03-05-2013 10:18 PM
الكثير ممن قرأ العنوان تبادر لذهنه انني أقصد رئيس الوزراء الدكتور عبدلله النسور ... لكن لا .... لا أقصده فقضيتي ليست مع اشخاص وجدوا الامور هكذا امامهم ويحاولون ، لكن ما اقصده هنا هو طائر النسر المعروف بقوته وحدة بصره ورهبته، بعد أن يبلغ من العمر ثلاثين عاماً، تبدأ قوة مخالبه تضعف، وأجنحته تبدأ تلتصق بصدره فيصعب عليه الطيران لارتفاعات عالية والتحليق طويلاً، ومنقاره المدبب القوي يضعف كذلك، وإن استمرار هذا يعني هلاكه لا محالة. فهو يعتمد على مخالبه القوية في الانقضاض على الفرائس، إضافة إلى قوة الإبصار عنده من ارتفاعات عالية.. فيكون هنا النسر أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاستسلام لقدره فيموت أو يعيد تقوية بدنه ونشاطه ليعيش، إلا أن الخيار الثاني ضريبته عالية وليس خياراً سهلاً..
يبدأ النسر من بعد أن اختار الطريقة الثانية في دخول مرحلة صعبة في حياته، وعليه كما قلنا، أن يتحمل آلامها من أجل البقاء حياً. يذهب النسر إلى قمة الجبل حيث عشه، ويعيش هناك فترة لا تقل عن مائة وخمسين يوماً، يقوم بداية بكسر مخالبه بالضرب على الصخور حتى تنمو مخالب جديدة، حتى إذا ظهرت ونمت قام بكسرها مرة أخرى، وينتظر بعدها نمو المخالب من جديد التي ستكون أقوى مما كانت قبل عملية الكسر الأولى. وبالمثل يكون الحال مع منقاره.
المرحلة الأخيرة ضمن المائة وخمسين يوماً الصعبة، يقوم النسر بنتف ريشه حتى ينمو له ريش جديد. وينتظر أياماً وليالي ريثما ينبت له ريش جديد كما لو أنه في شبابه. هذا الريش الجديد يعمل على تقوية جناحه الذي لن يلتصق بصدره بعد الآن، ليبدأ النسر حياة جديدة ويعيش بإذن الله ثلاثين سنة أخرى، ويعود صياداً ماهراً ينقض على فرائسه من عل، ويمزقها إرباً بفعل مخالب حادة وقوية..
حياة النسر هنا تضرب لنا مثلاص في قوة الارداة والصبر لوصول إلى التغيير والحياة الافضل.... كل واحد منا يمر بمراحل عديدة في حياته، عليه أن يكون كالنسر في البقاء قوياً قادراً على أداء مهامه وواجباته بكل كفاءة واقتدار. فحين يشعر أحدنا بالهوان والضعف، عليه أن يتذكر النسر وكيف أنه يمر بمرحلة تجديد القوة البدنية والعقلية. علينا أن نجدد حياتنا أولاً بأول. لا نركن للماضي نتجرع آلامه ومشاكله، بل نتعظ منها ونعد العدة في حاضرنا لأجل مستقبل أكثر حيوية وأكثر نشاطاً وقوة وإنتاجا.
أترى الوطن لايستحق منا ان نعيد التفكير ملياً وتجرع بعض الصعااااااب.... هل الفساد الذي نرى وهو سرقة المال والمناصب والمخصصات والممتلكات يدعونا لان نسرق نحن الولاء والانتماء... ونساعدهم على القضاء على الوطن .... لا والف لا لن يكون هذا... سنبقى الاردنيون أقوياء كقوة النسر في تجديد حياته والتحليق من جديد....
خالد محمود دعيبس الشوابكه