حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,10 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 51180

المضحك المبكي

المضحك المبكي

المضحك المبكي

19-08-2013 11:07 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : نرمين مطر
وجدته أكثر عنوان ملائما لمقالة أتحدث فيها عن حال البشر, الذين قلبوا المفاهيم ,فيا لسخرية القدر ! في زمن أضحى فيه الحرام معلنا وفي صفحات الجرائد أبسط خبر, فالبعض لا يكتفون بفعل الحرام بل ويتتفاخرون بالإشهار به أمام البشر... وهل يصح أن نصفهم بالبشر ؟! وأي بشر هم الذين قد دفنوا مبادئهم بأقذر المدر, تلك المبادئ التي استمتعوا برؤيتها أمام الملأ تتفتت وتندثر, و أما فعل الحلال فبات هو الشيء الغريب والمحال.

عندما تكون العلاقات الغرامية معلنة, وبالصور الحميمية موثقة, في صفحات تنتشر الأخبار فيها أسرع من الجرائد والإذاعات, عندما تصبح عقبات العلاقة ومشكلاتهم العاطفية, تنشر أمام الجميع ليتشاورا في حل القضية! أتلك هي الحرية؟! قد كذبت عليه أو خانها فما عادت الحياة لهم ذات أهمية, فيعلنوا للجميع قرار الفراق لتبدأ مرحلة التدخلات الدبلوماسية , فيصلحوا بينهم إلا أن تعود العلاقات الودية, كيف لا يتدخلون؟ وهم يعشقون المسلسلات التركية, وكم هي مسلية لبعض البشر قصص الحب الواقعية, وبفضائحها تحلو ليحاكوا بها البشرية, تنسج تفاصيلها أمامهم , لا بل ويبدأون بإطلاق الأحكام اللامنطقية, يدعي أمامها الجدية, وأنها شريكة الحياة الأبدية, وأي رجل يطيبه فضح زوجته المستقبلية, على شبكات الإنترت ذات الخصوصية الافتراضية, لتكون سيرتها في مجالس الرجال الاضحوكة الأكثر شعبية, ومازالوا يعدون أنفسهم شرفاء؟! ومازالوا يحلمون لمستقبلهم بأنبل الشركاء! فهي تعد نفسها الأفضل بين النساء, و لن ترضي إلا بالمثقف في عقله وجيبه ومن كل الأنحاء, وتحلم بعيشة الرفاهية والرخاء, وهو لن يرضى إلا بالشريفة صاحبة الكبرياء, التي لم تنظر يوماً بعين ذكر; فعيونها إما في الأرض أو السماء, وأين هن الفتيات الشريفات؟ وأنتم تجيدون اللعب بأعراض البشر مهنة الحياة, أونسيتم الآية الكريمة : (الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات) ؟ والا تعلم أيها رجل بأن الدنيا دوارة؟! فوالله لتذوق يوماً ما أذقت غيرك من مرارة, وسيأتي من يعبث بعرضك لكل من عبثت بعرضها بكل جدارة, فذنبها سيرافقك حتى الممات, ولا تظن أنك بالقوة والعضلات, قادر على حماية عرضك من الهجمات, وتأكدوا مثلما يخفي من تعبثون معهم ما بينكم من علاقات, فإن من هم عرضك وشرفك على ذلك قادرات, فلا تحلل لنفسك ما تحرمه على غيرك من تصرفات, ولا تبرر أفعالك بأنها نزوة, فكم كثيرة ما تعيشها يا آدم من نزوات! ولا تطلب ما ليس حقك, ولا تحلم بأن يصان عرضك و قد هتكت عرض الآخريات, وتلك اللحظات الغرامية, التي تعيشها أنت مع أخت أو ابنة أحدهم, يعيشها غيرك مع اختك ,وربما في نفس اللحظة! إن لم تعاقب اليوم بأختك, ستعاقب غداً بابنتك, فتأكد أن الغد آت, فالله يمهل ولا يهمل, فإن الله المنتقم الجبار.

ولا تظني يا حواء أن حالك أفضل, وتوقفي عن الحلم بالزوج صاحب الكمال, ففاقد الشيء لا يعطيه, وكذلك لا يطلبه, فكيف تطلبين الكمال ,وانت ينقصك أهم شيء, تعلنين حبك أمام الملأ, كم أشفق عليك! لأن غيرك ستعلن زواجها أمام الملأ, وكم هو شعور مؤلم أنك كنت دميته التي يصبر نفسه بحبها, حتى يقف على قدميه فيخطب غيرها, يخطب من لم يمسسها يوماً, فما حاجته من فتاة قد مل جسدها. فهل سنستمر في الغرق؟ والى أين ستأخذنا الحياة؟..هل سنصل للمرسى في اللحظة الأخيرة؟ ومازلت أواسي نفسي ببقايا أخشاب متناثرة, وأصفها بالسفينة! هل عقولنا تغتال؟ أم أننا بتنا أتباعا للأنذال,أهذا هو التقليد الأعمى, أم أننا باتت لنا طقوس في المحرمات تستحق التقدير من من شتتوا أفكارنا, فربما نحن تغلبنا عليهم وسبقناهم ولأول مرة!.

وكل ما سبق, ليس هو المضحك المبكي, إنما المضحك المبكي, أن كل علاقات الحب المعلنة, والعواطف الجياشة التي باتوا يعبرون عنها أمام الملأ بكل جرأة, أصبحت شيئاً أقل من عادي, وأن ما بات يدهش البشر فعلاً ويثير حيرتهم, هو من ينشر الأدعية والكتابات الدينية الكثيرة , فماذا يخفي وراءها؟! هو يدعي الدين, هو يدعي الشرف, أو أنه يخفي وراءها سراً قذراً يحاول التوبة عنه! تلك باتت أراءنا! فما عادت الفضيحة هي نشر القذارات بل باتت الكتبات الدينية هي ما تثير الشبهات! بتنا نخشى أن ننشر عن ديننا! الى هذه الدرجة وصلنا؟! وهل سنصعد المزيد من الدرجات؟ فإما أن تمشي مع التيار وتنسى كل ما كبر معك من مبادئ,أو أن تعاكسه, وعندها ستصبح أنت الشاذ بينهم, لتتناقل سيرتك بين ألسنتهم ! فعاقل واحد حوله آلاف المجانين, يجعله يبدو المجنون الوحيد بينهم, فإما أن يدفن عقله ومبادئه ليعش معهم, أو أن تعيش مبادئه, ليموت هو على أيديهم!








طباعة
  • المشاهدات: 51180
مع اقتراب انتهاء الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين.. ما هو رأيكم في أداء المجلس حتى الآن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم