13-04-2013 12:04 PM
سرايا - هل سأكتب عن وجع من اوجاع الوطن ام عن جرح من جروحه فليلنا داهم يتسلل ببطء وهل ما زال في القنديل زيت ليضيء المكان وهل هناك معنى للوقت
كلمات تتناثر على ارصفة وقف عليها الشباب المتعب فلا وقت للوقت والصوت يهمس بأذنهم ويوجههم عش ولا تأبه لشيء فنجوم الليل تكفي لانارة المكان وتكفي لأداء الصلاة ضارعين للمولى عز وجل تحقيق ولو جزء من الاماني التي تكفل العيش الكريم وتحفظ كرامتهم .
الشعب دائماً يضع آماله وأمانيه بمن يختارهم من النواب ليمثلهم في المجلس امام الحكومة ليطالب بحقوقهم ويطالب بالعدالة والمساواة ونصرة الفقراء والمظلومين ونصرة الشباب وأمانيهم ليقف هؤلاء النواب سداً منيعاً امام كل ما من شأنه ان يمس كرامة المواطن ولقمة عيشه وليقفوا سداً منيعاً لكل ما من شأنه ان يمس الوطن بأمنه واستقراره وولائه وانتمائه هذا هو ما نريده ممن وضعنا ثقتنا بهم وسعينا من اجل ان يصلوا الى قبة البرلمان على مدار سنين طويلة مضت .
في علم الفطام يقول خبراء الصحة وعلماء النفس ان الفطام يمثل بالنسبة للطفل وداعاً نفسياً طويل الأمد لثدي الأم وهو وداع قد يكون مؤلماً لكن له فعل التحرر في الوقت نفسه فالفطام لا يعني انتهاء العلاقة الحميمة التي بنتها الأم مع طفلها اثناء الرضاعة الطبيعية لكنه قد يفرض استبدال عملية الرضاعة بأنشطة غذائية وتربوية اخرى لذلك ينصح علماء النفس ان تتم عملية الفطام هذه بتأنٍ وتروي وليس بطريقة مفاجئة كي لا تكون النتيجة دراماتيكية على الطفل وغير مريحة بالنسبة للأم .
قد يساعد هذا التفسير الطبي على فهم حالة الألم التي تنتاب حلفاء الحكومة وأصدقائها من النواب كما عهدنا ذلك في غالبية المجالس السابقة واعتدنا ان نشاهده ونلمسه ففي كل مرة نجد ان العدد الكبير منهم يعيشون منذ ولادة المجلس النيابي على ثدي والحكومة لتحقيق امانيهم وترتيب اوضاعهم الى ان تنتهي مصلحة الحكومة عندهم اما عند التصويت بالثقة او لتمرير قانون او مسألة ما .
حينها يجد هؤلاء النواب انفسهم بفعل انهماك الأم في أمور اكثراهمية من تلبية مصالحهم الشخصية يجدوا انفسهم ان عليهم الاعتماد على انفسهم لتدبير غذائهم الذاتي كبقية زملائهم النواب في المجلس الاّ اذا وجدوا انفسهم عاجزين عن ذلك لأنهم ببساطة حديثي المهنة والصنعة ولم يعتادوا على ذلك ولم تعدهم وتحضرهم الأم لمثل هذا السيناريو رغم كل محبتها لهم وعطفها الشديد عليهم لمثل هذه الأوقات العصيبة والتي لا بد وان يأتي الوقت الذي تنتهي فيه مهمتهم ودورهم للأسباب التي اشرنا اليها .
مع احتفاظ الحكومة بحبل الود من خلال سياسة الأرنب والجزرة لتبقي الباب مفتوحاً بأنها سوف تختار نواب كوزراء بتشكيلة الحكومة القادمة ليبقوا مواليين على قائمة الانتظار ينتظرون من ينادي عليهم في لحظة سكون . واذا ما تم ان نكثت الحكومة بوعودها اتجاههم حتى ما نلبث وأن نجدهم على شاشات الفضائيات اكثر بكاءً وقلقاً على مصير الوطن وان هذه الحكومة لا تلبي طموحات الشعب ولا امانيهم بالاضافة الى تصريحاتهم النارية بوسائل الاعلام المختلفة.
مشهد مثير للشفقة والعطف ولا يحسدون عليه فتجدهم يراوحون مكانهم يترنحون من حضن كتلة الى حضن كتلة اخرى لعل وعسى ان يجدوا أم بديله تتبناهم فالأم الحقيقية غير متفرغة لهم ولا لمطالبهم ولا لمصالحهم الشخصية لذلك تجدهم مشتتي الذهن عاجزين عن اتخاذ القرار بعد ان قدموا كل ما عندهم مع خوفهم الشديد الإقدام على ايّ خطوة او قرار يعاقبون عليه لاحقاً من امهم . لذلك نجدهم يدورون حول اسوار الرئاسة بحثاً عن مقعد على المائدة الرئاسية لعل الحظ يحالف احدهم فينادي عليه الرئيس ليلبي مطالبه ولا ينجو من هذا الموقف الا من هو مدرك لكل هذه الأساليب مشهد أَلِفْناهُ واعتدنا عليه منذ سنوات طويلة يكون ضحيته النواب خاصة النواب الجدد الذين يحملون البراءة والسماحة في مواقفهم ليصبحوا ضحايا الحكومات امام قواعدهم الشعبية التي انتخبتهم . فالحكومة تعرف البيضة وتقشيرها لكن هؤلاء النواب للأسف لا يعرفون ذلك الا متأخراً كلنا ثقة وأمل في نوابنا الوطنيين ان يضعوا النقاط على الحروف قبل اعطاء الثقة وان تكون خطة عمل الحكومة وسياستها واستراتجيتها واضحة المعالم خاصة كل ما من شأنه ان يمس قوت المواطن وكرامته في العيش الكريم في وطنه وكل ما من شأنه ان لا تكون هناك اية حلول على حساب الوطن والمواطن في كثير من القضايا المطروحة كحلول مفروضه من خارج الأردن مثل التجنيس بأنواعه والتوطين بأشكاله .
المهندس هاشم نايل المجالي
Hashemmajali_56@yahoo.com