حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4606

محمد علي الزعبي يكتب: البترا من موقع عالمي إلى مشروع دولة: حين تُدار التنمية بعقل التخطيط

محمد علي الزعبي يكتب: البترا من موقع عالمي إلى مشروع دولة: حين تُدار التنمية بعقل التخطيط

محمد علي الزعبي يكتب: البترا من موقع عالمي إلى مشروع دولة: حين تُدار التنمية بعقل التخطيط

23-12-2025 12:05 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد علي الزعبي
في البترا، لا تكون التنمية من منطلقٍ إداريٍ، ولا تُقاس بعدد المشاريع المعلنة، بل بقدرتها على حماية المكان، وتمكين الإنسان، وصناعة اقتصاد متوازن لا يلتهم الإرث ولا يجمّد المستقبل، ومن هذا الفهم، تتقدّم سلطة إقليم البترا التنموي السياحي اليوم كنموذج مختلف في إدارة واحدة من أكثر المناطق حساسية وتعقيدًا على المستويين الوطني والعالمي.

ما تشهده البترا في المرحلة الراهنة ليس حراكًا عابرًا، بل مسارًا واضح المعالم يقوم على الانتقال من إدارة الموقع السياحي إلى هندسة تنمية شاملة، توازن بين قدسية التاريخ ومتطلبات الحاضر وضرورات الاقتصاد، توسعة المشاريع الخدمية والبنية التحتية لم تأتِ على حساب المكان، بل جاءت لتخفيف الضغط عنه، وتوزيع العوائد بشكل أوسع، وفتح آفاق جديدة للمجتمعات المحلية التي عانت طويلًا من مركزية السياحة وضيق الاستفادة.

التحول الأهم يتمثل في أن المواطن بات حاضرًا في قلب المعادلة، لا على هامشها. فالمشاريع التي أُطلقت أو يجري العمل عليها تلامس تفاصيل الحياة اليومية، من تحسين الخدمات، إلى دعم فرص العمل، إلى تمكين المبادرات المحلية المرتبطة بالسياحة، بما يعكس قناعة راسخة بأن أي تنمية لا يشعر بها الناس تبقى منقوصة مهما بدت أرقامها لامعة.

في قلب هذا التحول، يبرز دور معالي فارس بريزات بوصفه قائدًا إداريًا يدرك أن البترا ليست مجرد مقصد سياحي، بل علامة وطنية تحتاج إلى إدارة دقيقة، وتخطيط طويل النفس، وخطاب تسويقي ذكي، بريزات لم يتعامل مع البترا بمنطق الترويج التقليدي، بل عمل على بناء قاعدة تسويقية حديثة تقوم على الشراكات الدولية، والتواصل المباشر مع الأسواق السياحية المؤثرة، وإعادة تقديم البترا للعالم كقصة متجددة تحترم أصالتها دون أن تنغلق على ذاتها.

المتابع يجد ان هذا الجهد التسويقي لم يكن منفصلًا عن الواقع التنموي، بل جاء متكاملًا معه، حيث لا يمكن تسويق موقع عالمي دون بنية خدمية قادرة، ولا جذب استثمار دون صورة ذهنية مستقرة وواضحة، من هنا، كان العمل على تبسيط الإجراءات، وتوفير وضوح تشريعي، وبناء جسور ثقة مع المستثمرين، خطوة ضرورية لإخراج البترا من دائرة التعقيد إلى فضاء الفرص المدروسة.

أجد أن الدعم المقدم للمواطنين، فلم يُختزل بالمساعدات أو الحلول المؤقتة، بل اتجه نحو تمكين حقيقي يقوم على التدريب، وتشغيل الشباب، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وربط المجتمع المحلي بسلسلة القيمة السياحية، هذا النهج يعكس فهمًا عميقًا بأن أهل البترا هم خط الدفاع الأول عنها، وأن الاستثمار في الإنسان لا يقل أهمية عن الاستثمار في الحجر.

ما يجري اليوم في إقليم البترا يؤكد أن التنمية حين تُدار بعقل الدولة، وبقيادة تفهم المكان وأهله، يمكن أن تتحول من عبء إلى فرصة، ومن تحدٍ إلى قصة نجاح وطنية، الجهد الذي تبذله سلطة إقليم البترا التنموي، بقيادة معالي فارس بريزات، هو مسار جاد يستحق الإنصاف والدعم، لا المجاملة ولا التشكيك، لأنه يقوم على عمل صامت، وتخطيط واعٍ، وتسويق ذكي، وإيمان بأن التاريخ العظيم لا يُحمى بالشعارات، بل بالسياسات الرشيدة والقرارات الشجاعة.











طباعة
  • المشاهدات: 4606
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
23-12-2025 12:05 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل تنجح إدارة ترامب وحكومة الشرع في القضاء على "داعش" بسوريا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم