكن الدولة السورية من تحقيق انتصار و لعق الجراح و اعادة لملمة الوضع السوري للبدء في اعادة البناء للجسم السوري و الوطن السوري و الدولة السورية و الانسان السوري و النظام السوري على أسس اكثر قوة و متانه تمهيداً للأنطلاق الى وطن و دولة أقوى و أكثر جرأة بالاستناد الى الشر الذي يكون سياجاً لأهله بالمعنى الايجابي !!!!
بالرغم أني في أشد حالات الاستياء لأني أجد المشهد يتكرر في سوريا كلاكيت مره ثانية و مع أختلاف بعد التفاصيل كما عشناه بكل حسرة في العراق سواء كنت تتفق مع الرئيس صدام حسين أو الرئيس بشار الأسد كلياً أو جزئياً أو لا تتفق مع أحدهما أو كليهما .... برغم كل ذلك فأني أجد نفسي أبرر للنظام السوري أي شيء يفعله مع عدا الاستسلام ... لأن ظلم ذوي القربى أشد مضاضه
على أية حال نحن أمة بلا سياج لامن الشر ولا من الخير ، نحن أمة جنغله كما كان يقول عمي النائب القديم في البرلمان الاردني محمد سالم ذويب "رحمه الله"
هذا المثل الذي يرددة والد لينا الهباهبة أطال الله بعمره و ردده أجداده في الشوبك منذ زمن طويل أكبر من مقال أو قصة قصيرة بل أكبر من روايه ... هو أبلغ من تولستوي أو همنغواي وهو أقوى من أصطلاح الجنرال فرانكو ( الطابور الخامس) و هو ليس من فراغ فمن خلاله ردت عشائر الحويطات هجمات طلائع قطعان الوهابيين البربرية على الاردن وفلسطين و ربما بلاد الشام فكانوا في زمانهم أشجع و احكم من أحفادهم ، فعلوا منذ زمن مالم يفعله أهل الشام كلهم في هذا الزمن الوهابي الصهيوني اللعين
الامن القومي لبلاد الشام ( سياج أهله) يبدأ بعد المياه الاقليميه لعكا غرباً وعند جبال الشراه جنوباً وعند خراسان شرقاً وعند أسوار القسطنطينية شمالاً
الحل يا دولة عبدالله النسور عند عشائر الحويطات وليس في البطاقة الذكيه ... حل ميزانيتك عند أشقاق جبال الشراه وليس قصور السلط ..... وفي الحقيقة أنا مندهش ماذا تعمل في قاهرة المعز وقاهرة قطز بعد أن أصبحت قاهرة بعد الطز مرحبا ... كان من الافضل توفير مصاريف السفر بدل البطاقة الذكية
و بمناسبة الحديث عن الامن القومي فقد ضحكت ملء شدقي وحتى وصل فمي الى طرفي أذني عندما قرأت الحكومة الاردنية قدمت رسالة احتجاج شديدة اللهجة للسفارة السورية في عمان على سقوط قذيفة من سوريا في أحد قرى الرمثا و قلت لنفسي ربما هذه القذيفة من القذائف التي تم السماح بتسريبها عبر الحدود الاردنية الى سوريا و ربما الذي أطلقها أحد السلفيين الذين تم غض النظر عن تسريبهم و تدريبهم من الحدود الاردنية و في الاردن ...
تذكرت مقولة غسان كنفاني أنهم يأخذون رغيفك و يعطوك منه كسرة ثم يجبرونك أن تشكرهم يالها من وقاحة
و تذكرت أن الامن القومي للفقير الاردني يبدأ من رغيف خبزة !!!!!!!!!!!!!!!