14-12-2025 09:56 AM
بقلم : أسامة محمد خزاعلة
ما أجمل تلك الجماهير العربية وهي تملأ مدرجات كأس العرب في قطر و كأنها أمواج من الفرح تنساب بلغة واحدة لا تُدرَّس في الكتب: لغة الانتماء. لم يكن حضورهم مجرد مقاعد ممتلئة، بل كان صوتاً واحداً ينهض من أعماق الأمة، يذكّر العالم بأن العرب — مهما تفرّقت خرائطهم — ما زالوا يجتمعون تحت نورٍ واحد.
في كل مباراة، كانت العيون تبرق، والرايات تُرفع، والقلوب تنبض بصدقٍ لافت، لم يكن المشهد احتفالاً بكرة القدم فقط، بل كان احتفالاً بالذات؛ لحظة نقية يقول فيها العرب للعالم: هذه حقيقتنا و هكذا نكون حين نُعطى فرصة للظهور.
وبعيداً عن حسابات الفوز والخسارة، ثمة بطولة أخرى كانت تجري في المدرجات:
بطولةٌ صنعتها هتافات الجماهير و روعة التنظيم، و دفء البلد المضيف الذي فتح أبوابه للناس كما تُفتح الأبواب للأحبة، و في هذا المشهد العربي المتكامل، برزت فرصة نادرة — فرصة ذهبية — لإعادة رسم صورتنا المطبوعة في ذاكرة العالم، صورة لم تعد مشوّهة كما اعتاد البعض أن يراها، بل صورة مشرقة تصنعها أغانٍ و هتافات و ابتسامات.
إن ما يحدث اليوم أكبر من كرة تُركل في الملعب.
إنه حلم عربي صغير انتزع لحظته من صخب العالم، ووقف على منصة الضوء ليقول بثقة:
نحن هنا و هذا وجهنا الحقيقي.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-12-2025 09:56 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||