حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9919

لا تزيدوا الصعاب صعاب

لا تزيدوا الصعاب صعاب

لا تزيدوا الصعاب صعاب

25-06-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

انتشر وجود الخادمات في الأردن ليس من باب التباهي و لم يعد وجودها من الكماليات انما اصبح    ضروره   حياتيه وخيار لا بد منه مثل أعمده المنزل،   فبعد خروج المرأه للعمل اصبحت بحاجه لمن  يخفف عنها الأعباء المنزليه  ولكي تستطيع التفرغ لزوجها وابناءها بعد عودتها من العمل.

ولكن الشيء المحزن حقاً اننا اصبحنا مؤخراً نسمع الكثير عن مشاكل الخادمات من هروب وانتحار   وجرائم متنوعه ابطالها الخدم والمخدومين.

تغادر هذه الخادمات بلادهن   مقهورات مفلسات  بغيه تحسين مستواهن المعيشي وبحثاً عن لقمة العيش  فلقد اذلتهن الحاجه للسفر من بلاد بعيده للخدمه في البيوت من اجل راتب  زهيد .

ولكن للأسف الكثير من الأسر تتجاهل آدميه   الخادمات ويتعاملن معهن بدونيه وبدون انسانيه وباستعباد واحتقار وشتائم واحيانا الضرب. اشعر احياناً عندماارى القسوه على هذه الخادمات ان البشريه   لم تتخلص من الرق فتبيع هذه الخادمات طاقتهن لساده جدد   فلدى بعض العائلات قناعه ان لا   تشتري الخادم الا والعصا معه . بالأضافه ان بعض العائلات لا تدفع الرواتب الشهريه لهذه الخادمات مخالفين حديث الرسول عليه الصلاه والسلام " اعط الأجير اجره قبل ان يجف عرقه".

وهذه ربما بعض اسباب انتحار الخادمات فالتعامل معهن كعبيد وممارسه العنف والأضطهاد ضدهن يعرضهن لانهيار عصبي كما ان هذه التجاوزات تدفع الخادمات الى الأنتقام من المستضعفين في المنزل وهم الأطفال فعندما تقوم ربة المنزل بضرب هذه الخادمه تنتقم هي بدورها من الأطفال.

واعتقد ان ربة المنزل عليها لوم كبير في هذه المشاكل فهي لم تكتفي بأن تقوم الخادمه بالكثير من الأعباء من تنظيف وغسيل وكي وحتى أعداد الطعام، انما اوكلت لها   دور من ادوارها وهو تربية الأطفال وهذه الخادمه تأتي من بيئه مختلفه وهي على الأغلب من ذوي التعليم المحدود و غير جاهزه للعنايه بالأطفال مما يؤثر على تربيتهم فينشواء على ثقافه مختلفه ونجد الأطفال يتحدثوا بلغه عربيه مكسره، فالطفل يتأثر بشكل ملحوظ   بعادات غير مرغوب فيها مثل ثقافة الأكل والملبس وتأثرهم بدينها فيدخلن احيانا بحوارات مع الأطفال حول قضايا دينيه و بث الأفكار المنحرفه ونشر العقائد الفاسده والمفاهيم الخاطئه. فعلى ربة   المنزل مراقبه هذه المرأه الغريبه التي دخلت المنزل واصبحت تعرف أدق تفاصيل حياتها واسرار بيتها بالأضافه الى خطر الخلوه المحرمه من وجودها في المنزل ، فلا يجوز ان يكون هناك ثقه مفرطه و ترك مسؤلية بيتها واطفالها على خادمه ومتابعه مايدور داخل منزلها فلابد من الموازنه بين الأنشغال العملي والواجبات الأسريه والتربويه   .

فالخادمات احيانا تكون حسنة الأخلاق واحيانا سيئه فتقوم بالسرقه او التحرش بالأطفال مما يؤثر بشكل كبير على نفسية الطفل ومستقبله ،وبعضهن يمارسن السحر والشعوذه واختلاق الأكاذيب والتمارض مشاكل لا تعد ولا تحصى .فاذا وجدت ربة الأسره ان لدى هذه الخادمه   ما يتنافى مع عادات وتقاليد هذه الأسره فلابد   من تغيرها او ارجاعها الى المكتب. ولكن للأسف يكون اجراء بعض الأسر ان تقوم بضرب هذه الخادمات نتيجة اخطاءها واحيانا بسبب قسوه في طبع المخدومين  واحيانا تتحول هذه القسوه الى جنايه يواجه مرتكبها عقوبه قد تصل احيانا الى الأعدام، او تهرب الخادمه ويجد رب الأسره نفسه في سلسله متصله من المتاعب مع الجهات المتخصصه بين تحقيقات واستفسارات وكيف هربت واين ذهبت لحين الكشف عن عملية الهرب ومعرفه مصير الخادمه و يخسر كل ما دفعه ويبقى هو واسرته في حاله يرثى لها ولا يحسد عليها .فلابد من فرض رقابه على مكاتب استقدام الخادمات من صحة المعاملات وصحة المعلومات التي تكون موجوده في طلب الخادمات وتوفير كافه الشروط التي تحمي جميع الأطراف والتأكد من سجل الخادمات الأمني قبل احضارها الى البلد.فهذه المكاتب تفتقد لنظام عقود دقيق يوضح الحقوق والواجبات بين الطرفين.

ان   حكاية الخادمات حكايه لها جذور متأصله افرزت لنا آفات اجتماعيه وثقافيه و سلوكيه وتربويه فأصبحت الأسره تعتمد عليها بشكل كلي مما يؤدي الى الكسل وقلة الحركة فنريح اجسادنا ونرهق الخادمات بالأعمال المضنيه ، وأدى وجودها الى مشكلات نفسيه في مرحله نمو الأطفال ومشاكل تربويه كبعد الأم وعدم طاعه الوالدين والتفكك الأسري   وعدم ترابط الأسره .

ايتها السيدات رحمة بخادمات المنازل و اتقوا الظلم فالظلم ظلمات يوم القيامه.

amajali@ptrc.gov.jo


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 9919
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
25-06-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم