09-11-2025 12:13 PM
بقلم : علي محمد الدراوشة
مع مطلع الدورة الثانية لمجلس النواب الحالي ، أقرت حكومتنا الرشيدة مشروع قانون الموازنة العامة للدولة ، ومع إقتراب مناقشة المشروع لعام 2026 تحت قُبة البرلمان ، لا زال الأردنيون يترقبون ما ستحملهُ هذهِ البنود في طياتها من آمالٍ أو خيباتٍ جديدة.
ووفقا لما أُقر فقد جاءت الموازنة بأرقام وتقديرات مُشبعة بالوعود ،ومليئةٌ بالمشاريع والخطط التى تُعنى بالبنية التحتية والاستثمار والسياحة إلا أن بندًا أساسيًا ظلَّ غائبًا عن السطور بالرغم من إلتصاقه بحياة الناس اليومية ألا وهو زيادة رواتب الموظفين والعاملين والمتقاعدين العسكريين.
وفي خضم التحديات الصعبة التي يخوضها المواطن الأردني وفي ظل الارتفاع الجسيم للأسعار فلم يعد الحديث عن تحسين الدخل ترفًا أو طلبًا على الهامش بل ضرورةٍ إقتصادية وإجتماعية مُلحة تقتضيها الظروف المعيشية الصعبة ، فالموظف الأردني الذي يقضي ساعات طويلة في خدمةِ وطنهِ بات اليوم يواجه معاناةٍ حقيقية في تأمين إحتياجات أسرته ، بين فواتير تتزايد وأسعار لا تعرف التراجع ودخل ثابت لا يواكب أبسط متطلبات المعيشة.
أما عن حُماة الوطن العاملين والمتقاعدين العسكريين الذين قدموا ولا زالوا يقدمون الغالي والنفيس للحفاظ على وطنهم فاليوم باتوا ينامون مثقلين بالهموم والخيبات نتيجة تردي أوضاعهم المادية وعدم الاستجابة لمتطلباتهم الأساسية من قِبل الحكومة الاردنية على الرغم من الخطابات والتوصيات المتكررة من قِبل جلالة الملك بضرورة الأهتمام بتوصياتهم ومطالبهم وتطلعاتهم وتذليل كافة الصعوبات أمامهم إلا أن الحكومة لا زالت تشبعهم بالوعود المزيفة.
ان اي موازنة لا تعالج الفجوة بين الدخل ومتطلبات المعيشة ولا تعتبر ذلك من صميم إهتمامها ستبقى أرقامً على ورق لا تمسُ الواقع بشيء ، وما يثير التساؤل حقًا هل تتطلع الحكومة على التقارير الصادرة من قبل دائرة الاحصاءات العامة فيما يتعلق بخط الفقر في الأردن أم أن هذهِ الأرقام لا تُشكل سوى حبرًا على ورق ؟؟؟
أما أن الأوان أن تُدرك الحكومة أن كل زيادة تمنح لأبناء هذا الوطن الشريف هي إستثمار في كرامة الوطن قبل أن تكون عبئًا على خزينته ، ومن واجب الحكومة أن لا تغفل عن إحتياجات الناس وتضع المواطن الأردني في نُصبِ أعيُنها ، فالموازنة التي تغفلُ مطالب الناس هي موازنة قصيرة النظر ، فحتى وإن أرضت الحسابات الرقمية إلا أنها ستُغضب القلوب.
يا من تكتبون الموازنة وتُقرونها ، إن الوطن لا يُقاس بفائض الإيرادات بل برضا أبنائه وعدالة توزيع خيراته ... فاحذروا كل الحذر أن تشيدوا أرقامً على أنقاض الجيوب الخاوية ، فالمواطن الاردني مرهقًا ومستنزفًا وبات يشعر بأنهُ غريبًا داخل وطنه.
يا من تنادون بالتنمية والإصلاح انظروا الى عيون تدمع وقلوب تئن من شدة الهموم فالزيادة في الرواتب ليست مطلبا ماديًا بقدر ما هي صرخة عدلّ إجتماعي تأخرت كثيرا وأن الأوان لها أن تُسمع.
نأمل أن يُعاد النظر في مشروع الموازنة قبل إقراره وأن تُترجم وعود الإصلاح إلى واقعٍ ملموس يشعرُ به المواطن لا يسمعهُ فقط.
حفظ الله أردننا الذي أحببناه وملكنا الذي عشقناه وولي عهده الذي نرى فيه إمتداد الحلم الاردني وبيارق المستقبل.
علي دراوشه
9/ نوفمبر
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-11-2025 12:13 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||