بقلم : نضال أنور المجالي
بيوتنا تحترق والأسباب واضحة
​"حريق جديد، وفاة جديدة، كارثة لم تكن صدفة!" هذا هو الملخص المؤلم لما يحدث في بيوتنا كلما اشتد البرد أو ازداد استخدامنا لأجهزة باتت أشبه بالقنابل الموقوتة. صوبة غاز رديئة لا تحترم أبسط معايير السلامة، شاحن هاتف مقلد يُباع ببضعة دنانير ليُشعل منزلاً بالكامل، أو وصلة كهرباء تذوب بمجرد تشغيل جهازين.
​صرختنا اليوم ليست مجرد نقد، بل هي استغاثة عاجلة: إلى متى سنظل نسمع عن هذه الفواجع بينما نعلم تماماً من أين تأتي؟
​ القاتل الصامت: من سمح بدخوله؟
​الحديث هنا عن "الشموسة"، وعن "الشواحن المقلدة"، وعن كل جهاز "رخيص الثمن" و"باهظ الخسارة" الذي يغرق أسواقنا.
​المواصفات والمقاييس: أين صمام الأمان؟
هل مهمة مؤسسة المواصفات والمقاييس تنتهي عند ختم الموافقة على عينة أولى؟ أين الرقابة الميدانية اللاحقة؟ كيف سُمح لأجهزة ثبت بالدليل القاطع أنها سبب في وفيات واختناقات بالانتشار؟ يجب أن تتوقف المبررات وتبدأ المحاسبة: من سمح لهذه الأجهزة القاتلة بالمرور عبر المنافذ وعبر الأسواق؟ إن غياب الرقابة الفعالة هو رخصة ممنوحة للتاجر الجشع ليبيع أرواحنا.
​التجار والمستوردون: جريمة الغش التجاري
عليكم أن تتذكروا أن كل دينار تكسبونه من بيع جهاز مقلد هو ثمن لجريمة محتملة. استيراد أجهزة التدفئة والشواحن الرخيصة التي تفتقر لمواد الأمان الأساسية ليس مجرد غش، بل هو تهديد متعمد للأمن والسلامة العامة. يجب أن تفعّل وزارة الصناعة والتجارة العقوبات الرادعة لدرجة الإغلاق والسجن لكل من يتاجر بأرواح الناس.
​ صرخة تحذير للمواطن: لا تسترخص دمك!
​أيها المواطن، أنت الضحية الأولى، ولكن يجب أن تكون خط الدفاع الأخير. نعم، الظروف الاقتصادية صعبة، والجميع يبحث عن الأرخص، لكن تذكر: لا شيء أغلى من روح طفلك أو أمان بيتك.
​توقف فوراً: أوقف استخدام أي جهاز تدفئة (خاصة صوبة الشموسة المشبوهة) لا تثق بجودته أو لم تعرف مصدره.
​لا للمقلد: لا تشتري شاحن هاتف أو وصلة كهرباء بمبالغ زهيدة من الباعة المتجولين أو مصادر غير موثوقة. هذه القطع هي الأكثر تسبباً في الحرائق.
​التهوية واجب: افتح نافذة صغيرة في غرفتك عند تشغيل مدفأة الغاز. التهوية ليست رفاهية بل ضمانة ضد الاختناق.
​خاتمة: كفى صمتاً، المطلوب تحرك عاجل
​صرختنا الأخيرة موجهة للمسؤولين في الحكومة: كفى بيانات إدانة بعد وقوع الكارثة. نريد تحركاً استباقياً. نريد حملات تفتيش لا تعرف المجاملة. نريد أن نتأكد أن أجهزتنا الرقابية ليست في إجازة دائمة.
​إن الحفاظ على سلامة بيوتنا وأرواحنا ليس مطلباً كمالياً، بل هو حق أساسي يتطلب يقظة دائمة ومحاسبة صارمة. فهل يستجيب المعنيون لهذه الصرخة قبل أن تطغى علينا كارثة جديدة؟
حفظ الله الاردن والهاشمين
الكاتب نضال انور المجالي