10-09-2025 11:25 PM
سرايا - فعلها إيرلينج هالاند مجددا. قبل أكثر من أسبوع بقليل، سجل المهاجم النرويجي هدفا في شباك برايتون ليحطم رقما قياسيا جديدا في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما رفع رصيده إلى 88 هدفا كأكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في أول 100 مباراة بالبطولة.
والآن، أضاف هالاند إنجازا آخر على الصعيد الدولي، بعدما رفع رصيده مع منتخب بلاده إلى 48 هدفا في 45 مباراة، وذلك عقب تسجيله خمسة أهداف في الانتصار العريض 11-1 على مولدوفا أول من أمس، وهو خامس "هاتريك" له بقميص النرويج.
ويجب التذكير بأنه، أحرز 86 هدفا في 89 مباراة مع بوروسيا دورتموند، قبل انتقاله إلى مانشستر سيتي.
ومع هذا السجل التهديفي المذهل، يبدو من البديهي اعتبار مهاجم السيتي واحدا من أعظم الهدافين في العالم. لكن الحقيقة أن ما يميزه لا يقتصر على قدرته على الإنهاء أمام المرمى.
فمنذ انضمامه إلى الدوري الإنجليزي العام 2022، تظهر الإحصاءات أن متوسط اللاعب العادي مع عدد ونوعية الفرص نفسيهما كان سيسجل نحو 84 هدفا فقط، ما يعني أن مهارة هالاند في الإنهاء تفسر أربعة أهداف إضافية فقط (وهدفين فقط إذا استبعدت ركلات الجزاء) من حصيلته المذهلة.
وينطبق الأمر ذاته على أبرز الهدافين الآخرين في الدوري، مثل محمد صلاح وأولي واتكينز، حيث يكمن السر في قدرتهم على الوصول المتكرر إلى الفرص، وليس فقط في الإنهاء.
يرى المنتقدون أن أي مهاجم كان سيسجل بغزارة لو لعب في خط هجوم مانشستر سيتي، لكن ما يتجاهلونه هو ألا أحد قادر على الحصول على عدد الفرص ونوعيتها مثل هالاند، لأنه ببساطة لا يملك قوته الجسدية أو سرعته أو طوله. كما أن تحركاته، وحسّه التوقعي، وردة فعله السريعة تجعله كابوسا مستعصيا على أي مدافع.
ولا شك في أن اللعب تحت قيادة بيب جوارديولا يمنحه خدمات رائعة من زملائه، لكن المقارنة مع أسطورة النادي سيرجيو أجويرو تبرز الفارق الحقيقي. فبالرغم من أن أجويرو كان يسدد أكثر من هالاند، فإنه لم يسجل العدد نفسه من الأهداف. وبالنظر إلى معدلات تحويل الفرص، يتضح أن أجويرو كان في الواقع منهيا أفضل إذ تفوق بنسبة 2 % على المعدل التاريخي المتوقع. ومع ذلك، يظل هالاند الأكثر تسجيلا، لأنه ينجح باستمرار في صناعة فرص ذات جودة عالية لنفسه، ما يجعله هدافا أكثر فاعلية.
وإذا نظرنا إلى المهاجمين الكبار في الدوريات الأوروبية منذ وصول هالاند إلى سيتي، سنجد أن معظمهم يختار بين كثرة التسديد من فرص ضعيفة مثل كيليان مبابي مع ريال مدريد أو القبول بعدد أقل من الفرص لكن بجودة أعلى مثل سيرهو جيراسي مع دورتموند.
أما هالاند فلا يساوم؛ فهو يسدد كثيرا من دون أن يتأثر متوسط جودة فرصه. واللاعبان الوحيدان اللذان يقتربان من هذا النمط هما جونكالو راموس مع باريس سان جيرمان الذي غالبا ما يستفيد من اللعب كبديل أمام دفاعات مرهقة وروبرت ليفاندوفسكي مع برشلونة، الذي يعتبره الكثيرون أعظم مهاجم في العقد الأخير.
إن قدرة هالاند على خلق فرص تهديفية عالية الجودة بشكل متكرر مذهلة للغاية، لدرجة أن مهاجمين عالميين آخرين في أندية النخبة يحتاجون إلى أن يكونوا أكثر دقة أمام المرمى لمجرد مضاهاة معدلاته التهديفية.
حتى في بدايات الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي، يبرهن هالاند مجددًا على أنه لا يُوقف. فهو يتصدر قائمة الهدافين بثلاثة أهداف في ثلاث مباريات فقط، وحقق معدل "الأهداف المتوقعة" (xG) مضاعفا مقارنة بأي لاعب آخر، وكان يمكنه أن يسجل أكثر، ما يؤكد أن سر تفوقه لا يكمن في الإنهاء وحده، بل في منظومة متكاملة تجعله آلة أهداف لا تعرف التوقف.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-09-2025 11:25 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |