حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 65286

الهجرة النبوية: عبر وعظات

الهجرة النبوية: عبر وعظات

الهجرة النبوية: عبر وعظات

23-12-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

الهجرة النبوية: عبر وعظات تمرعلينا ذكرى الهجرة النبوية عاما بعد عام، ولا نتذكر منها إلا سرد الأحداث، وكأنها قصة من القصص الغابرة، والأمر ليس كذلك؛ فلكل حدث في الهجرة النبوية عبره وعظة، ولكل سلوك معنى وهدف، ولكل قول أو فعل مغزى ومقام؛ فلقد أحب رسول الله البلد الأمين مكة المكرمة، فهي البلد التي عاش فيها، وترعرع بين أكنافها، وأكل من خيراتها، وشرب من مائها، ولقد تشبث بهذه الأرض، حتى انقطعت به كل السبل، وانسدت عنه كل الطرق، ومع أن قومه أخرجوه، وضيقوا عليه، وحاولوا قتله؛ إلا إنه لم يحمل في قلبه لهم إلا الرحمة والدعاء بالهداية، فلم يحقد، ولم يظلم، ولم يقتل، ولم يقابل الإساءة إلا الإحسان والعطف والمودة. ولقد قال قولته المشهورة لأهل مكة - وقد ظهر الحق وزهق الباطل-: اذهبوا فأنتم الطلقاء. فمن معاني الهجرة اختيار الصاحب القوي الأمين؛ وبذلك وقع اختيار الرسول الكريم على الصدّيق أبي بكر الصديق، الذي نال لقب الصحبة من الله سبحانه: ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ). فالصاحب الحق هو الذي يبذل الغالي والنفس من أجل الصحبة؛ فلقد ضحى أبو بكر رضي الله عنه بماله، ونفسه، وأهله مرضاة لله سبحانه وطاعة لنبيه- صلى الله عليه وسلم، ومن معاني الهجرة أهمية التخطيط لتنفيذ المهمات، والأخذ بوسائل وأسباب النجاح، وتحقيق الأهداف؛ فلم تكن هجرة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- وليدة لفكرة نفّذها على عجل، بل أخذت وقتا كافيا من التفكير، والتخطيط، والتنظيم من حيث: وقت الخروج، وتوفير ركوبة السفر، وتأمين الطريق، وإخفاء الآثار والتمويه وتأمين الطعام والشراب؛ فالعدو غاشم، والطريق طويلة، والجو حار، والمؤونة شحيحة0 وقد تجلى معنى التضحية والفداء في شخص علي بن أبي طالب الذي نام بفراش رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مضحيا بنفسه أمام بطش وجبروت أهل مكة المعاندين؛ فليس بينه وبين الموت إلا سويعات، بعدها ستنهشه سيوف ورماح فتيان قريش؛ ممن عميت أبصارهم عن الحق، وضلّت قلوبهم عن الهدى، ولكن شاءت قدرة الله أن يصابوا بالفشل، والخيبة، والخذلان. ومن معاني الهجرة تدخل العناية الإلهية؛ حيث تستنفذ الأسباب، فلم يكن بين مشركي قريش، ورسول الله وصاحبه إلا أن ينظر أحدهم إلى قدمه فيراهم،وتنكشف حالهم، ولكن إرادة الله فوق كل الإرادات،وحكمته سبحانه فوق كل الحكم، فهو الأول ليس قبله شيء، وهو الآخر ليس بعده شيء، وهو الظاهر ليس فوقه شيء، وهو الباطن ليس دونه شيء، جلّت قدرته، وتقدس ذكره، عندها قال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- : يا رسول الله لو نظر أحدهم لقدمه لرآنا، فكان الرد الحكيم من الرسول الأمين: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟. نعم من كان الله معه، فمن الذي عليه ؟! ومن عبر الهجرة ترك المعاصي وهجران الآثام والذنوب، فان كانت هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام بالانتقال من مكة إلى المدينة؛ لإقامة دولة الإسلام، والفرار من الظلم والعدوان؛ فإن هجرتنا اليوم تكون بالتوبة إلى الله، وترك الذنوب، وهجر المعاصي والآثام، والقيل والقال، والحسد.... ومن معاني الهجرة حتمية النصر، وجني ثمار التعب والعذاب والعناء؛ فوعد الله صادق غير مكذوب.صلى الله على نبينا محمد في الأولين والآخرين، ويوم الدين، وجعلنا من زمرته يوم الدين يوم لا ينفع مال ولا بنون، ورضي الله عن الصحابة كلهم أجمعين، والحمد لله رب العالمين.








طباعة
  • المشاهدات: 65286
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
23-12-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الاتصال الحكومي بقيادة الوزير محمد المومني؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم