22-12-2025 08:40 AM
بقلم : الدكتور يعقوب ناصر الدين
ما نزال نعيش أجواء الأداء الرائع لمنتخبنا الوطني لكرة القدم في بطولة كأس العرب، ليس بتفاصيلها الرياضية التي أشبعها المعلقون المتخصصون بحثا وتقييما وتعليقا، يصفون طقسها بأدق التفاصيل، بكل ما يحيطون به من معرفة وخبرة في مثل هذا المناسبات التي تقام كذلك على مستوى القارات، وصولا للبطولات العالمية، ولكن بكل ما يقابل ذلك من معان وأبعاد تتعلق بالحيوية التي يشعلها بلدنا، ويضخ فيها روحا من القوة والثبات في مواجهة التحديات التي تحيط به من كل جانب!
المتأمل بعمق لما كتبه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على حسابه على موقع “إكس”: “شاهدنا الأردنيين على قلب واحد، منتخب وجمهور يعكسان كل ما هو جميل في هذا الوطن، فيرى الأردني في المنتخب نفسه، أصيلا صلبا ومحبا، حظ الأردن بكم كبير يا نشامى، وكلنا فخورون بكم وبما حققتم”، سيدرك مسألة الجمال كإطار يحيط به جلالة الملك صورة المشهد الأردني عندما يتجلى في الأصالة والصلابة والمحبة، وحين يرسم منتخبنا أو فريقنا الوطني حضوره في ملعب التحدي متضامنا ومتناسقا يخوض المنافسة بانضباط وشرف، بعد أن تفانى في التدريب والاستعداد والتخطيط والتنظيم، وقد حظي باهتمام ومتابعة ورعاية سمو الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، وليذهبوا جميعا إلى الشقيقة قطر وهم عازمون على نيل شرف البطولة، إن لم يكن بكأس البطولة فبالفوز بكل معانيه المرتبطة بالنبل الأردني الذي لمسه العرب فيهم على امتداد ذلك الوطن الكبير.
ذلك هو الفوز الكبير حين يؤمن الأردنيون بأنهم قادرون، وأنهم متحدون، ينعشهم التفاؤل والأمل والثقة بالنفس، يفخرون بأبنائهم، ويثقون بقيادتهم وهم يرون الملك معهم، وهم معه ماضون في مسارات التحديث والتطوير السياسي والاقتصادي والإداري والنهضوي التي يشكل الشباب قلبها النابض، وحين يرون ولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله يقرن القول بالعمل وهو يمضي بالشباب نحو الإبداع والتميز في كل ميدان من ميادين التقدم والازدهار.
درس الفوز كذلك عميق ومفيد، فهو يدلنا على أن الفريق -كل فريق- لا بد أن يرتكز إلى عوامل النجاح القائمة على التفكير والتخطيط والإدارة الذكية التي تفهم التحدي، وتقدر على تبديل الخطوات لو تطلب الأمر ذلك لكي تصل إلى الهدف، إن لم يكن كله فجله، والحظ هنا لا يعني الصدفة السعيدة، ولكن المكانة التي يحظى بها كل أولئك الذين يحققون النجاحات والإنجازات التي تصب في مشروعنا النهضوي الطموح.
ميدان الكرة يشبه كل الميادين، فمن أجل أن ننزل إليها لا بد أن نكون مستعدين لخوض غمارها بالتخطيط السليم والرؤية الثاقبة وخريطة الطريق والعزيمة والإرادة القوية، فالغاية محددة، والمنافسة تفرض نفسها دائما، وقد تصل حد المواجهة والصد إذا ما تحولت إلى نوع من التهديد كما هو الحال في هذه المنطقة المكتظة بالأزمات المستعصية والمستجدة.
الفوز بالنسبة لنا هدف لا يحتمل التراجع عنه ولا الفشل في تحقيقه، ولا مجال لخطوات إلى الخلف، لا في مسارات التحديث، ولا في طموحات الأردنيين وحقهم في الحياة الكريمة، ولا في صناعة مستقبل أجيالهم القادمة، فهم اليوم على عهدهم المتين المتواصل مع قيادتهم الهاشمية، وعلى إيمانهم ووطنيتهم الصادقة، وثقتهم الأكيدة بجيشهم المصطفوي والساهرين على أمنهم واستقرارهم في وحدة واحدة متحدة، أظهرت روعتها هذه المرة من خلال تضامنها مع فريقها الوطني لكرة القدم ليس بسبب اللعبة في حد ذاتها ولكن لأن قلوبهم تذهب عادة مع أبنائهم أينما كانوا، وكلما كان هنالك ميدان.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-12-2025 08:40 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||