17-11-2025 08:37 AM
بقلم : الدكتور يعقوب ناصر الدين
في جلسة المباحثات التي انعقدت في جاكرتا بين جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والرئيس الإندونيسي باربوو سوبيانتو استذكر جلالته كيف أجاب حين سأله والده جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه عن شخصية الضابط الذي بصحبته فأجاب (إنه أخي) وقد كان الرئيس الإندونيسي في ذلك الوقت من تسعينيات القرن الماضي أخا له في سلاح القوات الخاصة، فرد الحسين إذا كان الأمر كذلك فهو أخي أيضا، وتلك الإشارة التي تعبر عن عمق العلاقة التي تجمع بين الزعيمين تعبر كذلك عن عمق العلاقة القائمة بين البلدين المتمثلة في جانب منها بالتعاون العسكري المشترك.
في إشارة ذات دلالات أخرى على نوعية العلاقات التي يقيمها بلدنا مع الأغلبية العظمى من دول العالم يستذكر جلالة الملك أمام مضيفه الرئيس السنغافوري ثارمان شانمو غاراتنمام ما سمعه من جلالة الملك الحسين رحمه الله بأن الأردن كان من بين الدول الأربعة التي دعمت طلب سنغافورة الانضمام للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1965 حيث كانت آلية الانضمام معقدة بعض الشيء في ذلك الحين، وهكذا وفي كل المباحثات التي أجراها خلال جولته الآسيوية التي شملت كذلك اليابان وفيتنام وباكستان ظل جلالته يذكر بالأسس التي قامت عليها العلاقات الثنائية ومدى ارتباطها ليس بالمصالح المشتركة وحسب بل بالنضال المشترك في سبيل الحفاظ على السلم والتعاون الدولي، وتوظيف تلك العلاقات في خدمة الشعوب ومستقبل الأجيال القادمة.
في كل محطة من محطات تلك الجولة الملكية، كما هو الحال لجولته الأخيرة في عدد من دول أوروبا الشرقية، وقبلها زيارات جلالته لعديد من الدول، ومشاركاته في قمم قارية ودولية هناك عدة رسائل يضعها جلالة الملك بين يدي قادة العالم كي يتحملوا مسؤولياتهم في الدفاع عن المبادئ التي تضمنها ميثاق الأمم المتحدة من أجل الحفاظ على السلام العالمي وحفظ كرامة الإنسان في كل مكان، وفي هذه المرحلة الراهنة هنالك نموذجان صارخان على اختلال تلك المعادلة أحدهما يمثل مظلمة الشعب الفلسطيني وعذابه تحت نير احتلال إسرائيلي بغيض مارس أبشع اشكال حروب الإبادة وكل أشكال الفصل العنصري، ويمثل الآخر أشد الانتهاكات من جانب إسرائيل للشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني، وللسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها!
وسط هذه الحالة من الضبابية بالنسبة لمستقبل هذه المنطقة التي يجاور فيها الأردن العديد من خطوط التماس فإن الرسائل التي يحملها جلالة الملك ترتكز أساسا إلى القيم المشتركة، وعلى حاجة الأردن لتعزيز قدراته الاقتصادية عن طريق تنشيط إمكانات التعاون والاستثمار المشترك، وهي حاجة ومصلحة متبادلة تتيح للشركاء الاستفادة من ثروات الأردن وميزاته التنافسية ومنها موقعه الجغرافي، ومنظومته الأمنية الحامية لتلك المصالح المشتركة، وتتيح للأردن ممارسة حقه في تنويع شراكاته، وتطوير قدراته الذاتية التي يحقق من خلالها مشروعاته الطموحة، وتنميته المستدامة ونهضته الشاملة، وغاياته المشروعة!
كنا وما زلنا نشعر بالاطمئنان ونحن نرى المكانة الرفيعة التي يحظى بها جلالة قائدنا لدى قادة الدول وشعوبها، وثقتهم المطلقة بأنه زعيم استثنائي، يحترمون منطلقاته القيمية والأخلاقية في عرض رؤيته وموقفه من كل أمر يمكن أن يعرض على طاولة البحث أو التفاوض أو التوقيع على الاتفاقيات سواء على مستوى العلاقات الثنائية أو الجماعية، وفي ذلك ما يفرض علينا وأكثر من أي وقت مضى أن نبحث ونجد الوسائل التي توصلنا إلى حيث يصل جلالته لتلك المساحات الرحبة من العلاقات التبادلية مع دول تقدر وتحترم قائدنا وبلدنا وشعبنا، فتلك مسؤوليتنا قبل أن تكون مسؤولية غيرنا حتى لو كان في منزلة الأخ!
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-11-2025 08:37 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||