13-12-2025 12:10 PM
بقلم : د. ذوقان عبيدات
الانتخاب كلمة لها معانٍ عديدة؛ فهناك انتخاب طبيعي وفق نظرية البقاء للأصلح، أو للأقوى، وهناك انتخاب قصدي حيث يقوم المواطن بممارسة حق الانتخاب! وهناك نتخاب "نَخْب "يمارسه البائعون حين يفرزون الخضار الجيدة؛ ليبيعوها بسعر عال!
وهناك انتخاب"ليس انتخابًا" بل اختيار فريق من أجود العاملين، مثل: منتخبات رياضية وغيرها.
كل هذه الأشكال هي منتخبات بما فيها البرلمان، والحكومة سواء أكان انتخابًا، أم غير انتخاب!
وكان النجاح حليف المنتخب الذي يتم اختياره بمعايير الكفاءة والموضوعية.
(1)
منتخب وطني: كرة القدم!
كل الاحترام للمنتخب الذي تم اختياره، وليس انتخابه دون وساطة! قديمًا، بل قبل أقل من عشر سنوات كان متنفذون يفرضون لاعبين على مدرب المنتخب:
"فالقولجي" بالوساطة. والمهاجم بالوساطة، طبعًا الإداري والإعلامي، وحتى الطبيب، كانوا جميعهم بالوساطة! وكانت النتيجة:
خسارات، وضياعات، وخرج ولم يعد!!
يبدو أن منتخبنا الحالي كان اختيارًا حرّا لأفضل اللاعبين، ما جعله أول حدث أردني يتم دون وساطة ! ولذلك أيده الجميع، وتضامنوا معه: تشجيعًا ودعمًا!
(2)
دروس إيجابية من المنتخب!
كان واضحًا للعيان أن المنتخب كان مثالًا لأسلوب إداري ناجح: مدرب متميّز، قوي وناجح.
، لاعب مؤهل، اختيار-لا انتخاب-موضوعي! وأخيرًا وهو الأكثر أهمية: تدريب، وتدريب وتدريب!!!
ماذا لو قلدنا المنتخب في حياتنا السياسية: وزراء دون مرجعية مناطقية، وزراء قياديون لا …..
وماذا لو كان المديرون في كل مكان يُختارون وفق معايير المنتخب الوطني!
تخيلوا حكومة قادة، لا حكومة تمثيل جغرافي!! تخيّلوا قيادات
دون محاصصة!! تخيلوًا برامج تدريب لهؤلاء!!! هل سنبقى تحت وطأة تخلف التعليم، والصحة، والنقل، وسائر الخدمات!!!
(3)
المنتخب: ارتدادات سلبية!
حقق المنتخب نجاحات في توحيد الصفوف، وإيجاد نوع من الاعتزاز الوطني: فالإعلام الرياضي، أقنعنا أن الوطن مرتبط إيجابًا بفوز المنتخب الوطني! ولكنه لم يحدثنا عن الخسارة إطلاقًا فيما إذا كانت هزيمة وطنية!!!! وأي اعتزاز وطني ذلك الذي يرتبط بنتائج ربح مباراة، أو خسارة مباراة؟
ما حصل: إلغاء ندوة ثقافية بسبب تزامنها مع مباراة!!!!
وقيل عن تبرع أستاذ جامعي بإنجاح جميع طلبته بمناسبة فوز المنتخب!!
بقي أن نأمل من الحكومة ما يأتي:
-زيادة الرواتب بمناسبة فوز المنتخب!
-إصدار قانون عفو عام مع مكافأة وتعويض عادل وإنساني
لمن شملهم العفو!
-تعطيل الدوام الرسمي طيلة
لعب المنتخب. وتخصيص عطلة سنوية بمناسبة عيد المنتخب!
-عدم قبول أي نقد لمسؤول في أثناء لعب المنتخب! لعدم إرباكه
وهو يتابع المنتخب!!
(4)
ما الحقيقة
اعتاد الإعلام الرياضي، -وقد أقنعنا بذلك-أن نقول:
فازت الأردن على مصر، والعراق، وفلسطين…إلخ.
والحقيقة هي فوز المنتخب الأردني لكرة القدم! ولا يجوز أن نقول : سحقنا مصر ، وقطر وغيرها !
سألت حارسًا على باب متجر:
لماذا تؤيد المنتخب؟
قال:بدنا نفرح! بدنا الوطن عاليًا
وأخيرًا، بالتدقيق في أسماء اللاعبين الذين أسعدوا الأردن، لا يوجد بينهم أيٌ من أبناء المُدوَرين، ولا عائلات المسؤولين، ولا ممن يمثلوننا في مجلس الأعيان، ولا من أبناء المحاصصات الذين لم يقدموا أي فرح أردني!
فهمت عليّ؟!!!!
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-12-2025 12:10 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||