21-12-2025 10:54 AM
بقلم : رولا المغربي
كمبوديا وتايلاند دولتان متجاورتان ، تقعان في جنوب شرق آسيا . الديانه البوذيه هي الديانه الرئيسيه للبلَدَين. في القرن ١١ تم بناء معبد (برياه فهير)الذي يتمتع برمزيه بوذيه عاليه.
لم تكن الحرب بين تايلاند وكمبوديا وليدة المرحله الجديده ، بل هو خلافاً حدودياً منذ عشرات السنين. رزحت كمبوديا تحت الاحتلال الفرنسي الذي رسم الحدود بينها وبين تايلاند.لكنها ليست مجرد حدوداً جغرافيّه !! انها الحرب على الرّمز الديني إنه معبد(برياه فهير).
في عام ١٩٦٢ حكمَت المحكمه الدوليه لكمبوديا بأحقّيّتها بالمعبد. ومنذ ذلك الحين والتوتر بين البلدين لم ينته.
٨٠٠ كلم هو طول الشريط الحدودي بين البلدين، بمعنى ان هناك نزاعاً مستمراً لهذه المساحه الكبيره طالما انه لاتوجدإتفاقيه واضحه لحسم النزاع الحدودي بينَ البلدين.
لكن مهما بعُدت الأنظار على امتداد ٨٠٠ كلم ستبقى العَين على (المعبد) والمواقع الأثريه المحيطه به مما يزيد من رمزيته الدينيه العظيمه لكلا البلدين ،فكلاهما يرى في المعبد تعزيزاً للهويه الدينيه التاريخيه والوطنيه الحضاريه مما ييزيد من إتساع دائرة التوتر بين البلدين.
إن الإهتمام الأمريكي والترقُب الحثيث لما يجري من توتر على الحدود ليس اهتماماً بغرض التهدئه . لكنه تخوُّفاً من ان تكون الوساطه الصينيه ستؤدي الى ان يكون للصين سيطره على اي قرار يتعلق بالوساطه بسبب أنّ كمبوديا تُعتَبَر حليفاً قريباً للصين.فإذا نجحت الصين في الوساطه سيزداد النفوذ السياسي الصيني وهذا مالا ترغب امريكا في حدوثه ،
بالمقابل فإنّ تايلاند حليفاً تقليدياً للولايات المتحده الأمريكيه،
امريكا ليست ضد الوساطه الصينيه لمجرّد أنّ الوسيط (الصين) لكن امريكا تعلم أن الوسيط هو من يضع الشروط وهو من يقترح الحلول بالتالي سيزداد نفوذه تحت مسمى(وسيط).
ستتدخل امريكا لحل لنزع فتيل الخلاف بين البلدين ليس حباً ، بل حفاظاً على وزنها السياسي في منطقه على صفيحٍ ساخن.
امريكا لا ترغب ان تتدخل الصين كوسيط بمفردها ،هي ترغب ان يدخل عدة اطراف لنزع الصراع حتى لا تتفرد الصين بنفوذ سياسي اقتصادي عسكري يُزعج امريكا.ويُزعزِع من ثقلها ووزنها السياسي.
تُرى هل سيكون المعبد هو من سيجمع البوذيين ام سيكون لعنةً تلاحق الحالمين!!!
السياسه فنّ إدارة النزاع لتجني مزيداً من المصالح دون أن ينتبه الآخرون أنك تراقب الوسيط .
فضفضات سياسيه
رولاالمغربي
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-12-2025 10:54 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||