بقلم :
م محمد يونس صبيح الخوالده - عضو بلدية المفرق الكبرى / ممثل قطاع الشباب

نحن اليوم أمام فرصة حقيقية للانتقال من التخطيط التقليدي إلى نموذج حضري جديد يتعامل مع المستقبل بثقة ويستند إلى الذكاء الاصطناعي والإدارة الهندسية لرفع كفاءة الخدمات وتحسين جودة الحياة بشكل مستدام

إن إطلاق مشروع بهذا الحجم يطمئننا بأن الإدارة المحلية تتطور بشكل كبير وأن دعم مشروع عَمْرَة هو دعم لمسار جديد مسار بلديات أكثر كفاءة ومدن أكثر ذكاءً ومجتمع أكثر قدرة على العيش في بيئة حضرية حديثة آمنة ومستدامة

مدينة عَمْرَة هي المدينة التي نطمح لها مدينة تُدار بالعقل الهندسي والتحليل الرقمي وتقوم على بيئة عمرانية ذكية تتكامل فيها العناصر البيئية الخضراء مع تكنولوجيا البناء الذكي لتصبح نموذجًا لمدينة صديقة للإنسان والطبيعة معًا

في عَمْرَة يمكن أن تتحول المرافق العامة إلى منظومات ذكية تُراقب نفسها ذاتيًا وتخفض الهدر في المياه والطاقة وتستبق الأعطال بالصيانة المبكرة وتصبح الأصول والممتلكات جزءًا من نظام إدارة موحد يعتمد على البيانات والدرون والمستشعرات فيما تُدار المساحات الخضراء بأساليب الزراعة الذكية لضمان كفاءة أعلى في الري والصيانة والاستدامة

وتتحول الطرق والشوارع إلى شبكات ديناميكية تُخطط لتتوافق مع الاحتياجات المستقبلية بينما يحمي الأمن السيبراني قلب المدينة الرقمي ويحافظ على سلامة البيانات التي تقوم عليها عملياتها وخدماتها اليومية

مدينة عَمْرَة ليست رد فعل لزيادة السكان بل خيار استراتيجي لتأسيس فضاء حضري يستوعب النمو ويوجه الاستثمار ويخفف الضغط عن المدن القائمة بما يضمن انتقال من إدارة تعتمد على الفكر التقليدي إلى إدارة تؤسس على علم البيانات ومن الخدمات التقليدية إلى خدمات دقيقة وسريعة ومن بنية تحتية جامدة إلى بنية مرنة تواكب الثورة التكنولوجية الحديثة

وفي رؤيتها يكون الإنسان في قلب التصميم موظفا الإمكانات لتتشكل حوله بنية تحتية تخدم حياته اليومية وتضمن رفاهيته بدل أن تفرض عليه نفس الواقع القديم

ختامًا تمثل مدينة عَمْرَة إيمانًا بأن الأردن قادر على بناء مدن ذكية تُدار بمنهج هندسي حديث وتعمل بأدوات رقمية متقدمة لتصبح عنوانًا لمرحلة جديدة من التطوير العمراني وركيزة لاقتصاد محلي حيوي ومنصة يشارك من خلالها شباب الأردن في صناعة مستقبل وطنهم