03-12-2011 12:20 PM
أرجوكم يا أردنيون...استحلفكم بالله ...أناشدكم بكل الكتب السماوية ...وبكل ذرة تراب أردنية وبوطنيتكم إن كانت صادقة وبولائكم إن كان ولاء مخلص .... أعيدوا لي أبي ... أسمحوا له بزيارتنا ولو يوم واحد فقط أو حتى ساعة ...أعطوه لحظة ...نتنفس فيها معا... امنحوه دقيقة تأمل ومنحوني وأمي الأمل .....أرجوكم امسحوا دمعة أمي وأمه .......
أبي أيها الشرفاء ......عفوا فقد بدأت أنسى لون عينيه ورائحة عطر...ه ونعومة ذقنه ووصفه ورسمه وشكله ...أبي لم يتمكن من حضور مجلس الأباء في المدرسة فوضعت المعلمة اسمي مع أسماء الطلاب الأيتام ..... أبي لا يعرف للراحة طعم فالبرد الذي يمر علينا ونحن بالقرب من التدفئة يمر عليه وهو يقف في الشارع.... والنوم الذي نهنئ به في الدافئ من الفراش يقضيه والدي بين الآليات حتى ساعات الفجر ....
أبي يا سادة ....... عريف في قوات الدرك وكل أسبوع يتصل بي ليخبرني أنه قادم ليكون بيننا وننعم بالحنان ككل الأباء ، وعدني أكثر من مره بأنه قادم وانه قريب وانه عائد يحمل لنا بعضا من ملابس الشتاء والكستناء ، ويخفي في جيب معطفه لأمي هدية ، وعدني بأن يحملني على كتفه ويلعب معي (الإستغماية) (وشرطي وحرامية ) ، وسيمسك بيدي لندور معا ونضحك معا حتى أغفو بين يديه ليحملني إلى سرير ويطبع قبلة أبوية..... ....كان هذا حلما ....فأبي في كل مرة يقطع لي وعدا بأنه قادم ويقسم بشرفه العسكري وبحبه لي وبحياته الزوجية ...... ولكن ما يلبث أن يتصل وهو ويقول ....واجبي مقدم على حياتي الأسرية....
يا طفلتي ........ أنا الآن بجانب إطار مشتعل ...احمي ممتلكات عامة... أنا الآن على الطريق الصحراوي .... أنا الآن على المدخل الرئيس للمدينة .... أنا الآن بالقرب من مبنى المركز الصحي أحميه لأهله من أهله... أنا الآن بالقرب سيارة وإشارة ..... أنا الآن أمام سفارة .... أنا الآن بالقرب من العمارة ... أنا الآن بالقرب من دوار الطيارة ...... أنا الآن على مدخل الجامعة.... أنا الآن...... انقطع الاتصال ...أبي أبي ....أيها الدركي أعدك بأنني لن أطفئ شمعات العيد حتى تعود ولن أنام حتى تحكي لي قصة الجندي الشجاع ... استحلفكم بالله يا أردنيون أن ترحموا هذا الوطن من رائحة الإطارات المشتعلة والحاويات المبعثرة ، فيكفي هذا الوطن ما هو فيه .....
وارحموا دمعة أمي واسمحوا لأبي بالعودة لنا حاملا لا محمولا نستقبله نضحك كما ودعناه بثياب الفرح لا بثياب الحداد ، أرجوكم أعيدوا لي ولكل بيت أردني دفئه ...ليس ذنبي أن والدي جندي دركي...ليس ذنبي أن والدي جندي دركي...
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-12-2011 12:20 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |