18-12-2025 08:47 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
يحتفل العالم بيوم اللغة العربية في18 كانون الأول، من كل عام، وهو يوم صدور قرار الجمعية العامة رقم (3190) والمؤرخ 18 كانون الثاني 1973م، وفيه أدخلت اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية العالمية، وقضى القرار بأن تكون العربية، واحدة من لغات العمل في الأمم المتحدة.
واللغة العربية، لغة مقدسة وشريفة فهي لغة القرآن الكريم، ولا تجوز العبادات إلا بها، وأهمها الصلاة.
وهي اللغة الرسمية لأكثر من (25) دولة واللغة العربية رغم ما يمر بها من صعوبات إلا أنها تبقى الحاضرة، فهي ذخيرة أبنائها، ومجمع علومهم والحافظة، والوسيلة الضامنة، لبقاء الأمة وشعوبها حية وهي الشاهد الأقوى والأبقى على تاريخ وعراقة وأصالة الأمة.
حتى ذهب البعض إلى أن الانتساب للأمة يكون بإتقان لغتها، في تسام عن العرقية، وما ذهب به البعض بهذه اللغة من حديث عنها، ضمن سياقها المحلي الإقليمي لينقلها إلى العالمية.
وفي زمن العولمة والتقلبات التي يشهدها العالم، فإننا في الأردن الأحرص والأحوج ما نكون إلى المحافظة على اللغة العربية.
لدينا قانون لحماية اللغة العربية، لكن هذا القانون ما زال بحاجة إلى إنفاذ تحقيقاً لنبل غايته وأهميتها، وعدم البقاء بالحديث عنه ضمن دائرة الترف.
وفي ملامح تاريخنا الوطني، تأصيل باكر لدور الحفاظ على اللغة، بين الوثائق الوطنية.. تظهر وثيقة تعود لزمان الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين وهي مؤرخة في 11 شباط 1937م نشرت تحت عدة عناوين في الصحافة العربية آنذاك، عنوانها "بحث أدبي جليل لصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن الحسين".
والمقال للملك المؤسس وهو الأديب والشاعر.. وصف بأنه قطعة أدبية للأمير يشرح فيها منافع الأدب العربي جاء فيه: "والأدب العربي كما هو معلوم أجود ما كان في الأسلوب والوصف بحيث يتغلغل في النفس ويشرح التباينات المناخية وتأثيرها على الأدباء العرب.
ويقول: "إن ما يعتني به أدباء الوقت الحاضر من التحليل الروحي أو التصور الشخصي أو النقد لشاعر قديم أو أديب غابر كما فعل العقاد وابن الرومي إن هو إلا عمل مجيد يسوق الناس إلى علم ما جهلوه ويريهم الفرق بين رجال العصور السابقة والحاضرة؛ وذلك تعليقاً على بحث للعقاد نشره عن ابن الرومي".
واللافت، هو دعوة الملك المؤسس، إلى الإقبال على اللغة الفصحى مع إدراك الاختلافات التي شابت الأدب القديم عن الجديد بقوله: غير أننا لا نميل إلى مطالعة الشعر الجديد غير الموزون وغير المقفى كما هو.. وهو لا يخفي أن العروة الوثقى التي تصل بين العرب إنما هي لغتهم الشريفة، وإن تأتي بها في قالبها المحكم فتبقى موصولاً بيننا وبين الأجداد وما تفتقت عليه أذهانهم وجرت به ألسنتهم ونقي خواطرهم.
هذه الصيغة الرقيقة للملك المؤسس التي ختم بها مقاله تدعو إلى العناية باللغة والنزول عند أحكامها.
ونحن نحتفي بيوم اللغة العربية علينا أن ندرك أنها تواجه تحديات لا تهديدات، منها هجرها، واتجاه أسر نحو تعليم الأبناء لغات أخرى وفي سن مبكرة، في تحول حان الوقت أن ننتبه له ذلك أن اللغة هي أداة التفكير وهي الغنيمة التي نعتز بها بين أبناء الأمة.
وهناك وثيقة مؤرخة في العاشر من نيسان عام 1938،تعبر عن مدى اهتمام الملك المؤسس عبدالله الأول باللغة العربية وحرصه على صونها،
وهي كتاب رسمي صادر عن رئيس الديوان العالي موجه إلى رئيس الوزراء، يشير فيه الملك المؤسس، إلى وجود بعض الأخطاء المنافية لسلامة اللغة والبيان خلال المراسلات الرسمية المكتوبة باستخدام الآلات الكاتبة، وإيعازبضرورة معالجة هذه المشكلة بإضافة مرقمة تتناسب مع خصائص اللغة العربية لتلك الآلات.
لقد حظيت اللغة العربية بدور في نهضة بلدنا، بل وبين تلك الملامح ان صدرت إرادة باكرة بتأسيس مجمع علمي في الإمارة الناهضة عام 1924م.
واليوم، فإن هذه الملامح ما تزال حية وحاضرة، ويرجى توثيقها والبناء عليها، فالعربية لغة وفكر، وهوية حاضرة.. ولنا في صونها دور وواجب.
وأكد الكتاب أن الملك عبدالله الأول، الأمير حينها، كان يرى في هذه الإضافة ضرورة لضمان الحفاظ على اللغة العربية وهويتها وجماليتها في الوثائق الرسمية.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-12-2025 08:47 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||