16-09-2009 04:00 PM
يوصف الخنزير بأنه ( حيوان عشبي لاحم ولود ولكنه ليس ودود, خبيث الطبع ، تجتمع فيه صفات الحيوانات اللاحمة وصفات البهائم العشبية وهو علاوة على ذلك حيوان " نهم شره كانس " لا يمتنع عن أكل أي شيء ، يكنس الحقل والزريبة ويأكل كل شيء، حتى الجرذان والفئران والجيف المتعفنة وحتى جيف أقرانه ويأكل القمامات و الفضلات والقاذورات والديدان وكل النجاسات بما في ذلك فضلا ته البراز يه), والخنازير ليست كالأسود مثلا تأخذ حصتها وتترك الباقي للجياع , الخنازير لا تترك حتى الفتات وتضن به على الجياع ,(ووصف الجاحظ الخنزير في كتابه: "الحيوان" وصفاً دقيقاً مطابقاً الواقع، وافقه فيه كثيرون ممن درسوا حياة الخنزير, حيث قرر الجاحظ وغيره حقيقة مفادها : أنه لو تُخِّيلت صفات القبح والإفلاس والغدر والكذب ثم تَجَسَّدَتْ لما زادت على قبح الخنزير، فهو مهلك للضياع، مفسدٌ للغلة، مولعٌ بأكل العَذِرَة ، جلاَّلٌ ، سيئ الطباع، مأوى للفيروسات والبكتريا والطفيليات، منبوذ من الحيوانات. فالخنزير أروغ من الثعلب الذي اشتهر بالمكر والخديعة) ,ولقد دفع النفور من الخنزير( الوثنيين القدماء إلى اعتباره قاتلاً لرموز الخير، فَرَووا في أساطيرهم أنه قتل "حورس" عند المصريين، و"أدون" عند الكنعانيين، و "أدونيس" عند الإغريق، و "أتيس" في آسيا الصغرى, وعدّوا رعْيَ الخنازير في مصر القديمة من أحط المهن التي لا يقوم بها إلا المعدَمون. ولذلك حرموا راعي الخنازير من دخول الهيكل، ومنعوه من الزواج إلاَّ من بنات أضرابه، أما من يلمس خنزيراً ؛ فعليه أن يغتسل!), ويقال أن الخنزير ( ديوث) بعكس كافة الحيوانات المعروفة ليس لديه ( الغيرة ) الغريزية على أنثاه , ولذا فهو يكاد أن يتفرد بقبحه هذا في عالم الحيوان , فالخنازير حقيرة سواء كانت برية أم مستأنسة ؟؟؟؟. ولست هنا بصدد البحث العلمي البحت عن الخنازير أو عن الأمراض التي تتسبب بها ,وخاصة المرض المعروف ( أنفلونزا الخنازير H1N1) الذي يشغل بال العالم كله هذه الأيام وله من المختصين الأكفاء من يستطيعون الحديث عنه بمهنية و براعة اكثر مني, ولكني أبشركم بأنه سوف تتم السيطرة عليه والحد من خطورته آجلا أو لاحقا ويصبح مجرد ذكرى إن شاء الله . ولكن الحديث عن الخنازير ذو شجون و الشيء بالشيء يذكر , فلست اعجب بعد أن قرأت هذه المعلومات المبينة أعلاه عن الخنزير في الإنترنت ونقلتها لكم , حتى عرفت سبب تحريم الإسلام العظيم لأكل لحمه وحتى لتربيته , والموروث الشعبي لدينا فيه الكثير الكثير عن الخنازير و يشبه من كان لديه من البشر مثل هذه الصفات حتى يقال (فلان خنزير أو مثل الخنزير ) وخاصة البخلاء الذين لا يستفاد منهم إلا بعد موتهم , والخنزير كذلك لا يستفاد منه حيا مثل الحليب أو الوبر وما شابه , ولكن البعض يأكلون لحمه بعد موته , لذلك قال الأقدمون تهكما على البخلاء (شعرة من ذقن الخنزير كسبه). لذا اقترح جادا أن تعاد تسميه ( دائرة مكافحة الفساد ) عندنا ب (دائرة مكافحة الخنازير ) فهذه التسمية المناسبة لما يمارسه الفاسدون والمفسدون عندنا , وهم أحرى بهذه التسمية وإن كانت مجازيه إلا أنها الأنسب و الأشمل والأعم لوصف واقع الحال لصفات هؤلاء وممارستهم , فبماذا يختلفون عن الخنازير سوى أن لهم عقول وقلوب ونفوس ( متخنزرة ) نعم إنهم خنازير تستمرئ القذارة وهي تأكل فلا تشبع وهي تنشر وبائها حتى يصيب كل من يطاله ,هي عندنا موجودة ومعششة ,باردة لا تعرف الغيرة وتفتقد للقناعة والشهامة والرجولة والنخوة , خنازيرنا لا تعرف غير الفساد والإفساد والرشوة وشراء الذمم, تتاجر بكل شيء حتى بالأعضاء البشرية وبالكلى , خنازيرنا تمص الدماء وتأكل اللحم وتدق العظم , تأكل الأخضر واليابس لا تشبع . الخنازير تكاثرت و أصبحت من فوقنا ومن حولنا , بل في كل مكان خنازير... خنازير... يسيطرون على مقاليد حياتنا وعلى لقمه عيشنا وعلى تولى أمور حياتنا بالغش والخداع والكذب والنفاق والرياء , هناك في السوق تجار خنازير وهناك موظفين خنازير وهناك مسؤولين خنازير , لا تعرف إلا كيف تكون طرق التسلق والتملق والتزحلق , خنازير بثياب انيقه وربطات عنق و إتكيت ,,,,خنازير تجامل خنازير وخنازير تمجد خنازير... وخنازير تعين خنازير ...وتعين وترقي خنازير .... خنازير تحتكر كل شيء في هذا الوطن وكأنه مزرعة لها وحدها .... خنازيرنا تتلذذ برؤية الجائعين الفقراء ...المذهولين ...المصابين باليأس و الإحباط و الأمراض النفسية التي تسببها عدم العدالة والمسا وه واكل الحقوق والشعور بالعجز والغبن , لدرجه الرغبة بالموت والانتحار فما اكثر المنتحرين هذا العام وما اكثر المقتولين بالسيارات والمشاجرات ...أليس هذا العنف الاجتماعي الذي يجتاحنا ناتج عن ممارسات هؤلاء الخنازير و أفعالهم بنا . هذه كانت فرصة كي نشتم الخنازير ونسبها و نشمت بها ,سواء كانت خنازير حقيقته أو مجازيه , وهي تتعرض للتشهير والذم وحتى للإبادة قتلا بالسم أو بالرصاص , فلا يليق بالخنازير إلا أن تموت , نشتمها ونحن نعلم أنها دائما تفوز بالإبل..... ولكن ؟؟؟؟ دعونا نسبها و ندعوا الله عليها .... فلعل وعسى ... مستعيرا هنا ما قاله الشاعر مظفر النواب , واسكبه في أذان خنازيرنا (لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم..إن حظيرة خنزير اطهر من أطهركم ). نعم نشكوهم إلى الله سبحانه وتعالى في هذه الليالي الرمضانية المباركة أن يجازيهم على ما فعلوه بنا , نحن في هذا المجتمع الأردني الطيب (الأسرة الأردنية الواحدة), فلقد طفح الكيل بنا , وكفى , ملتمسا من سيدي ومولاي صاحب الجلالة الملك عبد الله بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه , أن يحزم آمرة ويتوكل على الله ويتصدى لها , فمن غيرك يا سيدي بعد الله الذي ينقذنا من تغّول هذه الخنازير ,عليك بها يا سيدي وأنت أول من حذّرها ونبهها و شكى منها ومن ممارساتها وأحاديث دواوينها مرارا , ولم يكن ذلك رادعا لها أبدا , عليك بها يا سيدي فرؤوسها قد أينعت وحان قطافها وأنت وحدك صاحبها , هذه الرؤوس التي ارتفعت وارتقت بالفساد على رقاب العباد ,ارفع عنها وعن من يمنحها الغطاء الرسمي والامتيازات والألقاب والهالات , وسوف تجدها واقفه لوحدها ذليلة عاجزة , لا أحد يناصرها أو يقف معها من شعبك الوفي الصابر المحب . ولا يفوتني هنا يا سيدي جلالة الملك المفدى آن أهنئكم وأهنئ ألا سره الأردنية الواحدة الكريمة بعيد الفطر السعيد , , فكل عام أنتم والوطن العزيز الغالي بألف خير , حفظك الله يا سيدي وأبقاك ذخرا وسندا للأردن العظيم والأردنيين الشرفاء الطيبين ,و وفق الله الجميع لخدمة هذا البلد الحبيب, وان يديم علية أمنه و استقراره وعزته وكرامته وسيادته واستقلاله أبدا , وان يبقي رايته خفاقة عالية مرفوعة دائما , تحت قيادتكم العربية الهاشمية. ... آمين . طلب عبد الجليل الجالودي talabj@yahoo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-09-2009 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |