06-11-2025 01:35 PM
بقلم : فيصل تايه
أثار توجيه وزير الثقافة مصطفى الرواشدة رسالة شكر لموظفي وزارته على صفحته الشخصية عبر منصة "اكس" جدلا بين البعض ، وكأن كلمة الشكر أصبحت فعلا يستحق التشكيك فيه ، وهنا السؤال الذي يفرض نفسه : هل الخطأ في الوزير الذي يعرف قدر فريقه ويقدر الجهد، أم في من اختزل كل فعل إيجابي إلى "خطة خفية" أو "نية مريبة"؟
الرواشدة ليس مجرد مسؤول سياسي أو إداري، بل رجل تربوي بالفطرة، يحمل في تاريخه العملي قيم التربية والقيادة التي تدرك أن الاعتراف بالجهود لا يقل أهمية عن العمل نفسه ، إنه يعرف أن الموظف الذي يشعر بالتقدير هو موظف محفز ، مبدع، مخلص لرسالته، وأن التقدير العلني يعزز مكانته أمام زملائه والمجتمع على حد سواء ، فهذه الرؤية لم تأت من فراغ، بل هي منطلق تجربة طويلة في الحياة التربوية، حيث يشهد له التاريخ بقدرته على بناء فرق عمل متجانسة، متفانية، وملتزمة بالرسالة.
رسالة الشكر التي نشرها الوزير لموظفيه ليست كلمات شكلية أو مجاملة رخيصة، بل محاولة واعية لإبراز قيمة كل فرد في منظومة العمل الثقافي ، إنها رسالة تقول: "نرى جهودكم، نقدرها، ونريد أن يكون لكم موقع فاعل ومرموق في مسيرة الوزارة"، وهذا هو جوهر القيادة الرشيدة : رفع شأن الفريق قبل رفع شأن القائد نفسه.
ومع ذلك، نجد بعض المتربصين يحاولون قلب الحقيقة رأساً على عقب، ويبحثون عن خيوط خفية وراء كل كلمة صادقة ، فهؤلاء ينسون أن التقدير ليس مؤامرة، وأن الاعتراف بالعمل الجاد هو سياسة تربوية حكيمة، لا محل للشك فيها ، والسؤال الذي يجب أن يُطرح على هؤلاء المنتقدين : ماذا وراءكم أنتم؟ لماذا كل هذا التشكيك على من يريد أن يعزز مكانة موظفيه ويشجع الإبداع والوفاء بالمسؤولية؟
إن ما فعله الوزير الرواشدة درس عملي لكل مسؤول ، فالقيادة الحقيقية هي أن تعرف قيمة من حولك، وأن تبني روح الفريق على الاحترام والتقدير، لا على الخوف أو الصمت ، فالشكر العلني، والإشادة بالجهد، ورؤية النتائج، كلها أدوات لتقوية العمل المؤسسي، ولزرع الثقة والانتماء في نفوس من يكدون لأجل رفعة الثقافة والوطن.
وفي نهاية المطاف، الحديث عن "أسباب خفية" في رسالة شكر صادقة هو مجرد محاولات للتشويش على روح الإيجابية، ويكشف أكثر من أي تحليل عن ضيق أفق من لا يرى سوى السلبية في كل ما هو إيجابي ، أما الوزير، فهو يعلم أن دوره ليس فقط في إدارة الملفات، بل في رسم ثقافة الاعتراف بالعمل والوفاء بالمسؤولية، وهذا هو ما يترك أثراً حقيقياً ، بعيداً عن الألسنة المتربصة، وقريباً من الحقيقة والضمير المهني.
ودمتم سالمين
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-11-2025 01:35 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||