حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,9 نوفمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3511

جنيف في الشتاء: ترف سويسري على ضفاف البحيرة

جنيف في الشتاء: ترف سويسري على ضفاف البحيرة

جنيف في الشتاء: ترف سويسري على ضفاف البحيرة

08-11-2025 10:40 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - حين يلفّ الشتاء جبال الألب بوشاحه الأبيض، تتحول جنيف إلى لوحة فنية تجمع بين سحر الطبيعة ورقيّ المدينة الأوروبية. تقع جنيف عند الطرف الغربي لبحيرة ليمان، وتُعدّ واحدة من أكثر المدن السويسرية أناقة وجاذبية، خصوصًا في فصل الشتاء حين تمتزج الثلوج بالأضواء الذهبية المنعكسة على المياه الهادئة. إنها مدينة تجمع بين دفء الضيافة السويسرية ودقّة التفاصيل الفاخرة في كل ما يحيط بك، من الفنادق والمطاعم إلى المتاحف والأسواق الراقية. زيارة جنيف شتاءً ليست مجرد رحلة سياحية، بل تجربة حسّية راقية تعكس أسلوب الحياة السويسري الذي يجمع بين الهدوء والترف.

مشهد الشتاء بين البحيرة والجبال جمال جنيف في الشتاء ينبع من موقعها الجغرافي الفريد بين جبال الألب وجورا، ما يمنحها مناظر طبيعية خلابة طوال الموسم. تغطي الثلوج قمم الجبال المحيطة بينما تبقى مياه بحيرة ليمان زرقاء نقية تعكس أضواء المدينة ليلاً. أحد أبرز معالم الشتاء هو النافورة الشهيرة جيت دو (Jet d Eau) التي تقذف المياه بارتفاع يصل إلى 140 مترًا، وتبدو رائعة بشكل خاص حين تتجمد قطرات الماء حولها لتشكّل بريقًا بلّوريًا تحت أشعة الشمس. يمكن للزائرين التنزه على الكورنيش المحيط بالبحيرة، أو الاستمتاع برحلة بحرية قصيرة تمنح إطلالة مميزة على الجبال المغطاة بالثلوج. كما توفر القرى القريبة مثل شامونيه ومونت بلانك فرصًا للتزلج في أفضل منتجعات أوروبا، حيث يمكن الوصول إليها من جنيف في أقل من ساعة واحدة بالقطار أو السيارة، ما يجعل المدينة قاعدة مثالية لعشاق الرياضات الشتوية.


تجارب الترف والفخامة الشتوية لا يمكن الحديث عن جنيف دون التطرق إلى طابعها الفاخر الذي ينعكس في كل زاوية من المدينة. في الشتاء، تتزين شوارعها بالأضواء والزينة، وتتحول واجهات المتاجر إلى عروض فنية راقية لأفخم العلامات العالمية في شارع رون دو رون (Rue du Rh ne) الذي يُعدّ أحد أشهر شوارع التسوق في أوروبا. أما بالنسبة للإقامة، فتقدم المدينة مجموعة من الفنادق الفاخرة المطلة على البحيرة مثل فندق الرئيس ويلسون وفندق فور سيزونز دي بيرج، وكلاهما يقدمان أجواء دافئة وخدمة لا تُضاهى. كما يمكن الاستمتاع بتجارب السبا السويسرية الشهيرة التي تستخدم منتجات طبيعية من الأعشاب والثلوج المقطوفة حديثًا من الجبال. أما عشاق الطعام، فسيجدون في جنيف مطاعم راقية حائزة على نجوم ميشلان تقدم مزيجًا من المذاق الفرنسي والدقة السويسرية، إلى جانب المقاهي الكلاسيكية التي تقدم الشوكولاتة الساخنة بأفخم طريقتها، ما يجعل الأمسيات الشتوية أكثر دفئًا ورومانسية.

الثقافة والأنشطة في موسم البرد وراء مظاهر الفخامة، تخبّئ جنيف روحًا ثقافية عميقة تجعلها أكثر من مجرد وجهة فاخرة. فخلال فصل الشتاء، تنشط الحياة الفنية فيها عبر المسارح والمعارض والمتاحف، وأشهرها متحف الفن والتاريخ ومتحف باتيك فيليب الذي يروي قصة الساعات السويسرية الأسطورية. كما تُقام فعاليات موسيقية ومهرجانات للسينما والأنوار في ديسمبر ويناير، تضفي على المدينة طابعًا احتفاليًا مميزًا. ولا تكتمل التجربة دون زيارة البلدة القديمة، حيث الشوارع المرصوفة بالحجارة والمقاهي الصغيرة التي تعبق برائحة القهوة والمخبوزات الطازجة. وفي المساء، يمكن الصعود إلى مرتفعات مون ساليف القريبة للاستمتاع بإطلالة بانورامية على أضواء المدينة المتلألئة وسط الثلوج، وهي لحظة تجسد روح جنيف الشتوية بكل تفاصيلها الساحرة.

في الختام، تبقى جنيف في الشتاء وجهة تتجاوز التوقعات، تجمع بين فخامة الحياة الحضرية وسحر الطبيعة الجبلية في توازن لا مثيل له. إنها مدينة تُرضي الذواقة والمسافرين الباحثين عن الهدوء والترف في آن واحد، حيث يمكن أن تبدأ يومك بنزهة على ضفاف البحيرة وتنهيه بعشاء فاخر على أنغام موسيقى الجاز. جنيف ليست مجرد محطة شتوية عابرة، بل تجربة راقية تُلهم الزائر وتمنحه طاقة جديدة تنبع من جمال التفاصيل السويسرية الدقيقة وروح الأناقة التي لا تغيب عن هذه المدينة الفاتنة.








طباعة
  • المشاهدات: 3511
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
08-11-2025 10:40 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم