31-12-2025 08:58 AM
بقلم : علي الشريف
وسط جمود تجاري وتردي الحالة الاقتصادية وضعف القوة الشرائية. ومع انتظار الغيث كانت الكرك على موعد من الالم والتعب والعذاب
تحذيرات حكومية للناس وجهوزية تامة لكوادر الأمانه والبلديات وخطط طوارئ محكمة كما يقولون فكان الوضع جهوزية غائبة وخطة تحتاج لخطة .. غاب كل شيء وحضر الغيث.
لم يكن الغيث غيثا انما كان سيلا يجرف كل من امامه خلع الشجر ودحرج الحجر وارعب البشر في منطقة كان اسمها الكرك فأصبح اسمها بلد الطوفان ..
ثمة حناجر تختنق وفتاة ملقاه في وسط السيل وطرق اختفت ملامحها بعد ان اتلفتها المياه ، لم يعد احد يدري
هل الكرك في مهب المطر؟ ام هي في مهب الطوفان؟ الذي جاء على حين غفله ليحصد الاخضر ان كان هناك اخضر ويحصد اليابس ..
لقد طافت الكرك ؟
هو الطوفان اذا حكاية كل عام وخسائر كل عام وبكاء كل عام هو الصراخ الذي لم يسمعه اي من المسؤولين لا في الدولة ولا البلديات وكان اذانهم لم تعد تسمع غير الاغاني وعيونهم لم تعد تنظر لأبعد من ورقه مكتوب عليها حكايات بالية وكلمات اكل الدهر عليها وشرب.
وكان كل فعلهم على أرض هذا الكوكب ..أن يلتقطون الصور ... ويطلقون التصريحات ويتحدثون عن الانجاز ... هكذا فقط وعلى الجميع بعد ذلك أن يغرق .
كرك القلعة تهتز عن بكرة ابيها وتهتز معها المشاعر والقلوب وتلهج الالسن بالدعاء لمن نكب وخسر الا مشاعر الارائك الوثيرة والرواتب العالية والتصريحات المتكئة على امتصاص غضب الناس الذين وصل السيل عندهم الزبى وكأنهم جلمود صخر وقف في وجه اي تطور او تحديث.
فصول وجع لم يجد له احد الدواء ولم يحدد احد اسباب البلاء قد باتت تختصر المشهد .
مواطن ينقذ مواطن. وتاجر يجبر خاطر تاجر. وامرأة تصرخ هل من مغيث ؟ وكلهم في مهب الطوفان .
من صراخ الى صراخ ومن بكاء الى دعاء تتجدد نكبة الشتاء ليبقى المسؤول بلا مسؤولية يختبئ خلف اريكته ومكتبه ومواقد الحطب ليحدثنا عن بنية تحتية تضاهي دول اوروبا ويطلق تبريرات يضع اللوم فيها على المواطن مرة وعلى المزاريب مرات ..لم يتكلم أحد عن مزاريب التصريحات ... .
وكانه لم يسمع أحد انين صوت القلعة ... حتى الاموات لم يسلموا
لم يتحدث أحد عن ترهل غير مسبوق ووعود لم تخرج لأبعد من شفاه من وعد بتحسين البنية التحتية المتردية المتأكلة .
الى متى نبقى نغرق يقول احد المنكوبين ويقول اخر ....ويبقى صاحب الاختصاص لا يعرف ماذا يقول ومن هذا الى ذاك يطل سيل شعبي جارف من الشتائم واللعنات .
الدولة الغائبة لا زالت غائبة الا من زيارات شكلية جاءت بعد انتهاء الكارثة لرئيس وزراء كل ما فعله ان امر بوضع كافة الإمكانيات سبحان الله ...الان تذكرنا انوفي هذا الوطن إمكانيات .. ولكن بعدما وصل السيل حد الرقاب . .
بنيتنا التحتية اصبحت تحتاج لبنية وصار الشتاء مطرا ورعبا بدل ان يكون فرحا وامنا.
غيث السماء الذي طلبناه ...رفعنا أيادينا ندعوا الله اصبح النكبة التي تأتينا عند كل زخة من المطر ...فلم يعد فيه شبر امن على ارزاق الناس ولا على ارواحنا .. وكان حكاية الطوفان تحت المطر باتت تتنقل من مكان الى مكان ..
ورغم ذلك يحمل الكركي ما تبقى من احلامه ويتجاوز عثراته وينطلق راجلا و على كل ضامر ومن كل فج عميق بمبادرات جبر الخواطر .فقير يجبر فقير ... معسر يجبر معسر فريق يجبر غريق أنهم يدشنون الان حملة جبر الخواطر ودولة لا زالت ترفع على الجميع الضرائب والاسعار
.ويبقى السؤال الوحيد والاوحد الذي يطلق على السنة الناس الى متى؟...تستمر مهزلة البنية التحتية من شوارع مختنقة واماكن تصريف مياه لا تصرف شيئا وجسور وانفاق ان لن تغرف بالماء غرقت بالأزمة فإلى متى.
كل ما أخشاه أن أسمع غدا تصريحا ... يقول إن ما حدث هو أجندات خارجية تستهدف الوطن ... لك الله يا وطن فلا أحد يتحدث عن أجندات الإهمال الداخلية .
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
31-12-2025 08:58 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||