20-12-2025 10:29 AM
بقلم : عبدالله الجياتنة
"هاردلك" أو "حظ أوفر" هي كلمة واهية بلغتنا العربية، تعني أنك وصلت... لكنك لم تبلغ، قاربت... ولم تُنجز، حاربت... لكن محاولتك لم تكن كافية، لتذكّرك بأن النتيجة قد حُسمت، وأنك خارج المشهد الآن، وأن كل ما تستطيع فعله هو ابتلاع مرارة الخسارة والوقوف في الصف التالي.
لكن هذا الجيل والكيان العظيم، لا يستحق تلك الكلمة الذليلة الخاسرة، التي لا تُقدر أي مجهود أو عمل أو روح.
جيل صنع صورة منتخب يقاتل، ينافس، ويرهب الخصوم، فريق رسّخ نفسه كقوة حقيقة على أرض الملعب، وبنى هيبة كروية خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز عامين... فكيف يُختزل هذا الإنجاز بكلمة "هاردلك"؟ كيف تُلصق ذلك التعبير بهذه المجموعة التي صنعت للمنتخب اسمه، وهيبتهُ، وحضوره القاري، كلمة لا تعني سوى الفشل! لهذا الجيل برأيي هذا تفكير ناقص، ومنطق أعوج، وإساءة غير عادلة لمنتخبٍ لعب وبذل مجهودًا وأعطى روحه داخل أرض الملعب.
قبل أن تنطق بهذه الكلمة... عُد إلى وعيك، وأعِد النظر في فهمك، وعدّ حتى المئة، لأن "هاردلك" في هذا السياق ليست فقط غير منطقية... بل خيانة للعدل، وانتقاص من قيمة جيلٍ صنع للوطن احترامًا في الملاعب.
كلماتي موجّهة لمن قال كلمة "هاردلك"، ولمن لم يُنصف المشهد كاملًا كما يجب، مع كامل الاحترام له بالتأكيد، لكن الحكم على المنتخب بهذه العبارة وحدها لا يعكس الصورة الحقيقية لما قُدّم من جهد وروح وعمل كبير، ولا يقترب حتى من حجم القيمة التي وصل إليها هذا الجيل.
ونأتي الآن إلى الطامة الكبرى؛ أن يخرج البعض ليتحدث بكلام فارغ لا معنى ولا وزن له، ويتظاهر بالنقد وهو لا يملك أدواته أصلًا، من هاجموا هذا اللاعب، واتهموا ذاك، وانهالوا بالشتائم والإساءة... هؤلاء تحديدًا لا أجد فيهم ما يستحق الاحترام، ولا أستطيع حتى تقبّلهم كمشجعين، في نظري، أنت شخص ناكر للفضل والجهد، محدود الفهم، لا ترى إلا النتيجة ولا تعرف معنى التشجيع والانتماء، وبصراحة، لا حاجة لأن تراجع تفكيرك... لأن التفكير أساسًا لم يكن حاضرًا عندك منذ البداية.
النهائي انتهى، وخسرناه بفوارق ضئيلة لا تمس الأداء الفني أو النفسي؛ تلقينا هدفًا مبكرًا من منتصف الملعب قادرًا على تحطيم أي إيقاع قبل انطلاق المعركة، لكن فريقنا لم يركع، عاد وعدّل وتقدم، ضغط وصمد وقاتل بكل جسارة أمام منتخب عنيد، متين بدنيًا وفنيًا، حتى جاء هدف التعادل في الوقت القاتل نتيجة قرار خاطئ من الحكم كان الأجدر به العودة لحالة سبقت الخطأ المُقترف، ومع ذلك، لم نخسر بسبب خطأ من الحكم، أو فرصة ضائعة، بل بسبب جزئيات دقيقة سنتعلم منها في المرات القادمة، هذه هي كرة القدم فوز وخسارة، اليوم لا أعذار، لا لوم، لا مبررات.
اللاعبون، الجهاز الفني، الجهاز الطبي، والجهاز الإداري... تُرفع لهم القبعات واحدًا واحدًا، ويُفتخر بهم اسمًا اسمًا، شكرًا لكم، فالكلمات مهما قيلت لا توفيكم حقكم، أنا فخور بأنني مشجع لهذا الصرح العظيم الذي يصنع المجد، ويزرع الهيبة، ننتظركم في قادم التحديات والمنافسات بكل شوق وحماس، واثقين أن القادم سيكون أقوى، وأكثر إرادة، وأكثر صرامة.
أمامنا كأس العالم، نشارك فيه لأول مرة في التاريخ، وستشهدون منتخبًا لا يُستهان به، روحًا لا تعرف الانكسار، وأداءً يليق بحُسن ظن كل مشجع حقيقي ينتمي لهذا الكيان العظيم.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-12-2025 10:29 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||