حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,2 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2345

«نون للكتاب» تناقش رواية «قطة فوق صفيح ساخن» لمراد سارة

«نون للكتاب» تناقش رواية «قطة فوق صفيح ساخن» لمراد سارة

«نون للكتاب» تناقش رواية «قطة فوق صفيح ساخن» لمراد سارة

02-12-2025 09:43 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - عقدت مبادرة نون للكتاب جلستها السادسة والثلاثين مساء السبت الماضي، في مكتبة عبد الحميد شومان بجبل عمّان، لمناقشة رواية «قطة فوق صفيح ساخن» للروائي مراد سارة. أدار الجلسة الناقد أسيد الحوتري، وقدّمت الأستاذة جمانة الرمحي المشاركين، فيما ألقت الدكتورة شذى فاعور قراءة نقدية موسعة للرواية. وشاركت الأديبة سارة سهيل بقراءة انطباعية تناولت مناخ الرواية وواقع الأطفال في المخيم.

ركزت الدكتورة فاعور على مفهوم «الاستمرارية» في الرواية، مشيرة إلى حضورها في الشخصيات التي واصلت التمسك بالحياة رغم الألم وصعوبات العيش في المخيم. ورأت أن الاستمرارية تتجاوز الزمن؛ إذ تدور الشخصيات في دائرة ألم لا تنتهي، تماما كما تعود القطة إلى وكالة الغوث رغم طردها المتكرر. كما لفتت إلى استمرارية العلاقات بين الشخصيات، وإن كانت مهددة بالقلق الوجودي والمعاناة، إضافة إلى استمرار الاعتداء على القطة «هرهورة» من قبل الغجرية التي ترمز للاحتلال. واعتبرت أن هذه الاستمرارية جزء من الاستراتيجية السردية للرواية، حيث يبقى الصفيح ساخنا واللاجئون فوقه يتألمون.

وانقسم النقاش بعد ذلك إلى محورين رئيسيين. تناول الأول صورة المخيم كما قدمتها الرواية، حيث رأى جزء من الحضور أن المؤلف رسم نماذج إنسانية إيجابية تعكس روح الصمود والإيثار، مثل صورة الأم الحانية، وأبو هاشم التاجر الذي رفض فكرة الوطن البديل، وسعاد القوية التي تحمل أعباء الحياة، وأبو خالد الذي ضحّى لينقذ طفله، وجهاد أبو صبيح الذي يعطف على القطة، وسرية التي تؤدي دور الأم لإخوتها، وأم العبد التي حافظت على أسرتها حتى في لحظات الألم، وأبو خالد المحسيري الذي كان يقدم الأكفان مجانا، وأم عدنان التي تجسد صبر النساء في تفاصيل الحياة اليومية، وأبو ناصر البيك الذي كسر قيود مخازن التموين ليطعم الناس ويدعوهم لقتال العدو. كما استُحضرت صورة أبناء المخيم الشهداء العائدين من لبنان وما حملته من حزن ثقيل.

في المقابل، تطرّق آخرون إلى الصور السلبية في الرواية: الغجرية موزة التي تهاجم «هرهورة» وتسرق كرتونتها، وجريمة اغتصاب وهيبة وما أثارته من فضيحة ومرارة، وجبر السكير الذي أحرق زوجته، وقصة أم حسين التي باعت أغلى ما تملك تحت ضغط الفقر، وشكوى شفيقة من زوجها البخيل ومن سرقة المؤن، وصولا إلى مأساة سعيد الذي قتل أخته شهلة بدافع الوشاية والغيرة.

وأشار جزء ثالث من المتحاورين إلى أن الرواية قدمت صورة موضوعية للمخيم تجمع الإيجابي والسلبي، معتبرين أن الألم الأكبر ناجم عن الاحتلال ونتائجه من تهجير ومصادرة وقتل واعتقال.

أما المحور الثاني فخُصص لفكرة القطة التي تتجول فوق أسقف الصفيح وتنقل أخبار المخيم. واعتُبرت هذه الفكرة غرائبية ذات بعد رمزي يتواءم مع غرابة القضية الفلسطينية نفسها، خاصة في ظل التحولات الجذرية التي عاشها الفلسطيني بين ليلة وضحاها، وتشابه حياة اللاجئ مع حياة القطط في هشاشتها وعدم استقرارها. ومن أهم الروايات التي استخدمت العجائبية في الأدب الفلسطيني رواية «المتشائل» لإميل حبيبي.


وفي ختام الجلسة، توجهت مبادرة نون للكتاب بالشكر إلى جميع المشاركين، وإلى مكتبة عبد الحميد شومان ممثلة بمديرة الفعاليات السيدة راية الكعابنة. ثم جرى توزيع شهادات التقدير ودرع تذكارية للروائي، والتُقطت صورة جماعية توثق هذه الأمسية الثقافية.











طباعة
  • المشاهدات: 2345
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-12-2025 09:43 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم