07-04-2013 02:19 PM
سرايا - لقد كان عبر العقود السابقة ثلاث دول عربية تتنافس على النفوذ والسلطة في الوطن العربي وهي مصر والعراق وسوريا وكانت تلك الدول محل اهتمام امريكي وغربي واسرائيلي ، مصر هي مفتاح السلام او الحرب مع اسرائيل والعراق كانت ميزان القوى في منطقة الخليج وسوريا ميزان الاستقرار والامن في بلاد الشام .
خرجت العراق من حلبة القوى بتدخل امريكي غربي اسرائيلي وبتمويل ورعاية عربية ومع الربيع العربي تقلص دور مصر الاقليمي بعد سقوطها في مستنقع من المشاكل والقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهي غير متماسكة داخلياً بوجود احزاب معارضة واحزاب متطرفة ومشاكل طائفية وغيرها من المعوقات الاقتصادية مع انعدام الدور العربي في حل اي مشكلة لديه .
وسوريا تخوض حرباً اهلية دامية برعاية عربية مع تدمير للبنية التحتية والاقتصاد السوري الذي كان متعافي ولديهم فائض بالموازنة الان انهيار بالمنظومة العسكرية وانهيار اقتصادي وحرب اهلية ومشاكل سياسية برعاية عربية ايضاَ .
في ظل هذه المعطيات والاجواء المشحونة بزغت قوى اقليمية اخرى غير عربية لملء هذا الفراغ وهي ايران والتي تواجه تحديات كبرى بسبب برنامجها النووي ومعارضة للمد الشيعي بالخليج وتركيا والتي لها مصالح اقتصادية بالوطن العربي بالاضافة لمشاركتها باقتسام الكيكة مع الدول الغربية في سوريا كونها الجارة لها .
اما بالنسبة لاسرائيل والمتغلغلة بصورة او بأخرى داخلياً داخل الوطن العربي بأقنعة اوروبية وامريكية فلقد اصبحت الشرطي الاقوى في المنطقة وتملك القوة العسكرية والاقتصادية ولديها ما يكفيها خاصة ان بقية الدول العربية لغاية الان مهددة بربيع عربي في ظل وجود خطر خارجي واطماع متعددة سواء بالنفظ او الغاز وغيره فالنار مشتعلة تحت الرماد في هذه الدول العربية .
لقد شاهدنا عبر الفضائيات العالمية وبمختلف وسائل الاعلام مشاهد لشواطيء تل ابيب وقد اكتظت بالسياح من جميع انحاء العالم سعداء فرحين وبالاسرائيلين الذين يتمددون باسترخاء على الشاطيء والمقاعد يكروعون ما في الكؤوس ما لذ وطاب آمنين مطمئين والوجوة يبدو عليها الارتياح لما لا فكل الحجارة والتفجيرات التي اقلقت راحتهم وكانت تلاحقهم في كل مكان بالشارع والباص والمنزل والسيارة والمطعم والطائرة كلها توقفت وانتقلت الى شوارع ومطاعم وفنادق بلدان الربيع العربي وكل الفوضى التي انتشرت في المستوطنات الاسرائيلية اثناء الانتفاضة الفلسطينية قام الاسرائليين بتحويلها بعبقرية قادتهم ، وشركائهم الامريكان والغربيون ومن اشتروهم في كل مكان الى فوضى داخل الوطن العربي من اجل شعارات متعددة على رأسها الحرية بالمفهوم الذي خططوا له ورسموه الشعار ذاته يستعمل اينما كان لكن هذه المرة بنكهة مختلفة وبجمهور له عقول متغيرة منها ما هو متطرف ومنها المنظم ومنها من ساهم بسبب فقرة ومنهم العاطل عن العمل ومنهم من يطالب بمحاربة الفساد والعدل والمساواة والخلافة الاسلامية وهكذا وكل ما من شأنه زيادة الفوضى وعدم الاستقرار الامني وتدمير الاقتصاد والاخلال بتماسك النسيج الاجتماعي وطرح الطائفية وغيرها وفي خضم ذلك كله وما يشاهده العالم من تداعيات وصراعات داخل بلدان الربيع العربي وقتلى للاطفال والنساء والشباب وتدمير نجد ان المستوطنين الاسرائيليين الذين هربوا الى كل زوايا العالم من الانتفاضة في فلسطين قد بدأت تعود الى اسرائيل افواجاً افواجاً للعمل والنشاط والانتاج بعد ان تفكك محيط اسرائيل من الدول العربية الكبرى مثل مصر وسوريا وتجميد دور العراق بحروب طائفية مع تدمير للمنظومة العسكرية لهذه الدول بتمويل ورعاية عربية مع الاشارة الى دور اسرائيلي في المد المسلح وغيره من انواع المد لهذه الثورات بشكل او بآخر .
ولتنعم اسرائيل بأمن وامان لتصبح البلد السياحي الاول ولتستفرد بما يحلو لها من تنفيذ مخططاتها بالقدس من تهويد للمقدسات وبناء للمستوطنات وتهجير للفلسطينيين داخلياً وخارجياً ومحاربة اي مطلب بحق عودة اللاجئين لديارهم وممارسة الضغوط العالمية عل الدول العربية المجاورة لتوقيع اتفاقيات سلام بنكهة استسلامية وبشروط تتناسب مع متطلباتها الامنية والسياسية مع طروحات متنوعة يكون فيها الحل على حساب الأردن وشعبه.
حقاً انه ربيع اسرائيلي بنكهة عربية .
hashemmajali_56@yahoo.com