بقلم :

الفساد هو إساءة استعمال السلطة العامة أو الوظيفة العامة للكسب الخاص. كما يمكن للفساد إن يحدث عن طريق استغلال الوظيفة العامة من دون اللجوء إلى الرشوة وذلك بتعيين الأقارب ضمن منطق (المحسوبية والمنسوبية) أو سرقة أموال الدولة مباشرةً. على مر سنوات طويلة و أردننا يعيش حالة من الفساد المستشري و الذي كان وحتى و قت قريب آفة عز أن تجد مثلها في نهب موارد الدولة وتدمير مقدراتها مما له من آثار مدمرة على اقتصاد البلد ، والأردن كغيره من الدول وضع قانونا لمكافحة الفساد بأنواعه ( المالي و الإداري و الأخلاقي .....الخ ) وقد نادى جلالة الملك ومنذ زمن بمحاربة الفساد و ايقافه و الضرب بيد من حديد على يد كل من تثبت عليه تهمة فساد . فمنذ عدة أشهر لوحظ زيادة في نشاط هيئة مكافحة الفساد و التي كشرت عن أنيابها في وجه الفساد و المفسدين كما لوحظ الكشف عن كم هائل من حالات الفساد ولكن مايهم هنا هو أن هذه الهيئة فعلا بدأت جديا في ايقاف و استدعاء و تحويل الفاسدين الى الجهات المختصة و الذي من شأنه تعزيز ثقة المواطن بالحكومة من ناحية ومن ناحية أخرى يحافظ على مقدرات الوطن . فمنذ أقل من شهر فقط تم تحويل ( 4) من رؤساء البلديات الى القضاء بتهم فساد و كذلك تم تحويل مدير عام المواصفات و المقاييس كذلك بتهمة استغلال السلطة واختلاسات وزارة الزراعة و أراضي وادي الأردن ........الخ ومع أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته إلا أن الهيئة إذا استمرت على هذا المنوال أنا على ثقة أنها ستعمل على تجفيف منابع الفساد في أردننا الغالي ولكن بشرط عدم إستثناء أي موظف عام ابتداءا من رئيس الحكومة وحتى أصغر موظف إذا ثبت عليه تهمة فساد ( فالأردنيين سواسية أمام القانون ) وجميعنا في خدمة هذا البلد . فالفساد سبب من أسباب ضعف الناتج المحلي و تدهور الوضع الإقتصادي وكما نعلم فأردننا يمر بأزمة مالية تستدعي من الجميع التكاتف و الوقوف صفا واحدا و الضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه بالعبث بمقدرات الوطن و موارده ولنكن على قدر المسؤؤلية التي عهد بها لنا جلالة الملك (حفظه الله). ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل نحن مستعدون لمحاربة الفساد ؟ و هل يمكن لهذه الهيئة أن تعمل دون ممارسة ضغوط عليها من قبل كبار المسؤؤلين ؟. هل يمكن لمسؤؤلينا ترك هذه الهيئة الوطنية تعمل بكل حيادية و بعيدا عن أي نوع من أنواع الضغط ؟ الإجابة أتركها لك عزيزي القاريء فأنت تشكل اللبنة الأساسية في محاربة الفساد آملا أن أرى أردننا خالٍ من الفساد بأشكاله .