21-12-2025 08:34 AM
بقلم : الصيدلي عدوان قشمر نوفل
تعكس الصحافة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة حالة قلق غير مسبوقة حيال الجبهة الشمالية مع لبنان. فالتقارير والتحليلات المنشورة في صحف مثل معاريف، يديعوت أحرونوت، إسرائيل اليوم وواللا، تكشف بوضوح عن مأزق استراتيجي حقيقي تعيشه المؤسسة العسكرية والسياسية في تل أبيب.
السؤال المركزي لم يعد متى تندلع الحرب، بل: هل تمتلك إسرائيل أصلًا القدرة على اتخاذ قرار الحرب أو الامتناع عنها دون دفع أثمان باهظة؟
أولًا: صورة الشمال في الصحافة الإسرائيلية. تلك جمل صعبة لا يصدقها الكثيرون جدا.
تجمع الصحافة العبرية على أن الحدود اللبنانية–الإسرائيلية تشهد أخطر مراحلها منذ حرب تموز 2006. وتُظهر التحليلات العسكرية أن اسرائيل تصعد من اعتدائاتها على الجنوب اللبناني بهدف جر حزب الله لمعركه هو ليس جاهز لها وفي نفس الوقت تضغط على الحكومه اللبنانيه حتى تقوم بدورها بالضغط عاى حزب الله إن ادعائات اسرائيل عن بناء حزب الله لقدراته العسكريه ما هي الا وسيله لأستجداء الأمريكين لمساعدتهم على ضرب ما تبقى من حزب الله ."
ثانيا: الجيش الإسرائيلي بين خيارين أحلاهما مر
تكشف الصحافة الإسرائيلية عن انقسام واضح داخل المؤسسة العسكرية. تيار يرى أن الردع لا يُستعاد إلا بعمل عسكري، ولو كان محدودًا ومدروسًا، لإيصال رسالة واضحة بأن إسرائيل ما زالت قادرة على فرض قواعدها..
في المقابل، يحذّر تيار آخر من أن أي عملية عسكرية، مهما كانت محدودة، قد تتدحرج سريعًا إلى حرب واسعة ومتعددة الجبهات، في ظل تطور قدرات حزب الله الصاروخية، واتساع دائرة التهديد للعمق الإسرائيلي، وضعف الجبهة الداخلية.
هذا الانقسام يعكس أزمة أعمق: الجيش الإسرائيلي لم يعد واثقًا من قدرته على حسم حرب طويلة كما في السابق.
ثالثًا: المأزق السياسي والضغط على الجيش
توضح المقالات السياسية أن القيادة الإسرائيلية تمارس ضغطًا متزايدًا على الجيش لإظهار الحزم، لكنها في الوقت نفسه غير مستعدة لتحمل كلفة الحرب. فالحكومة الإسرائيلية تعاني من أزمات داخلية حادة، وانقسامات سياسية ومجتمعية تجعل أي مواجهة طويلة تهديدًا مباشرًا للاستقرار الداخلي
رابعًا: الجمهور الإسرائيلي وفقدان الثقة
تشير استطلاعات الرأي التي تنقلها الصحافة العبرية إلى تراجع ملحوظ في ثقة الجمهور بقدرة الجيش على تحقيق نصر حاسم. فسنوات الاستنزاف، والاستنفار الدائم، والخوف من سقوط الصواريخ على المدن الكبرى، جعلت شريحة واسعة من الإسرائيليين تنظر إلى الحرب القادمة بوصفها عبئًا لا ضرورة له.
هذا التحول في المزاج الشعبي يقيد هامش المناورة أمام صناع القرار، ويجعل أي خيار عسكري محفوفًا بالمخاطر السياسية الداخلية.
خامسا: قراءة ما بين السطور – ما الذي تخشاه إسرائيل فعلًا؟
عند تفكيك الخطاب الإعلامي الإسرائيلي، يتضح أن الخوف الحقيقي لا يقتصر على اندلاع الحرب، بل على فقدان صورة الردع الإقليمي. فالتردد في الشمال يُقرأ من قبل الخصوم كضعف استراتيجي، وقد يشجع جبهات أخرى على التصعيد.
في المقابل، تدرك إسرائيل أن الحرب المقبلة لن تكون قصيرة ولا نظيفة، بل مواجهة طويلة ومكلفة قد تغير قواعد اللعبة في المنطقة بأكملها.
خاتمة :
تُظهر قراءة الصحافة الإسرائيلية أن الجبهة الشمالية لم تعد ساحة هامشية، بل تحولت إلى مركز ثقل استراتيجي يختبر قدرة إسرائيل على اتخاذ القرار
فالجيش يقف اليوم بين خيار العمل العسكري بكل مخاطره، أو الاستمرار في إدارة أزمة تستنزف الردع والهيبة. وفي كلتا الحالتين، يبدو واضحا أن إسرائيل دخلت مرحلة جديدة عنوانها الأبرز:
لا نصر سهل… ولا قرار بلا ثمن
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-12-2025 08:34 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||