08-11-2025 09:10 AM
بقلم : د. دانييلا القرعان
لم يعد مؤتمر المناخ مناسبة بيئية فحسب، بل تحوّل إلى منصة سياسية واقتصادية كبرى، تشهد تهافتًا من رؤساء الدول وقادة العالم للحضور والمشاركة، ليس فقط دفاعًا عن الأرض، بل أيضًا عن مصالحهم الوطنية واستراتيجيات بلدانهم المستقبلية.
في كل عام، تتجه الأنظار إلى "مؤتمر الأطراف" حيث تجتمع أكثر من 190 دولة لمناقشة مصير الكوكب في مواجهة التغير المناخي لكن خلف الخطابات الرنانة والشعارات الخضراء، تكمن حقائق أعمق: فالمناخ بات مرادفًا للاقتصاد، والطاقة، والأمن الغذائي، بل وللسياسة الدولية نفسها.
الرؤساء لا يحضرون بدافع الرفق بالبيئة فحسب، بل لأن المؤتمر أصبح سوقًا عالمية للمشروعات الخضراء، تُبرم فيه استثمارات بمليارات الدولارات في مجالات الطاقة النظيفة والهيدروجين والنقل المستدام. إنها فرصة لعرض إمكانات الدول، ولجذب التمويل والمشروعات، ولحجز موقع متقدم في الاقتصاد العالمي الجديد الذي يتجه بخطى ثابتة نحو الاستدامة.
ثم إن المؤتمر يشكّل منبرًا دبلوماسيًا نادرًا، يجمع القادة من الشرق والغرب في مكان واحد، بعيدًا عن التوترات والملفات السياسية الشائكة. لذا، كثيرًا ما تُعقد على هامشه لقاءات ثنائية تُحل فيها خلافات أو تُرسم فيها تفاهمات لا تُعلن صراحة.
وربما الأهم من كل ذلك، أن حضور القادة يحمل بعدًا رمزيًا إذ يريد كل زعيم أن يظهر كـ قائد إنساني يتحمّل مسؤولية الكوكب والأجيال القادمة. فالصورة أمام عدسات الإعلام وهو يتحدث عن حماية الأرض لا تقل أهمية، في عالم تتسابق فيه الدول على كسب احترام الرأي العام العالمي.
إن السباق نحو مؤتمرات المناخ ليس ترفًا ولا استعراضًا، بل هو تعبير عن وعي جديد بأن من يشارك في صياغة سياسات المناخ اليوم، سيشارك غدًا في صياغة ملامح العالم كله.
.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-11-2025 09:10 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||