21-08-2013 10:09 AM
بقلم :
لاشك ان ماتمارسه قناة الجزيرة القطرية يستحق بكل تأكيد وجود نموذج جديد على شاكلة السيسي ولكن بمواصفات عالية جدا , فعندما نتحدث عن الفتنة الطائفية او تمزيق الدول العربية لاشلاء واثارة الفوضى لمصلحة الصهيونية فان اعلام الجزيرة سيكون بصدارة الاعلام الراعي لتلك الممارسات والسياسات السيئة , فظهور السيسي( السيسي المفهوم وليس الشخص) هناك بكل تأكيد سيجعل من تلك القناة مؤسسة اعلامية بروح جديدة قريبة من الحس العربي العام وبعيدا عن فلسفة التامر التي صنعت بتلك المحطة , فالعرب على مدار السنين الطويلة وما ذاقوه من ويلات الاستعمار والوحشية الصهيونية كانوا يأملون بظهور اعلام صديق ورفيق ومساند لقضايهم القومية لا ان يظهر اعلام مسموم وباجندة صهيونية استعمارية كما يشهده اليوم القاصي والداني متمثلا بقناة الجزيرة التي لاتتوانى بكل نشراتها وبرامجها من تصوير الشعوب العربية على انها شعوب بلا هوية وبلا تاريخ, وتحاول دوما وبكل ما اوتيت من قوة من قلب الموازين بكل الدول العربية لمصلحة الطموح الاسرائيلي الصهيوني المنشود, وكان ذلك وليس غريبا على الجميع متمثلا بعدة سياسات خاطئة بدأت من خلال الترويج لاسرائيل كدولة ديموقراطية, من خلال تركيز الضوء على مساويء الشعوب العربية وضرورة الاخذ باسرائيل كمثال يحتذى مما انتج جيلا جديدا من ابناء العرب يؤمن باسرائيل ككيان وكدولة وهذا ادى لتغير في الفلسفة التربوية التي ارستها كتب التاريخ التي ولدت مع عصر الاستعمار قبل اكثر من قرن, وفيما بعد عملت على ترسيخ وتوطيد حالة الانقسام التي كانت سائدة مابعد الاستعمار الحديث فاخذت بنقل الخبر بكل تجرد ولم تراعي المصداقية بل عمدت على الترويج المستمر لفلسفتها السياسية العميلة بكل سبق صحفي تتوصل اليه, وبذلك أذكت روح العمالة نحو الازدياد والنمو ولذلك ارهصت لدى المواطن العربي روح المبادرة والوطنية لدى الاكثرية , وايضا حاولت من خلال اداراتها المتواصلة قتل الروح القومية والوطنية لدى موظفيها ومذيعيها من خلال توزيع الواجبات لديهم بطريقة لاتلقي الضوء على القضايا العربية الشائكة التي ينتج عن حلولها انفراجا بالفكر يدعو للوحدة والتلاحم بين الشعوب , بل جعلت من اعلام الانشقاق والفتنة نموذجا لابواقها الاعلامية , وكذلك وجهت سمومها بكل ما اوتيت من قوة نحو خلق مسارات عربية متباعدة ,تارة بين الانظمة الحاكمة وشعوبها وتارة اخرى بين فئات الشعب الواحد بكل دولة على حدة , والهدف واضح هو تدمير الكيانات الشعبية المتوافقة والمتعاونة وتحويلها لجماعات وتيارات متنافسة ومناوئة للانظمة الحاكمة , مما غذى الروح الانفصالية تارة والانعزالية تارة اخرى , فزاد الاحتقان الشعبي بكل البلاد العربية بلا استثناء حتى انعكس بكل صراحة على المستوى الفردي , فتعددت الاراء النابعة من عدم الثقة بفلسفة الاخرين , ومن هنا فالتأثير اصبح واضحا بما نشهده اليوم من ثورات صنعت هناك بتلك القناة البائسة العميلة كما يحدث بسوريا وقبلها بليبيا ومازال متوقدا ببلاد الرافدين وما تقدمه من دعم للاقليات ذات الايدلوجية الفكرية المناوئة للحكم كما يحدث بالسعودية والامارات والاردن وغيرها , فكانت النتائج ليست بخافية على احد هذه الايام : تدمير العراق واشعال الفتنة هناك ومحاولة تغييب الدور السوري القومي عن طريق تكريس الاعلام لمصلحة الجماعات الارهابية ومحاولة تغيير النظام واستبداله بما يخدم سياسة اسرائل بالمنطقة , وكذلك دعم الجماعات ذات المسميات الاسلامية كمحاولة لابراز دولة اسرائيل كدولة محاطة بالاعداء وبالتالي تنفذ مخططاتها بكل كبر وعنصرية , هذا هو جزء بسيط لما تنفذه قناة الجزيرة الامريكية الصهيونية , ولكن املنا كبير وعظيم بالاعلامي العربي صاحب الحس القومي فهل يولد سيسي جديد يعيد الجزيرة للحاضنة العربية والحس القومي ويحولها لمنبر للاتفاق ورأب الصدع بين الدول العربية خلافا لما نشهده اليوم من اعلام يدعو للفرقة ويتنفس روح الفتنة , وهل السيسي المنتظر كما هو بمصر سيتحول لسيسي بطابع اعلامي بقناة الجزيرة؟! هذا مايأمله الجميع......
nshnaikat@yahoo.com