بقلم :

في يوم الأحد الماضي تشرفت الكرك وأبناؤها بزيارة جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم ،وقد حظيت الكرك بعدد من مكرمات جلالة الملك التي لم تنقطع عن الكرك ولا عن غيرها من مناطق المملكة. الكرك كغيرها من مناطق المملكة تحظى دائما بزيارات جلالة الملك زيارات ترسم الفرح والسرور على الوجوه التي انحرمت من الابتسامة بسبب الظروف التي يعيشونها زيارات بنت المدارس والمستشفيات والجسور وأنشأت المدن الصناعية ...زيارات تلمس وتحس الواقع كما هو ، زيارات الأب الحريص على العيش الكريم لأبنائه .أن الحديث عن زيارات جلالة الملك حديث طويل وممتع لمجرد الحديث عنه يدخل في الصدور السرور ويبعث الأمل في النفوس مهما تحدثنا عن هذه الزيارات لن نفيها حقها ، كل ما نستطيع قوله لجلالة الملك جزاكم الله عنا خير الجزاء . حديثي هنا عن وجهاء العشائر الذين التقوا بجلالة الملك حتى أكون أمينا ومنصفا بما اكتب لا أقول كل الوجهاء وإنما أقول أغلبية وجهاء الكرك لا نراهم إلا عندما يأتي سيد البلاد زائراالى الكرك وفي أيام الانتخابات يأتون من عمان يسكنون أرقى المناطق في عمان الحبيبة يأتون إلى الكرك بسيارات فارهة، ألوانها سوداء مظللة مكيفة صيفهم شتاء وشتاؤهم صيف حجب زجاج سياراتهم المظلل عنهم رؤية الواقع المؤلم للكرك وأبنائها ، حجب عنهم رؤية أفواج الباطلين عن العمل والفقراء والشوارع المحفرة المكسرة التي تشبه الشوارع، حجب عنهم الزجاج المظلل المعاناة التي يعيشها أغلب أبناء الكرك ، الكرك التي كل جزء منها يئن ويصرخ ، الكرك التي انحنت لأسوارها رؤوس العداء يعيش جزء كبير من عشائرها في الجلاء، الكرك التي عاشت صيفا دمويا لم تشاهد وجهائها بينهم كما شاهدناهم في حضرة جلالة الملك وجهاء يطالبون للكرك أمام جلالة الملك في الوقت الذي لا يطالبون للكرك بغير ذلك. لا أوجه الاتهامات واظهر بمظهر الهجومي المتشدد وإنما هي الحقيقة أقولها وواقع يعيشه كل أبناء الكرك في كرك المجد والتاريخ. لا تحتاج الكرك من وجهائها أن يتحدثوا عن تاريخها وارثها وهل تحتاج الكرك لكثير من الكلام لإثبات تاريخها وارثها أنت تستطيع أن تلمسه وتحسه وأنت تشاهد قلعتها الشامخة القابعة على ذلك الجبل الشامخ يروي للزوار والمارة من حولها حكايات الثوار الاباه وتجعل تاريخ الأقصى حاضرا عن أبناء الكرك ثابتا بثباتها، ما أقوله لوجهاء الكرك إذا كنتم تعتبرون أنفسكم وجهاء عشائر بحق فانتم تعلمون إذن حجم المعاناة التي يعيشها كثيرا من عشائر الكرك ممن ابتلاهم الله هم الآن يعيشون في الجلاء بظروف صعبة وقاسية مئات من العائلات اضطروا للعيش بعيدين عن بيوتهم وأماكن رزقهم على مسمع ومرأى منكم ماذا فعلتم لهم ؟ ماذا فعلتم لمن أوقع الشيطان بينهم وافسد صلة القرابة بينهم؟ وقد خسروا أعمالهم وأموالهم وتكبدوا خسائر بآلاف الدنانير بسبب مشاكل ممكن حلها لو كنتم موجودين ، هل سعيتم لإصلاح ذات البين؟ كما يفعل دولة عبد الرؤوف الروابدة في اربد وخارجها ولم تمنعه المناصب العالية التي تقلدها من التخلي عن واجبه تجاه أهله فتراه يلبس الثوب العربي الأصيل كأصالته ومنديله وعقاله ويمارس دوره كشيخ عشائري ويهتم بشؤون أهله ، ما تحتاجه الكرك وأبناؤها ليست الخطابات الرنانة والمطالب المطبوعة المكتوبة من قبل مدراء مكاتبكم، ما تحتاجه هو الالتفات الحقيقي لواقع الحال الذي يعيشه أبناء الكرك واقع يزداد سوءا يوما بعد يوم. وفي نفس الوقت لا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لوجهاء الكرك الذين يهتمون بشؤون أبناء الكرك ويبذلون جهود كبيرة من اجل صالح الناس لا داعي لتسميتهم فكل أبناء الكرك يعرفونهم. نتمنى أن تكون هذه المقالة بمثابة رسالة إلى كل وجهاء الكرك الذين لا يعرفون الكرك إلا من خلال اسمها أن يكونوا بحق وجهاء للكرك حتى لو سكنوا بأقصى الشمال ليس المهم أن يسكنوا فيها المهم أن يكونوا موجودين بيننا كلما احتجناكم. EMAD_KASASBH@YAHOO.COM