25-11-2025 09:09 AM
سرايا - يُواجه اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة تحديات جسيمة قد تُعرضه لاحتمال الانهيار، في ظل خروقات الاحتلال المتواصلة لتنفيذه ورفض الانتقال للمرحلة الثانية منه وتذرعه بمطلب نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، ما لم يجد ضغوطاً دولية صارمة لإجباره على الالتزام له.
ويواصل الاحتلال شن الغارات الجوية الكثيفة والقصف المدفعي اليومي ضد أنحاء مختلفة من القطاع، مما يؤدي لارتقاء المزيد من الشهداء والجرحى الفلسطينيين، وذلك بدعم أميركي وضوء أخضر من الولايات المتحدة للمضي في عدوانه.
وترهن الحكومة المتطرفة بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من الاتفاق بتسلمها بقية رفات الأسرى، فيما أكدت حركة "حماس"، في أكثر من مناسبة أن الأمر يستغرق وقتاً وأدوات يمنع إدخالها للقطاع من أجل استخراجها نظراً للدمار الهائل بغزة.
فيما تعكس تصريحات رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" أمس بأن الكيان المحتل "غير مضطر للحصول على موافقة من أي جهة لتنفيذ هجماته ضد قطاع غزة"، التوجه باستمرار الحكومة المتطرفة في تحدي الضغوط الدولية واتهامات خرق وقف إطلاق النار.
ونفى "نتنياهو" ما تردد في إعلام الاحتلال بشأن اضطرار حكومته للحصول على "موافقة أميركية" قبيل تنفيذ الهجمات، قائلا: "نحن نعمل دون الاعتماد على أي طرف"، مدعياً أن "العمليات لإحباط الهجمات يقوم بها جيش الاحتلال تلقائياً، مرورا بوزير الدفاع، وتصل في النهاية إلي، ونقرر دون أي تبعية لأي جهة"، وفق مزاعمه.
غير أن المعارضة وتقارير إعلامية داخل الكيان المُحتل تقول إن الحكومة المتطرفة باتت تعتمد إلى حد كبير على الموافقة الأميركية قبل تنفيذ أي هجوم في غزة، وإن نتنياهو جعل الكيان الصهيوني "أكثر تبعية" لواشنطن.
وقد كان من المفترض أن ينهي اتفاق وقف النار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على غزة منذ أكتوبر 2023 بدعم أمريكي، والتي خلفت أكثر من 69 ألف شهيد و170 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء.
في حين أدت اعتداءات الاحتلال على قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية إلى استشهاد وإصابة المزيد من الفلسطينيين في اليوم 44 من وقف إطلاق النار، نتيجة القصف على شاطئ رفح جنوب القطاع، وإطلاق نيرانه العدوانية على شرق خان يونس، ونسف منازل بالفلسطينيين في حي الشجاعية شرق غزة.
ومنذ سريان وقف إطلاق النار (11 أكتوبر 2025)، بلغ إجمالي الشهداء 339 شهيداً و871 مصاباً فيما جرى انتشال 575 جثمان شهيد فلسطيني.
من جانبه، دعا رئيس الوفد المفاوض لحركة "حماس" خليل الحية، الأمة الإسلامية بمؤسساتها الخيرية وعلمائها لتحمل مسؤولياتهم في تعزيز صمود الفلسطينيين، والإسراع في إعادة إعمار قطاع غزة ليبقى "قلعة صامدة للأمة في طريق التحرير".
وقال الحية، في تصريح له أمس، إن معركة "طوفان الأقصى" أحدثت تحولًا لافتًا في الوعي العالمي، وأسهمت في كسر رواية الاحتلال وتوسيع دائرة التضامن الدولي مع فلسطين، إلى جانب تعزيز مسار وحدة الأمة في مواجهة الأخطار المحدقة بها.
وحذر الحية من حجم التهديدات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، وسط تصاعد الاقتحامات ومحاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني، مشدداً على أن فلسطين "أرض وقف إسلامي وملك للأمة كلها"، وتتطلع إلى دور عربي إسلامي في مسار تحريرها ونصرة القدس والأقصى.
وجدد التأكيد على أن الحركة لن تعترف بالكيان الصهيوني، وأن الشعب الفلسطيني ومقاومته أفشلوا الأهداف التي أعلنها الاحتلال منذ بدء عدوانه على قطاع غزة.
وفي وقت سابق، بحث وفد من حركة "حماس"، مع المسؤولين المصريين في القاهرة، تطورات اتفاق وقف إطلاق النار والأوضاع العامة في قطاع غزة، بما في ذلك المرحلة الثانية من الاتفاق.
وقالت الحركة، في بيان نشرته على منصة "تلغرام" إن وفدها ناقش في مصر "تطورات اتفاق وقف إطلاق النار، والأوضاع العامة في قطاع غزة ومناقشة طبيعة المرحلة الثانية من الاتفاق"، من دون تفاصيل.
وضم وفد حماس؛ رئيس المجلس القيادي محمد درويش، وأعضاء المجلس القادة؛ خالد مشعل، وخليل الحية، ونزار عوض الله، وزاهر جبارين، إضافة إلى عضو المكتب السياسي غازي حمد.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-11-2025 09:09 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||