حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,6 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4215

د. خالد السليمي يكتب: الأردن على مفترق الحقيقة… وطنٌ لا يهزمه أحد

د. خالد السليمي يكتب: الأردن على مفترق الحقيقة… وطنٌ لا يهزمه أحد

د. خالد السليمي يكتب: الأردن على مفترق الحقيقة… وطنٌ لا يهزمه أحد

06-12-2025 03:20 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. خالد السليمي
يبقى وطني (الأردن) العزيز والغالي على كلِ أردني شريف غيور مثالًا للصبر والثبات رغم كل التحديات التي عصفت به، ورغم محاولات الفساد أن تمُد جذورها في مؤسسات الشعب وثقتهم، ومع ذلك، فإن قوة المجتمع الأردني بنشطائه، وخيريه، وشرفائه كانت دائماً السدّ المنيع الذي يُذكّرُ بأن مسار الحق مهما تأخر فهو آتٍ، وأن إرادة الإصلاح لا تنكسر أمام مظاهر العبث أو المحسوبية أو تغوّل المصالح الضيقة، إن مشاعر الغضب النبيل لدى أبناء الوطن ليست حالة عابرة، بل شهادة على أن الوعي أقوى من التجاهل، وأن زمن الفساد مهما طال فهو ساعة، بينما زمن النور والعدالة يمتد حتى قيام الساعة، ما يزالُ الأمل حياً، يتنفس في كل صوت يكتب، وفي كل كلمة تُقال، وفي كل موقف شريف يحمي البلاد والعباد من الانحدار نحو اللاعدالة.

إن قوة الأردن الحقيقية لم تكن يوماً بحجمه أو موارده، بل في ضمائر أهله التي لم تسمح للباطل أن يتحول إلى قدر، لذلك نرى اليوم أن العمل الوطني الشريف، سواء من خلال الكتابة، أو الإعلام، أو المراقبة الشعبية، لم يعُد مجرد صوت احتجاجي، بل أصبح شكلاً من أشكال الحراسة الأخلاقية للوطن، هؤلاء الذين يرفعون راية الإصلاح للأردن ليسوا معارضين ولا طامحين لمكاسب، بل حماة لوطنهم، يحاولون أن يُبقوا مؤسسات الدولة في دائرة الضوء، بعيداً عن الظلال التي يختبئ فيها الفاسدون والمفسدون، وفي كل مرة يحاول فيها الفساد أن يمُدّ أنفاسهُ ينهض أردنيون وطنيون جُبلوا من تراب هذا الوطن ومن عيون مياهه، من براعم ازهاره وثمار أرضه، من حصاد قمحه وشعيره، من زيته وزيتونه، من صحراءِه وبواديه من قراه وأقضيتهِ وألويته ومدنه، ينهضون أشداء ثابتون راسخون كرُسوخ جبال رم وجبال السلط وعجلون ليُذكّروا بأن الوطن أكبر من أي متنفّذ، وأن الشرعية الشعبية تبقى أقوى من أي شبكة فاسدة ذات مصالح مظلمة ظالمة.

في قلب هذا المشهد، يبقى نهج جلالة قائد البلاد الملك واضحاً راسخاً وثابتاً في محاربة الفساد والمفسدين وأصحاب الأجندات الخاصة والمصلحية، مع تأكيده المستمر على ضرورة العدالة والنزاهة وتكافؤ الفرص، خصوصاً في التعيينات التي يسعى البعض إلى تمريرها بعيداً عن معايير الكفاءة والاستحقاق، لقد كان جلالته صريحاً في مطالبه بتجذير الإصلاح المؤسسي، ورفض كل أشكال التلاعب التي تُسيء للدولة وتُضعف ثقة المواطن الأردني الأصيل، إن هذه المواقف الملكية تُشكّل المظلة الوطنية الجامعة لكلِ الأردنيين فهي تحمي مسار الإصلاح وتمنح الشرفاء القوة للاستمرار، وتبعث رسالة بأن الأردن لا يقبل إلا بالحق، ولا ينهض إلا على أكتاف الكفاءات والمخلصين.

في الختام نقول.. بأن الأردن سيبقى وسوف يستمر ويعود من جديد أكبر من كل الأسماء وأكثر رسوخاً من كل العابرين، وطنٌ صنعته سواعد الشرفاء ودموع الصابرين ودعوات الأمهات، ولن تهزه حفنة فاسدين مهما حاولت أن تحجب الشمس عن سمائه، اليوم، يقف الشعب الأردني الثابت كصخرة في وجه الريح، يطالب بحقه بوعيٍ ومسؤولية، ويمنح الدولة فرصة تاريخية لإعادة بناء الثقة وترسيخ العدالة، لذلك على أصحاب القرار أن يُدركوا أن هذا الشعب لم يُخلق ليُهمَّش، بل ليكون شريكاً في الإصلاح، سنداً للحق، ودرعاً للوطن وقائده، فلتكن هذه اللحظة بداية عهد جديد تُصان فيه الكفاءة، ويُدفن فيه الفساد، ويُكتب فيه مستقبلٌ يليق بالوطن الذي يستحق دائماً الأفضل.











طباعة
  • المشاهدات: 4215
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-12-2025 03:20 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم