حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,9 مايو, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10378

بررة وما يعلم عدتهم

بررة وما يعلم عدتهم

بررة وما يعلم عدتهم

05-02-2012 08:54 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

من الوهلة الأولى يُخَيّل إليك أخي القارئ أننا نعود بك إلى سني الوحي زمن التنزيل، لكن ليس الحال كما الحال، ومجازا ورود المعنى ليس دائما قالبا كما كان، ولكل مقام مقال، كل معنى يتغير حسب الزمان والمقال، ومن أيام النبوة والصحابة الأبرار نطوي الزمن لنصل بكم إلى وصف حال مؤسسات الوطن، لتصير العشرة ليست بالضرورة عشرة وليس البررة بررة، وإنما تجافى الفرع مع أصله والمستظلون بفيئها ليسوا هم، والسبب خبث تركيبة الفلاح وخطو أقدامه بنعاله المستوردة ودودة الجذر وحفار الساق وحشرة تؤذي الشجرة.

مجازا ورد العنوان، هم زملائي... حيث وإياهم نلتقط الرزق، كاظم الغيظ وكثيرون آخرون معي، نعرفهم من سيماهم، وكما هو المثل عند العرب، شِنشِنة أعرفها من أخزم، يرضونك بأفواههم وتأبى قلوبهم، إفك وما بعده إفك، كالقطط السمان لا يبرحون ما يسقط من فتات أسيادهم، على الدوام يأكلون بعرق الأخوان أيام كدهم وتعبهم، أكالون للسحت، تُعجبك أجسامهم كأنهم خُشب مُسندة وترى أذنابهم تبصبص من تحت عباءاتهم عندما يركعون لغرض من الدنيا زهيد، يسترق أحدهم ألبخس من أهدافه، لا يبرح أعتاب سيده أو رئيسه أو مديره، غرامه كما يقول تشيخانوف في وصف الكلب عندما يركله سيده فيجثو عند قدميه، إن حملت عليه يلهث وإن تركته يلهث، أليس هؤلاء يدٌ في حلقي فلا تلم فمي إن كان رجعه قيئاً، من هنا جاء المفتتح خلاف فيما انتهى إليه (العد وقد وقع على الكلب).

مستنبتون ينبتون كما ألعفن، "وأينما وجد ألخبز نما ألعفن"***، مثلهم ثلة في كل مؤسسةٍ من مؤسسات الوطن، نخالهم من الحسدِ يقولون لأمهم بولي على النار، يودون لو لم ينزل الغيث قطرا، يرفعون أكفهم بأن لا يسقط المطر، يستأثرون ألخير لأنفسهم ولو كانت بالآخرين خصاصة، يقفون على رؤوس أصابعهم لا طلبا للجهاد وإنما ليراهم سيدهم فينخدع بحسن الأجسام وطولها و (يا شايف الزول يا خايب الرجا)، لا يتركون شيء وخصوصاً العشيرة والأقربين يوظفونهم في خدمة تزلفهم، يعبدون المنصب الصغير ومسئولهم من دون الله كما الصنم يصنعونه من تمرٍ يأكلونه حينما يجوعون، يفسرون رؤيا سيدهم كما يشاء ويفرحه، سنابله ملأى وبقراته سمان حتى يترجل عن كرسي المؤسسة فتيبس سنابله وتهزل بقراته، يخلعون عمامته ليلبسوا عمامة من بعده، تلعج ألسنتهم حمدا لله أن أراحهم والمؤسسة من شر أبي لهبٍ وتب الذي ذهب، والقادم الجديد (يا هلا ويا مرحب) يستبقون حضوره إلى المؤسسة ليذهبوا إليه في عقر داره أو إلى عمان حيث غالبا يسكن، يستبق بعضهم بعضا تبريكاً وتهنئةً، حجيجا إليه أن لبيك أيها ألسيد الجديد (برنجي) لبيك، لا من قبلك ولا من بعدك لبيك، يطوفون حوله ويسبحون بحمده، هم المتنبي في مدح كافور فربما نظموا القوافي في السيد الجديد المنتظر،....هل عرفتهم أخي القارئ؟...من هم؟!....سأسهل عليكم،... يسمونهم في بعض المؤسسات (مجموعة الزند) وحيث أعمل نسميهم مجازاً (ألعشرة البررة).

hekmatqat@yahoo.com

***- عبارة "أينما وجد ألخبز نما ألعفن" اقتباس من مقالة للكاتبة سهام بيايضه.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10378
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
05-02-2012 08:54 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل يوسع الحوثيون نطاق ضرباتهم خارج البحرين الأحمر والعربي بعد تحذير الجماعة واشنطن من استهداف مصالحها بالمنطقة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم