09-11-2025 11:42 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
لغزٌ عجيب وأمرٌ غريب في هذا الذي يفعله البيت الابيض وساكنيه ، فالأحوال في الداخل الامريكي تتدهور ساعة بعد ساعه ، وطول الطوابير من طالبي الوجبات الغذائية تزداد يوما بعد يوم ، هذا ما نراه ونسمعه عبر وسائل الإعلام الامريكية نفسها رغم تحفظها الشديد ورغم التكتيم التي تمارسه على الشعب الامريكي تماما كما مارسته منذ عامين في الحرب العالمية على غزة واهلها إلا أنه وبرغم هذا كله فان ما يحدث في الداخل الامريكي هو امر غير مسبوق منذ ولادة امريكا قبل مئتين وأربعين سنة والعجب كل العجب في عدم اكتراث هذه الادارة بما يحدث ومنشغلةً بغزة واهلها .
على ما يبدو ان هناك ربط بين نتيجة الحرب على غزة والتي حُسِمت في ساعاتها الأولى وبين الوجود الامريكي كقُوَّةٍ عُظمى وقُطبٍ أوحد يهيمنُ على العالم كشرطيّ مُنفَلِتَ العِقال خارج على القوانين والانظمة العالمية ومتمرد عليها
وهذا ليس نوع من انواع التخمين او الظن بل ما تقوم به هذه الادارة الحالية هو تاكيد له وذلك بان جعلت المصلحة الامريكية الداخلية وراء ظهرها وأن شعار امريكا اولاً ليس الا شعاراً وهمياً وجعلت همها الوحيد هو السيطرة على الدمار والخراب الذي احدثته أسلحتها المُحرَّمة وغير المُحرَّمة والتي قتلت وجرحت ما يزيد عن الربع مليون بريئ من الاطفال والنساء والشيوخ وعدد قليل جداً من المقاومة (( كما قال الرئيس الفرنسي ماكرون ))
وما حديث تاكر كارلسون عن خيانة الحزب الجمهوري للثلاثمائة وخميس مليون امريكي بعدم الاكتراث بهم إلا اصدق تعبير عن الواقع والحقيقة بلا تدليس ،
إن التركيز الامريكي الان على الوضع في غزة يشي بأن المرحلة الراهنة هي الاهم والأخطر على منطقة الشرق الأوسط وعلى العالَم عموما بكامل ما تحمل هذه الكلمة من تفاصيل .
الإغلاق الحكومي الامريكي الذي ضرب قطاعات حيوية مهمة اقتصادية واجتماعية بدأ يؤثر على مستوى الخدمات بعمومها ووصل الى حد التوقف عن دفع الرواتب والاجور للعاملين في القطاع العام وهذا امر في غاية الخطورة وليس ادل على هذا مِن التعَثُّرِ والتوقفِ عن دفع الرواتب للجيش هناك وذلك كما قال الرئيس نفسه في حديث له ان احد اصدقائه تبرع بدفع رواتب الجيش وطلب منه ذلك الصديق عدم ذكر اسمه والاكتفاء بذكره ( كفاعل خير ) !!
هذا الذي يحدث هناك لا يُرى ادنى اهتمام لهذه الادارة به اذا ما قورن باهتمامها بنزع السلاح من غزة وتشكيل قوة دولية تتستر هي ومن معها تحت مُسَمّاها للإبقاء على أن لا تُعلِنَ غزة عن انتصارها رغم دمارها عن بكرة ابيها ، وإلا فلمَ لا تُترَكَ وحدها تُعالِجُ جراحها وتقلع أشواكها بيدها وتتركها تبحث عن أمواتها تحت ركام بيوتها التي اصبحت اثراً بعد عين !! انما هي الحقيقة التي لن تستطيع البشرية جميعها طمسها او قلبها لهزيمةٍ كما اراد ويريد كل الذين تجمعوا واشتركوا في إبادتها ولم يستطيعوا أبداً هزيمتها.
ربما يكون فوز ممداني في معركته التي خاضها ضد الرئيس وإدارته وغالبية اعضاء حزبه جرس انذار للشعب الامريكي كما ان قول الرئيس " أن هذا هو العصر الذهبي لامريكا "وهو قولٌ مُستَفِز لا ينسجم ولا يتوافق مع الواقع المرئي والمسموع هناك ، فربما هذه التداعيات مجتمعة تكون سببا ليصحو الشعب من غفلته ولو بعد فوات الاوان ،
وربما لن يكون هناك متسع من الوقت ليسأل ذلك الشعب سؤاله الجوهري والمحوري :
مَن الذي يجلس في قمرة القيادة خلف المقود !!
يوسف رجا الرفاعي
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-11-2025 11:42 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||