01-12-2025 09:15 AM
بقلم : الدكتور يعقوب ناصر الدين
سواء كان الأمن -من وجهة نظر فلسفية – ضرورة إنسانية لتحقيق المصالح العليا للدولة وشعبها أو كان بناء اجتماعيا يرتبط بالقيم والمبادئ فإنه يشكل الأسس التي يقوم عليها مفهوم الحفاظ على الذات، ذات الفرد والمجتمع والدولة بكل مكوناتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو من هذه الناحية ليس مجرد أداء وظيفي يقع عاتقه على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وحسب، إنه مسؤولية كل فرد بما أنه يحفظ أمنه الشخصي في نهاية المطاف، ويضمن له سبل العيش الآمن، وتحقيق طموحاته وحريته وازدهاره.
حين ننظر إلى أمن الأردن من وجهات نظر متعددة سنرى حجم النجاحات التي تحققها المنظومة الأمنية في مقابل التحديات التي يواجهها بلد ظل يحمي حدوده البرية من طرف واحد لفترة طويلة من الزمن وما يزال، وسماءه مما تستخدمه المنظمات الإرهابية وتجار السلاح والمخدرات من وسائل غير تقليدية مثل الطائرات المسيرة وغيرها مما يستهدف الأمن الشامل بالتركيزعلى استهداف فكر وسلوك ومصالح المواطن نفسه، وذلك الاستهداف يمكن أن يكون مرتبطا كذلك بجهات أخطر تعمل على الإخلال بقوة الدولة وثباتها ومواقفها، ودورها الإقليمي ومكانتها الدولية!
لدينا الكثير من نماذج تلك المخاطر التي لا يمكن مواجهتها إلا بالتحالف القوي بين الدولة ومواطنيها بايمانهم ووعيهم وانتمائهم الوطني الصادق وولائهم لقيادتهم التي يتبادلون معها الثقة والمحبة والقدرة على تحمل الأعباء والتحديات مهما كان حجمها أو مصدرها، ولعلنا في هذا البلد الذي يحمد الله على نعمة الأمن والأمان النموذج الأسمى للدولة التي تحمي نفسها وتصون منجزاتها ومكتسبات شعبها وتحافظ على كرامة شعبها وحقه في المشاركة في اتخاذ القرار وممارسة الديمقراطية كعملية حية يمارسها الجميع ضمن دولة القانون والمؤسسات.
الأمن والحرية وجهان لعملة واحدة، واليوم يمكن أن نفهم عمق عمليات التحديث السياسي التي يمارس من خلالها العمل الحزبي دوره في تنظيم واستيعاب التيارات والاتجاهات السياسية لكي تعبر عن نفسها وتطلعاتها، وتصيغها في استراتيجية برامجية، لها رؤية واضحة، ورسالة هادفة ، وغايات وأهداف واقعية، فهذا الوجه من العملة يؤكد القيمة الحقيقية للعملة في وجهها الآخر حين تكون حرية الأردنيين والأردنيات ظهيرا للأمن، ومنطلقا للقوة التي نحتاجها من أجل النهوض بواقعنا الاقتصادي والاجتماعي والإداري، والتقدم إلى الأمام نحو التنمية الشاملة بكل أبعادها وقطاعاتها المختلفة!
يكمن الشر في ( وطنية ناقصة ) تقوم على انحرافات فكرية ونظرة معتمة للحياة ، وعداء صارخ للإنسانية، وكفر وانعدام للضمير حين تعرض حياة الناس للخطر، ويستهدف الشباب بالمخدرات ، وتستهدف البيوت الآمنة بالسرقة، وتنتشر وسائل التحايل والتضليل والتشويه والانتهاك.
يقال في المثل الشعبي ( الشر بده مواقفه) أي التضامن والاتحاد لكفه ورفضه وصده، وتلك هي الحالة الأردنية الفريدة التي نحن عليها، ندرك قوتنا الكامنة في تحالفنا من أبنائنا وبناتنا في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لأنهم منا ولنا ومن أجلنا، ولأننا نعرف معنى أن يستحقنا الأردن ونستحقه!
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-12-2025 09:15 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||